حكومة السراج تفرض حظر تجول "بسبب كورونا" ونشطاء يشككون
٢٦ أغسطس ٢٠٢٠
في ظل مظاهرات غير مسبوقة ضد حكومة السراج أعلنت حكومة الوفاق حظراً كاملاً للتجول في البلاد على مدى 24 ساعة اعتباراً من اليوم ولغاية الاثنين المقبل بسبب تفشي كورونا. بيد أن بعض نشطاء مواقع التواصل شككوا في الهدف.
إعلان
أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج حظراً كاملاً للتجول في البلاد على مدى 24 ساعة اعتباراً من اليوم الأربعاء (26 آب/أغسطس 2020) وحتى الاثنين المقبل، في تشديد للتدابير الوقائية بسبب استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد، بالتزامن مع تظاهرات احتجاجية تشهدها طرابلس منذ أيام.
وصدر القرار المفاجئ عصراً في بيان، وطلب من السكان الالتزام به اعتباراً من الساعة 18,00 من مساء اليوم (14,00 بتوقيت غرينتش) "لمدة أربعة أيام"، في إطار التدابير لمواجهة جائحة كوفيد-19، حسب بيان حكومة السراج. وأعلنت في البيان أنه سيتم "إقفال الحدود الإدارية للمدن ويمنع التنقل بينها".
وسجلت ليبيا منذ بدء انتشار فيروس كورونا المستجد، بحسب آخر الأرقام، 11834 إصابة بينها 210 وفيات. وكانت السلطات تفرض هذا الحظر خلال يومي عطلة الأسبوع كل جمعة وسبت للحد من التنقلات في إطار التدابير الوقائية من الفيروس.
ويأتي هذا القرار بعد تظاهرات نددت بتدهور الظروف المعيشية والفساد المستشري في ليبيا الغارقة منذ سنوات في الحرب والفوضى. وذكرت "منظمة العفو الدولية" في بيان اليوم أن "ستة محتجين سلميين" تعرضوا للخطف في العاصمة الليبية، مطالبة "بإطلاق سراحهم فوراً".
وقالت نائبة مديرة المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ديانا التهاوي في البيان، إنه "يجب الإبلاغ" عن مكان وجودهم و"إطلاق سراح كل الأشخاص المخطوفين فوراً". ودعت المسؤولة في المنظمة حكومة الوفاق إلى "فتح تحقيق معمّق مستقل وشفاف في الاستعمال المفرط للقوة".
كما أصيب بعض المحتجين بجروح إثر إطلاق نار قامت به مجموعة موالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة، وفق المنظمة التي قالت إنها جمعت شهادات عديدة وحلّلت مقاطع فيديو.
وربط نشطاء على "تويتر" بين قرار الحكومة والتحرك الذي يدعون إلى تصعيده. وينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ "حراك_همة_الشباب" الداعي إلى سقوط الحكومة برئاسة فايز السراج. واعتبرت تغريدات عدة أن الحكومة وجدت في فيروس كورونا المستجد "ذريعة" لوقف الحراك.
وغرقت ليبيا التي تملك أكبر احتياطي من النفط في إفريقيا، في العنف والصراع على السلطة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 إثر انتفاضة شعبية. وتتنازع على السلطة منذ 2015 حكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا وقطر ومقرها طرابلس، وسلطة موازية في الشرق بقيادة الجنرال خليفة حفتر المدعوم من روسيا ومصر والإمارات. كما تعاني البلاد من أزمة معيشية واجتماعية خانقة فاقمتها النزاعات ووباء كوفيد-19.
خ.س./أ.ح. (أ ف ب)
مهاجرون يباعون في "أسواق النخاسة" بليبيا
لا تقف معاناة المهاجرين الأفارقة عند إمكانية إخفاق محاولة وصولهم إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر المتوسط. ففي حال القبض عليهم في ليبيا يكونون عرضة لعملية "تجارة حقيقية" بالبشر، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة العالمية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مركز لإحتجاز مهاجرين أفارقة في ليبيا. تسيطر جهات متعددة على مراكز اللاجئين، بعضها يعود لسلطة إحدى الحكومات المتنازعة على السلطة في البلاد. وبعضها الآخر يقع تحت نفوذ ميلشيات مسلحة..ويتعرض المهاجرون لضروب من الاستغلال و"تجارة البشر".
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
صورة تظهر وافدين محتجزين داخل أحد السجون في ليبيا، حيث يباع معظمهم في "أسواق عبيد" حقيقية بحسب ما كشف تقرير منظمة الهجرة العالمية، ومعظم المباعين هم من الأفارقة الذين يعبرون ليبيا بقصد السفر إلى أوروبا بطريقةٍ غير شرعية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مهاجر إفريقي يبدو محتجاً على وضعه. بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية، فإن المهاجرون يباعون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار، حيث يتم شراء مهاجر واستغلاله في العمل، ويكون المُشتري مسؤولاً عن الشخص بشكل كامل، في حين أن بعضهم قد ينجح بالهرب وبعضهم يفشل ليبقى عرضةً للاستغلال.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
بحسب شهادات "صادمة" لمهاجرين لموظفي منظمة الهجرة، فإن مئات الرجال والنساء يتم بيعهم. وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات. ووفقاً للشهادات فإن مهاجرون في مدينة سبها جنوب ليبيا، التي تعد أحد المراكز الرئيسة لتهريب المهاجرين، افترشوا الأرض في مرآب وساحات انتظار للسيارات.
صورة من: Reuters/L.Gnago
يدير "سوق العبيد" ليبيون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين، ويُستخدم أغلب المهاجرين كعمالة يومية في البناء والزراعة. وبعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يُكره على العمل دون أجر.
صورة من: Reuters/L. Gnago
عدا عن خطر القتل فإن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية بشكل مستمر وانتهاكات جنسية، بحسب ما أكد محمد عبدي كير مدير العمليات الطارئة في منظمة الهجرة العالمية، الذي وصف الوضع بـ"الكارثي".
صورة من: Reuters/H. Amara
يتم في هذه الأسواق بيع النساء واللواتي، بحسب التقرير، يتعرضن لسوء معاملة بشكل كبير، كما سجلت شهادات لسيدات تعرضن للاغتصاب أو الإجبار على العمل بالدعارة، كما يتم بيعهن على أساس أنهن "جواري للمتعة".
صورة من: Sara Prestiani
تعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً، حيث سلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية. ومن المعروف أن حوالي 600 شخص توفوا في البحر منذ مطلع عام 2017 وقتل عدد غير معلوم أثناء السفر باتجاه الشمال عبر الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط.