حكومة الوفاق تدين "انقلاب حفتر الجديد" واسقاط الاتفاقات
٢٨ أبريل ٢٠٢٠
شنت حكومة الوفاق الليبي هجوماً عنيفاً على خليفة حفتر قائد "الجيش الوطني الليبي"، وذلك عقب إعلان حفتر قبوله ما اسماه "تفويض الليبيين له في قيادة البلاد وإسقاط الاتفاق السياسي الليبي" الموقع بإشراف أممي في المغرب.
إعلان
اعتبر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا ما جاء في كلمة قائد ما يسمى بالجيش الوطني الليبي خليفة حفتر ليل الاثنين "هوسآ بالسلطة بلغ مداه، وحمقآ بلغ منتهاه"، وفق بيان صدر صباح اليوم الثلاثاء (28 ابريل/نيسان) عن المجلس. وجاء في البيان: "في مسرحية هزلية يعلن المتمرد عن انقلابٍ جديد يضاف لسلسلة انقلاباته التي بدأت منذ سنوات"، واصفا حفتر بـ"مجرم حرب".
وكان خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) قد أعلن أن قواته تقبل بتفويض الشعب لحكم البلاد. وأعلن حفتر في كلمة متلفزة قوبله ما أسماه "تفويض الليبيين له في قيادة البلاد وإسقاط الاتفاق السياسي الليبي" الذي وقع في كانون أول/ديسمبر 2015 بمدينة الصخيرات المغربية بين عدة فرقاء ليبيين بعد حرب امتدت بينهم عامي 2014 و 2015 في شرق البلاد وغربها.
وفي إشارة لمجلس النواب في طبرق ورئيسه "عقيلة صالح"، قال المجلس الرئاسي إن حفتر انقلب حتى على الأجسام السياسية الموازية التي تدعمه وعينته في منصبه، "وبذلك لم يعد في مقدور أحد أو أي دولة التبجح بشرعيته بأي حجة كانت"، مضيفاً أن "إعلان حفتر يؤكد للجميع على ضرورة دحر مشروعه الانقلابي، والقضاء نهائيا على الوهم الذي سيطر على عقله بالاستيلاء على السلطة، وإعادة بلادنا إلى حكم الفرد والعائلة".
وفي أول رد فعل خارجي على إعلان خفتر ذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن مصدر بوزارة الخارجية أن روسيا وصفت خطوة قائد قوات شرق ليبيا الذي تدعمه موسكو ب"الـمفاجئة". وأضاف المصدر أن الأهم هو أن ينفذ الليبيون أنفسهم، بمساعدة المجتمع الدولي، القرارات العسكرية والسياسية التي جرى التوصل لها في مؤتمر في برلين في يناير كانون الثاني الماضي. وتابع "نحن ندعم استمرار العملية السياسية. ليس هناك حل عسكري للصراع".
وفي وقت لاحق وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "روسيا ما تزال على اتصال مع جميع المشاركين في العملية الليبية... نعتقد أنه لا توجد وسائل أخرى لحل المشكلة الليبية".
ترحيب أممي بمبادرة صالح
وكانت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز، قد بالمبادرة السياسية التي أعلنها رئيس مجلس النواب المنتخب المستشار عقيلة صالح لإنهاء الازمة في البلاد.
وقالت البعثة في بيان نشرته على فيسبوك مساء الاثنين "ضمن جهودها المستمرة لإيقاف الحرب وإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية عبر التواصل مع الأطراف الليبيين، تواصلت الممثلة الخاصة للأمين العام بالإنابة، ستيفاني ويليامز اليوم مع المستشار عقيلة صالح هاتفيا للتشاور في أخر التطورات على الساحة الليبية".
كان صالح أعلن الخميس الماضي مبادرة سياسية من ثماني نقاط ترتكز على إعادة هيكلة السلطة التنفيذية الحالية المنبثقة من الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات وإعادة اختيار أعضائها، وعلى الأقاليم التاريخية الثلاثة (برقة وطرابلس وفزان)، وإعادة كتابة الدستور مع استمرار مجلس النواب إلى حين إجراء انتخابات تشريعية جديدة.
وتدعم الإمارات ومصر وروسيا حفتر في حين تدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها من الأمم المتحدة. ويعد حفتر منذ وقت طويل الحاكم الفعلي لشرق ليبيا لكن هناك إدارة مدنية تتولى اسمياً السلطة هناك. وبنغازي هي مقر المؤسسات الحكومية الموازية بالإضافة إلى البرلمان الوطني.
ونتج عن الاتفاق السياسي 3 أجسام سياسية، هي: المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، ومجلس النواب "البرلمان"، والمجلس الأعلى للدولة "الاستشاري".
ع.ح./ع.ج.م. (د ب أ، رويترز)
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س