حكومة ميركل تلتزم الصمت حول تفاصيل جديدة عن هجوم برلين
١ يونيو ٢٠١٨
لا يزال الغموض يكتنف الكثير من تفاصيل الاعتداء الإرهابي على سوق عيد الميلاد في برلين 2016 ففي تطور جديد رفضت حكومة ميركل تأكيد ما إذا كان عملاء سريون ينشطون في المسجد الذي انطلق منه الإرهابي التونسي أنيس عمري.
إعلان
تركت الحكومة الألمانية الباب مفتوحاً أمام التكهنات التي أفادت أن عميلاً لجهاز هيئة حماية الدستور في ألمانيا (الاستخبارات الداخلية) كان متسللاً إلى مسجد "فصّلت" في برلين الذي كان منفذ اعتداء سوق عيد الميلاد وسط برلين في عام 2016 الإرهابي التونسي أنيس عمري يتردد عليه والذي أُغلق لاحقاً. فقد التزمت الحكومة الاتحادية الصمت إزاء أنباء تفيد بأن عميلاً هيئة حماية الدستور كان ينشط في الوسط السلفي المحيط بأنيس عمري.
وكان النائب عن كتلة الديمقراطي الحر في البرلمان الألماني بنيامين شتراسر قد وجه استفساراً برلمانياً إلى الحكومة الاتحادية لمعرفة ما إذا كان هناك حقاً عميلاً لجهاز الأمن الداخلي ناشطاً في المحيط الاجتماعي لمسجد "فصّلت" وعما إذا كان هذا العميل على صلة مباشرة مع منفذ الهجوم قبل تنفيذ عمليته الإرهابية.
وكانت الحكومة الاتحادية قد نفت وجود عميل لهيئة حماية الدستور في محيط المسجد المذكور وذلك في إجابة وزارة الداخلية لاستفسار قدمته كتلة حزب الخضر في كانون الثاني/ يناير 2017. وكان السؤال يتمحور آنذاك عما إذا الأمن الداخلي قد زرع عملاء له في محيط منفذ الاعتداء الإرهابي التونسي أنيس عمري. وكان الجواب واضحاً بنفي وجود عملاء للأمن الداخلي في محيط المسجد.
لكن الحكومة الاتحادية ردت على النائب شتراسر هذه المرة وبخصوص ذات السؤال بالقول: "لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال بشكل مسهب بعد مراجعة الظروف، لأن ذلك يمس سلامة أمن الدولة". كما رفض جهاز الأمن الداخلي تقديم توضيحات إضافية بهذا الشأن.
يذكر أن لجنة برلمانية تعمل لتوضيح ظروف وقوع الحادث وخصوصاً فيما يتعلق بالسؤال "لماذا لم تتمكن السلطات الأمنية من منع وقوع الاعتداء، رغم أن ملف منفذ الهجوم أنيس عمري كان حاضراً في الكثير من اجتماعات "مركز مكافحة الإرهاب" المشترك بين الاتحاد والولايات المختلفة".
بالفيديو: السلطات الألمانية تحظر مسجد "فصلت" في برلين
01:05
يشار إلى أن وسائل إعلام مختلفة ذكرت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أن عميلاً لجهاز مكافحة الجريمة قد حرض "إسلامياً" في المانيا للقيام بتنفيذ اعتداءات إرهابية في البلاد. كما أظهرت ملاحظة جانبية في ملفات مكتب مكافحة الجريمة في ولاية شمال الراين ويستفاليا أن تصرف العميل هذا يمكن أن يكون قد ساهم في تقوية طموح منفذ الهجوم أنيس عمري لتنفيذ الاعتداء.
من جانبها كشفت صحيفة "فيلت أم زونتاغ" أنها توصلت إلى أن منفذ الهجوم أنيس عمري كان يخضع لمراقبة مبكرة وأشد مما كان معروفاً لحد ألان. وتظهر رسائل إلكترونية عديدة لدوائر حكومية مختلفة أن أجهزة أمنية مختلفة كانت ضالعة بقوة في ذلك. وأضافت الصحيفة أن تقييماً أمنياً عن العمري وضع أمام رئيس جهاز الأمن الداخلي الاتحادي هانز ـ غيورغ ماسن.
