تسعى الحكومة النمساوية شراء المنزل الذي ولد به الديكتاتور النازي أدولف هتلر، وهدمه من أجل الحيلولة دون تحول هذا المنزل إلى مزار لمن يعتنقون الأفكار النازية المتطرفة، إلا أنه لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق مع مالكة المنزل.
إعلان
تعتزم الحكومة النمساوية البت في مشروع قانون لمصادرة المنزل الذي ولد فيه الديكتاتور النازي أدولف هتلر في مدينة براوناو النمساوية، على نهر إين اليوم الثلاثاء (12 يوليو/ تموز 2016). وينص مشروع القانون على منح مالكة العقار تعويضا مقابل مصادرة المنزل الواقع بالقرب من الحدود الألمانية.
وكان وزير الداخلية النمساوي فولفغانغ زوبوتكا قد صرح مسبقا أنه يتوقع إمكانية هدم المنزل بعد مصادرته، مضيفا أنه يتعين بالمقابل دراسة ما إذا كان هذا الأمر لا يتعارض مع حماية المعالم الأثرية. وأشار الوزير النمساوي أنه لم يتضح بعد سبل الاستفادة من المنزل.
تجدر الإشارة إلى أن المنزل مؤجر لوزارة الداخلية النمساوية منذ عام 1972، وهو خال حاليا. وتهدف الوزارة من هذا الإجراء إلى الحيلولة دون تحول المنزل إلى مزار أو نصب تذكاري للأشخاص الذين يتبنون أفكارا نازية. وبحسب بيانات الوزارة، لم يتم التوصل حتى الآن خلال مفاوضات كثيرة إلى اتفاق مع مالكة المنزل حول استغلال المنزل وشرائه.
ع.أ.ج (د ب أ)
مرور ثلاثين عاما على فضيحة مذكرات هتلر
قبل ثلاثين سنة بدأت مجلة" شتيرن" الألمانية بنشر ما زعمت أنها مذكرات أدولف هتلر، معتقدة أنها حققت سبقا صحفيا عظيما، لكن سرعان ما تبين أن المذكرات مزورة، ليتحول السبق الصحفي لأكبر فضيحة إعلامية في تاريخ ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa
مؤتمر صحفي وحضور إعلامي كبير
في 25 أبريل/ نسيان قامت مجلة" شتيرن" الألمانية بدعوة عدد كبير من الصحفيين إلى مقرها في مدينة هامبورغ، وذلك لحضور مؤتمر صحفي أعلن فيه الصحفي غيرد هايدمان عن حصول المجلة على مذكرات الزعيم النازي أدولف هتلر. كان الفخر باديا على هايدمان الذي سيصبح بعد أيام محط سخرية الصحافة العالمية.
صورة من: picture-alliance/dpa
"صفقة العمر"
غيرد هايدمان كان يعمل في التحقيق الصحفي لدى مجلة "شتيرن" منذ سبعينات القرن الماضي. وكان يجمع قطعا تعود إلى العهد النازي، ثم أصبح مديونا بسبب شرائه ليخت تعود ملكيته لهرمان غورينغ أحد قادة الجيش النازي. وعندما عرض عليه أحد الأشخاص مذكرات هتلر، اعتقد أنها "صفقة العمر".
صورة من: ullstein bild
خبراء بلا خبرة
دعت مجلة "شتيرن" إلى المؤتمر الصحفي الذي عقدته، المؤرخ البريطاني المتخصص في شؤون هتلر، هيوغ تريفور-روبر وأستاذ التاريخ الأمريكي غرهارد لودفيغ فاينبيرغ، اللذان أكدا خلال المؤتمر أن المذكرات حقيقية. بعد ذلك بوقت قصير يفند خبراء ألمان إدعاءات الخبيرين الأمريكي والبريطاني.
صورة من: picture-alliance/dpa
دلائل أولى على التزوير
مساء يوم السادس من مايو/ آيار 1983 تناقلت وكالات الأنباء خبراً مفاده أن مذكرات هتلر مزورة، حيث أكد خبراء هئية مكافحة الجريمة والإدارة الاتحادية لفحص واختبار المواد، أن المواد التي كتبت عليها المذكرات مصنوعة بعد الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture alliance/AP Photo
حروف خاطئة
الأحرف الأولى التي جاءت بها المذكرات كانت محط استغراب. فعوض "أ. هـ" التي ترمز لأدولف هتلر.عُثر على أحرف "ف. هـ" على غلاف المذكرات. وتضاربت التفسيرات حول هذا الاختصار، الذي يبعث على الشك.
صورة من: picture-alliance/dpa
اكتشاف المزور
خلال أيام تم الكشف عن هوية مزور المذكرات، وهو الرسام كونراد كوجاو، حيث كان يتواصل مع صحفي مجلة "شترن" عن طريق رجل وسيط. قام كوجاو ببيع 62 مجموعة من المذكرات المزورة لمجلة "شترن" بما يعادل اليوم 4.75 مليون يورو. وكان كوجاو خلال عملية النصب يحمل اسما مستعارا.
صورة من: AP
المحاكمة والإدانة
تم تقديم كوجاو والصحفي هايدمان للمحاكمة. وحكم على كوجاو بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف بعد إدانته بتهمة النصب والتزوير. أما هايدمان فحكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات وثمانية أشهر، بعد إدانته باختلاس جزء من المبلغ الذي دفعته مجلة "شتيرن" لشراء المذكرات.
صورة من: picture-alliance/dpa
فيلم كوميدي عن الفضيحة
في سنة 1992 تم تناول الفضيحة الإعلامية في السينما، ولكن في إطار كوميدي من دون الإشارة إلى الأسماء الأصلية، حيث لعب دور المزور في فيلم Schtonk أوفه أوكسين كنيشت تحت اسم كنوبيل، أما غوتس غيورغ فقد لعب دور الصحفي فيلي الذي قام بنشر الفضيحة، واشترك في الفيلم أيضاً كل من هارالد يونكه وفيرونيكا فيريس.
صورة من: imago stock&people
تجارة التزوير
قضى كوجاو ثلاث سنوات فقط من مدة عقوبة السجن، نظرا لإصابته بسرطان في الرأس. بعد الإفراج عنه استغل شهرته وفتح رواقا فنيا يبيع فيه أعمالا فنية مقلدة. توفي كوجاو في شتوتغارت في 12 سبتمبر/ أيلول 2000.
صورة من: picture-alliance/dpa
نهاية صحفي
قضى الصحفي هايدمان عقوبته كاملة، فيما انتهت حياته الصحفية إلى الأبد. في سنة 2002 نشرت مجلة "دير شبيغل" تقريرا كشفت فيه تعاون هايدمان مع مخابرات المانيا الشرقية "شتازي". يبلغ هايدمان اليوم الـ 81 ويعيش في هامبورغ.