في الوقت الذي تأن فيه حلب تحت وطأة الغارات الجوية السورية والروسية وسقوط قرابة مئة قتيل في يوم واحد، طالب وزير الخارجية الأمريكي بوقف فوري للعمليات العسكرية، فيما قال المرصد السوري إن المعارضة شنت هجوما مضادا بشمال حلب.
إعلان
طالب اليوم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بوقف فوري للغارات على مدينة حلب السورية. وقال كيري اليوم السبت (24 أيلول/سبتمبر 2016) خلال لقاء مع أربعة من وزراء الخارجية الأوروبيين بمسقط رأسه في بوسطن: "إن ما يحدث في حلب غير مقبول، فهو تجاوز لكل الحدود".
وفي الوقت نفسه دعا كيري روسيا إلى ممارسة نفوذها لدى الرئيس السوري بشار الأسد ليوقف هذه الغارات. وذكر كيري: "على روسيا أن تضرب مثلا طيبا وليس سابقة لن يتقبلها العالم كله".
من جانبه، قال رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية اليوم السبت إن أي إستراتيجية لإبرام اتفاقات جزئية لوقف إطلاق النار لم تعد مجدية. جاء ذلك في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة وروسيا إحياء اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال للصحفيين إنه يعرف إنه لا توجد خطة بديلة ولهذا تطالب المعارضة الولايات المتحدة بعمل شيء لإيجاد مثل هذه الخطة.
في غضون ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة السورية شنوا هجوما مضادا لاستعادة منطقة شمالي مدينة حلب استولت عليها القوات الحكومية في وقت سابق اليوم السبت. وقال مسؤولون بالمعارضة إن المقاتلين بسطوا سيطرتهم الكاملة على مخيم حندرات،في حين قال رامي عبد الرحمن مدير المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن القتال لم يحسم.
حوالي مائة قتيل في يوم واحد جراء الغارات
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
دخلت هدنة هشة حيز التنفيذ في سوريا مساء يوم الاثنين. قد تخفف هذه الهدنة معاناة وآلام السوريين، الذي تُركوا طوال سنوات نهباً للحرب والجوع والمرض. إنها مأساة كبيرة، ولاسيما في المدن والمناطق المحاصرة.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
الأطفال...الحلقة الأضعف
في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الحصار كسلاح في الحرب
إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
داريا...مدينة مقاومة
كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).
صورة من: picture-alliance/ZUMA Press
المشافي هي الأخرى عليلة
ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.
صورة من: Getty Images/AFP/O. H. Kadour
الموت في كل مكان
يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
أطلال مدينة مُقسمة
الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
نقص في كل شيء
هناك نقص في ماء الشرب والطعام والكهرباء في حلب. وهذا ينطبق أيضاً على الجزء الغربي من المدينة، الذي يسيطر عليه النظام. غير أن معاناة السكان هناك لا يمكن نقلها للعالم الخارجي، حيث لا يسمح النظام بدخول الصحفيين إليها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
شوارع برائحة الموت
يندر أن يخرج النلاس إلى شوارع وأسواق حلب، خوفاً من القصف الجوي، يقول أحد مراسلي الإذاعة المحلية، "راديو حارة". أغلب المحالات التجارية مغلقة ولم تعد هناك حياة طبيعية. الحاضرة المليونية أضحت واحدة من أخطر مدن العالم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
بين السجن الصغير والسجن الكبير
بالرغم من أن الهدنة تمنح للناس متنفساً لبعض الوقت وتخفف من معاناتهم قليلاً، إلا أن سكان المدن المحاصرة يستمرون في العيش مقطوعين عن العالم الخارجي وعن المساعدات الإنسانية. ووصف الأب الفرنسيسكاني، فراس لطفي، الذي يوزع الماء والطعام، الوضع هناك قائلا: "هنا يعيش الناس وكأنهم في سجن كبير".
صورة من: Reuters/A. Ismail
9 صورة1 | 9
على صعيد متصل، ذكر مدير الطب الشرعي الموالي للمعارضة السورية أن أكثر من 95 قتيلا سقطوا اليوم السبت في مدينة حلب جراء قصف للطائرات الحربية السورية والروسية والصواريخ على أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة.
وقال محمد ابو جعفر كحيل مدير "الطبابة الشرعية " في "محافظة حلب الحرة" التابعة للمعارضة السورية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "إن قوات النظام السوري وحليفه الروسي ارتكبت مجازر اليوم السبت في مدينة حلب ... وقد شنت الطائرات السورية والروسية اليوم اكثر من مئة غارة على أحياء مدينة حلب وريفها".
وأضاف كحيل أن عدد الجرحى يمكن أن يتجاوز الـ 150 جريح ولم نتمكن من إحصاء أعداد الجرحى لعدم قدرتنا التواصل مع جميع المشافي ". ولم يتسن الحصول على تعليق من جانب السلطات الحكومية السورية حول هذا الشأن.