حكومة اليمن تعود "نهائيا" لعدن وتناقش الأمن والإعمار
١٦ سبتمبر ٢٠١٥
عاد رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح إلى عدن في خطوة نحو عودة الحكومة "نهائيا" إلى البلاد بعد عملها لشهور من الخارج. وقال متحدث باسم الحكومة إنها "ستباشر مناقشة الملف الأمني وإعادة الإعمار ودمج المقاومة بالجيش."
إعلان
أضرم مسلحون مجهولون، يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، اليوم الأربعاء (16 أيلول/ سبتمبر 2015) النيران في كنيسة القديس يوسف، الواقعة في منطقة البادري بمديرية كريتر بمحافظة عدن جنوبي اليمن؛ ما أدى إلى اشتعال حريق كبير بداخلها، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر محلية. وأضافت المصادر أن المسلحين لاذوا بالفرار عقب تنفيذ العملية على الرغم من أنها نفذت في وضح النهار وفي منطقة حيوية.
ويشار إلى أن الكنيسة واحدة من أبرز المعالم التاريخية في عدن والتي أسست منذ أيام الاحتلال البريطاني عام 1852 كمدرسة للراهبات. ولم تتبن حتى الآن أي جهة مسؤوليتها عن هذه العملية.
وتأتي هذه العملية بعد ساعات من وصول خالد بحاح رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا برفقة سبعة وزراء إلى عدن للبدء بمهامهم. ونقلت حكومة بحاح مقرها من منفاها في الرياض إلى عدن بعد طرد المتمردين الحوثيين من جنوب البلاد وفي ظل استمرار المعارك الرامية لاستعادة العاصمة صنعاء، حسبما أفاد المتحدث باسم الحكومة راجح بادي.
اليمن: حرب وحصار مستمران والضحايا مدنيون
80 % من اليمنيين في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. الأطراف المتنازعة داخل البلاد، لم تحترم الهدنة التي أعلنها التحالف العربي الذي يحارب الحوثيين منذ4 أشهر. منظمات الإغاثة والأمم المتحدة تندد بالأوضاع الكارثية.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
رأت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود بعد زيارة إلى اليمن أن الحصار الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية "يقتل" المدنيين كما تفعل الحرب تماما. الصورة لسكان من مدينة تعز اليمنية. وقد صرح قائد "المقاومة الشعبية" في تعز حمود المخلافي بأن مقاتليه بحاجة أكبر إلى دعم التحالف في مواجهتهم للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
المتمردون الحوثيون يقصفون مناطق مأهولة بالسكان في عدن، دون أن يكترثوا بالمدنيين الباقين هناك. في الصورة جندي سعودي يقف في مطار عدن بعد أن تمكنت قوات التحالف بقيادة السعودية وبالتعاون مع المقاتلين المولين للرئيس هادي من إخراج الحوثيين من المدينة.
صورة من: Reuters/F. Al Nasser
هيومن رايتس ووتش قالت إن غارة التحالف العربي، التي أودت بحياة 65 من المدنيين في "مخا" جنوب غرب اليمن يمكن تصنيفها كـ "جريمة حرب". ويشكل المدنيون القسم الأكبر من الضحايا الـ 3700 الذين سقطوا في النزاع المستمر منذ أربعة أشهر، بحسب الأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/Str
وقد أعلنت الأمم المتحدة أن طرفي النزاع في اليمن لم يلتزما بالهدنة، التي تم الإعلان عنها لمدة 5 أيام، لإدخال مساعدات طارئة وسط نقص حاد في الوقود والأغذية والأدوية.
صورة من: Reuters/Stringer
يعاني اليمن من نقص حاد في المواد الغذائية والوقود، وخصوصا الأدوية، نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات التحالف العربي بقيادة السعودية. وتبرر السعودية هذا الحصار بأنه وسيلة لمنع إمداد الحوثيين بالسلاح، بيد أن المدنيين هم المتضررون في المقام الأول.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
وبعد أربعة أشهر من القتال العنيف، طلبت الأمم المتحدة من الرياض تخفيف الحصار البحري الذي تفرضه على الموانئ اليمنية للسماح للمزيد من السفن التجارية بتزويد البلاد باحتياجاتها من الوقود والمواد الغذائية.
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن حصيلة قتلى الصراع في اليمن بلغت نحو أربعة آلاف شخص .كما أفادت الأمم المتحدة بأن هناك 1859 مدنيا بين 3984 شخصا قتلوا منذ آذار/ مارس الماضي. وأشارت المنظمة الدولية إلى أنه فضلا على ذلك، أصيب نحو 19 ألف شخص، من بينهم 4200 مدني.
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
7 صورة1 | 7
وبذلك تكون الحكومة قد عادت رسميا إلى الأراضي اليمنية بعد ستة أشهر على مغادرتها إلى الرياض وانطلاق العملية العسكرية التي يقودها التحالف العربي بقيادة السعودية.
من جانبه، قال وزير الإدارة المحلية في اليمن عبدالرقيب فتح لوكالة فرانس برس إن أولويات الحكومة في الفترة المقبلة هي أيضا "إغاثة المتضررين من الحرب وإعادة الإعمار وتنفيذ قرار الرئيس هادي بدمج المقاومة في الجيش والأمن وإعادة ترتيب مؤسسات الدولة".
لكن الرئيس هادي مازال حتى الآن في الرياض، وتشن الآن قوات برية عربية ومقاتلون موالون له هجوما في محافظة مأرب إلى الشرق من العاصمة صنعاء سعيا إلى طرد الحوثيين من العاصمة.
يذكر أن الحكومة اليمنية انسحبت من محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة في مطلع الأسبوع لكن المتحدث باسم الحكومة راجح بادي قال أمس الثلاثاء إن الحكومة مستعدة للعودة إلى المحادثات إذا قبل الحوثيون قرار الأمم المتحدة الذي يدعوهم إلى الاعتراف بهادي كرئيس والانسحاب من المدن الرئيسية في البلاد.