ح.ع.ح/ ع.غ (د.ب.أ)
عام على اعتداء برلين- نصب تذكاري وحزن وشعور بالخذلان
أحيت ألمانيا الذكرى السنوية الأولى لاعتداء الدهس الإرهابي الذي ضرب عاصمتها برلين. كيف استحضرت الحكومة الاتحادية هذا الحادث الأليم؟ وهل من خطوات عملية تجاه أسر الضحايا والجرحى؟ وماذا عن الأخطاء والتقصير؟
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
تدشين نصب تذكاري
أمام ذوي الضحايا والمصابين، أزاح عمدة برلين ميشائل مولر اليوم الثلاثاء (19 كانون الأول/ديسمبر 2017) وبحضور المستشارة أنغيلا ميركل الستار عن النصب التذكاري للهجوم. وكان الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير ورئيس البرلمان الألماني "بوندستاغ" فولفغانغ شويبله من بين الحاضرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B.von Jutrczenka
"من أجل الوئام بين جميع البشر"
وحفر على النصب التذكاري النص الآتي: "تخليداً لذكرى ضحايا هجوم 19 كانون الأول/ديسمبر 2016. من أجل الوئام بين جميع البشر". وشهد نهار الثلاثاء عدة فعاليات في ميدان برايتشايدبلاتس، المكان الذي يضم سوق الميلاد، لتكريم الضحايا وهم من ست جنسيات: الألمانية والبولندية والإيطالية والتشيكية والإسرائيلية والأوكرانية.
صورة من: Reuters/F.Bensch
انتقادات واتهامات
تعرضت أنغيلا ميركل للانتقاد لأنها انتظرت عاماً حتى الاثنين (18 كانون الأول/ديسمبر 2017) لاستقبال ذوي الضحايا. جاء ذلك بعد الانتقادات والاتهامات التي وجهتها أسر الضحايا لميركل بالخمول والإخفاق السياسي بعد وقوع الهجوم. عدد كبير من الألمان مقتنعون بأنه كان من الممكن تجنب الاعتداء. وأشارت تقارير كثيرة إلى الأخطاء المرتكبة في ملاحقة أنيس عامري الذي كان يعرف قبل الاعتداء بأنه إسلاموي خطير وتاجر مخدرات.
صورة من: DW/Imtiaz Ahmad
والدة سائق الشاحنة..تشكو من الخذلان
تشكو جانينا أوربان، والدة سائق الشاحنة التي استُعملت في الهجوم، من الخذلان بسبب تجاهل السلطات الألمانية لها كأم فقدت ابنها في الاعتداء.
صورة من: DW/M. Majerski
شتاينماير يعترف بالتقصير
أعرب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن رأيه في أن هناك أوجه تقصير لدى الحكومة والمجتمع في التعامل مع أسر ضحايا ومصابي هجوم الدهس الإرهابي. وقال شتاينماير في خطابه خلال فعالية إحياء الذكرى الأولى للهجوم بحضور عدد من أسر الضحايا إن بعض الدعم الذي تم تقديمه لذوي الضحايا والمصابين جاء متأخراً وظل غير مرضي.
صورة من: Getty Images/J.MacDougall
تدارك الأخطاء
من أجل إيجاد أرضية معقولة في التعامل مع أسر الضحايا عينت الحكومة الألمانية مندوباً لشؤون ذوي الضحايا هو كورت بيك، رئيس وزراء ولاية رينانيا بلاتينا السابق الذي قدم قبل أيام مع وزير العدل الألماني هايكو ماس (الصورة) تقريراً حول ما فعلته الحكومة وكذلك النواقص في تقديم المساعدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
تدابير أمنية في أسواق عيد الميلاد
فرضت في سوق الميلاد بميدان برايتشايدبلاتس ببرلين وأسواق أخرى كثيرة في ألمانيا تدابير أمنية مشددة هذه السنة. ووضعت كتل اسمنتية كبيرة لمنع مرور أي آلية. وقبل أيام من الاحتفال بعيد الميلاد، ما زال الزبائن يقولون أنهم متأثرون بهذا الهجوم.
إعداد: م.أ.م