1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حكومة ميركل بعد استقالة ناليس.. مستقبل مجهول وخيارات صعبة

٣ يونيو ٢٠١٩

الاستقالة المفاجئة لرئيسة الحزب الاشتراكي، أندريا ناليس، خلقت أزمة سياسية داخل حزبها والحكومة الألمانية، ومن غير المستبعد أن تكون لها انعكاسات خارجية أيضا. فما هو مصير حكومة ميركل والخيارات المتاحة للخروج من الأزمة؟

Angela Merkel und Andrea Nahles
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld

باغتت أندريا ناليس الجميع عندما أعلنت عن استقالتها من جميع المناصب، إذ لم يكن أحد يتوقع ذلك. فقد كانت رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي تعتزم إعادة انتخابها كرئيسة للكتلة النيابية في اجتماعها المقرر يوم الثلاثاء في الرابع من مايو/أيار 2019. والآن جاءت هذه الاستقالة المفاجئة للوسط الحكومي والسياسي في ألمانيا وطرحت مجموعة أسئلة من قبيل: من سيرأس الحزب الاشتراكي بعد ناليس ومن سيقود الكتلة البرلمانية للحزب في البرلمان؟ وما هو مستقبل الائتلاف الحكومي بين الحزب الاشتراكي والاتحاد المسيحي؟ 

بعد استقالة ناليس ظهرت أنغيلا ميركل أمام وسائل الإعلام وأعطت تصريحا مقتضبا لم يتجاوز 88 ثانية، أعنلت فيه عن استمرار الائتلاف الحكومي في عمله "بكل حزم وقبل كل شيء بروح عالية من المسؤولية".

ثمن باهظ للتحالف مع ميركل

لكن هل شريك ميركل أي الحزب الاشتراكي يريد هو أيضا الاستمرار في الائتلاف الحكومي؟ فالحزب لم يكن يرغب بعد الانتخابات التشريعية عام 2017 في تشكيل ائتلاف حكومي جديد مع الاتحاد المسيحي بقيادة ميركل. لكن بعد فشل المحادثات بشأن تشكيل ائتلاف حكومي بين الاتحاد المسيحي والخضر والليبراليين، غيًر الحزب الاشتراكي موقفه انطلاقا من شعوره بالمسؤولية تجاه البلاد والناخبين حسب ما أعلن عنه آنذاك. وفي مؤتمر استثنائي للحزب الاشتراكي وافق فقط ثلثا مندوبي المؤتمر على تشكيل ائتلاف حكومي مع الاتحاد المسيحي بقيادة ميركل وهو الثالث منذ عام 2005.

لكن هذا القرار كلف الحزب الاشتراكي فقدان المزيد من شعبيته في الانتخابات اللاحقة، ليس فقط في ألمانيا بل أيضا على صعيد أوروبا. ومؤخرا حسر الحزب في معقله التاريخ ولاية بريمن التي يظل يحكمها منذ 73 عاما، حيث فاز حزب ميركل، الاتحاد المسيحي الديمقراطي، لأول مرة في انتخابات هذه الولاية. ولا عجب أن تؤثر هذه الهزائم المتتالية للاشتراكيين على الحزب وتشعر ناليس بالضغط عليها.

والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يجب أن تخشى الآن وأكثر من أي وقت مضى من انهيار الائتلاف وسقوط حكومتها، قبل انتهاء ولايتها. وبالتالي يمكن فهم كلماتها المقتضبة عقب استقالة ناليس بدعوة الحزب الاشتراكي لمواصلة الاستمرار في الحكومة. كما أن انهيار حكومة ميركل قد تكون له انعكاسات على الاتحاد الأوروبي أيضا. فالبرلمان الأوروبي الجديد ورؤساء الدول والحكومات الأوروبية يواجهون صعوبة في تشكيل المفوضة الأوروبية الجديدة. فلا المعسكر اليساري ولا اليميني لديه الأغلبية في البرلمان الأوروبي. وكرئيس جديد للمفوضية الأوروبية يتم تداول اسم الألماني مانفريد فيبر، لكن وجود ائتلاف حكومي متصدع في بلده قد يقلص من فرصه لشغل هذا المنصب.

أنعريت كرامب كارنباور، رئيسة حزب الاتحاد المسيحي، دعت لاستمرار الحكومة في عملها، وربما تكون هي المستشارة القادمة بعد ميركلصورة من: Getty Images/S. Gallup

الخضر سيستفيدون من انتخابات جديدة

حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي وشقيقه الأصغر حزب الاتحاد الاجتماعي المسيح، لديهما رغبة ومصلحة كبيرتين في صمود الائتلاف الحكومي وتجاوزه لهذه الأزمة، لتعزيز موقفها في بروكسل وفوز مرشحهما فيبر برئاسة المفوضية الأوروبية. وأعربت رئيسة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، أنغريت كرامب كارينباور، عن أملها في أن يبقى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الحكومة، وقالت "اتفاقية التحالف تمثل الأساس لتغييرات ضرورية وتمثيل المصالح الألمانية في أوروبا والعالم".

أحزاب المعارضة أيضا تراقب عن كثب التطورات السياسية الأخيرة في البلاد وانعكاسات استقالة ناليس على حكومة ميركل التي تنتهي ولايتها في خريف عام 2021. وفي حال الدعوة إلى انتخابات مبكرة، فإن حزب الخضر ربما يكون أكبر الفائزين فيها، وبالتالي لديه أمل كبير بالمشاركة في الحكم. فقد كشف استطلاع للرأي مؤخرا أن حزب الخضر حصل على 27 بالمائة من الأصوات، متفوقا ولأول مرة على الاتحاد المسيحي المكون من الحزبين المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي. في حين حصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي فقط على 12 في المائة. فالمحافظون (الاتحاد المسيحي) والخضر بإمكانهم أن يعولوا على غالبية مشتركة مستقرة ولن يكونوا بحاجة إلى الليبراليين الذين رفض رئيسهم، كريستيان ليندنر، عن الدخول في ائتلاف حكومي عام 2017 بالقول "من الأفضل عدم الحكم بدل الحكم بشكل خاطئ".

حكومة أقلية ستكون محفوفة بالمخاطر

جملة ليندنر هذه سيتذكرها كثيرون بعد الصدمة التي أحدثتها ناليس باستقالتها، لأن الكثيرين كانوا يعتبرون أنه من الخطأ مساعدة الاشتراكيين لميركل على تولي المستشارية لولاية رابعة، والتي  قد تنتهي مبكرا قبل اتمامها. وفي حال انسحاب الحزب الاشتراكي من الائتلاف الحكومي، فإنه إلى جانب الانتخابات المبكرة هناك إمكانية لتشكيل حكومة أقلية. لكن حينها سيتوجب على المستشارة، التي ربما لن تكون ميركل وإنما رئيسة حزبها كرامب كارنباور، لتنفيذ أي مشروع سياسي أو تمرير أي قانون في البرلمان البحث عن غالبية جديدة، وهذه صيغة تبقى مستبعدة بالنظر إلى التحديات الاداخلية والدولية.

مارسيل فورستناو/ م.أ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW