تعيش مدينة حلب واقعا قاسيا في ظل قصف وحشي متواصل على الأرض وإخفاق دبلوماسي على الصعيد السياسي من أجل فرض وقف لإطلاق النار، في حين تبادل الجانبان الأمريكي والروسي تحميل مسؤولية التصعيد للآخر.
إعلان
غرقت الأحياء الشرقية في مدينة حلب في شمال سوريا الجمعة (23 سبتمبر/ أيلول 2016)في جحيم الغارات الكثيفة التي شنتها طائرات سورية وروسية، متسببة بدمار هائل ومقتل عشرات المدنيين، وقال حمزة الخطيب مدير مستشفى في حلب لرويترز إن عدد قتلى القصف الذي تعرضت له المناطق الخاضعة للمعارضة في شرق المدينة اليوم الجمعة بلغ 91 شخصا، فيما قال مسعفون وعمال إنقاذ بالمنطقة إن عشرات من الناس قتلوا جراء تعرضهم للقصف. وأظهرت لقطات فيديو حملت على الإنترنت اليوم طفلة صغيرة يجري انتشالها وهي على قيد الحياة من وسط الأنقاض، تحت حطام بناية منهارة في حلب.
وتظهر اللقطات أشخاصا مدنيين يحاولون إخراج الصبية الصغيرة التي غطى التراب والحطام جسدها. وكان مصدر عسكري سوري قد صرح لرويترز اليوم إن الجيش يستهدف بدقة مواقع وتجمعات "الإرهابيين" في حلب ولا يستهدف أي مواقع مدنية، لكن الواقع يتكلم لغة أخرى
إلى ذلك أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري في ختام لقائه نظيره الروسي سيرجي لافروف الجمعة في نيويورك أن "هناك تقدما محدودا جدا" لحل الخلافات المتعلقة بالأزمة السورية، وذلك غداة فشل جديد للدبلوماسية العالمية. وقال كيري "التقيت وزير الخارجية (لافروف)، لقد حققنا تقدما محدودا جدا (...) نجري تقييما لبعض الأفكار المشتركة بطريقة بناءة".
وفي الوقت ذاته اعتبر لافروف من على منبر الأمم المتحدة ان "من الأساسي" الحفاظ على الاتفاق الموقع في 9 أيلول/سبتمبر مع كيري بجنيف لفرض وفق لإطلاق النار في سوريا مدة سبعة أيام قبل أن ينتهي العمل به الاثنين.وفشلت المجموعة الدولية لدعم سوريا الخميس في تمديد العمل باتفاق الهدنة في سوريا .ولم يتحدث كيري صراحة عن فشل لكنه لم يخف تشاؤمه بشان استئناف المفاوضات السياسية حول سوريا.
وقال وزير الخارجية الروسي إنه يريد أن يرى دلائل على أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية له تأثير على جماعات المعارضة المسلحة في سوريا على الأرض لضمان نجاح أي اتفاق لوقف إطلاق النار مضيفا أن أي هدنة ستكون عديمة الجدوى إذا لم يتم فصل جماعات المعارضة عن متشددي جبهة النصرة.
من ناحيته أكد البيت الأبيض اليوم الجمعة إن مصداقية روسيا مهددة بشدة بعد الهجوم الأخير لقوات الحكومة السورية في حلب، وأوضح أن موسكو مسؤولة عن ضمان التزام سوريا بوقف إطلاق النار قصير الأجل. وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض في إفادة صحفية "إن روسيا تستحق اللوم وإن كان لهذا الاتفاق مستقبل ينبغي لروسيا أن تضاعف جهدها وتثبت ذلك ." يأتي ذلك فيما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مبعوث سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري قوله اليوم الجمعة إنه لن تجرى محادثات لحل الأزمة السورية قبل أكتوبر تشرين الأول.
وفي سياق متصل أشار وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت الجمعة إن قصف حلب يظهر أن هدف الحكومة في دمشق وحلفائها هو تقسيم البلاد. وأضاف أيرولت في مؤتمر صحفي في الأمم المتحدة "القصف الذي وقع في الساعات القليلة الماضية في حلب يظهر أن النظام يلعب بورقة تقسيم سوريا وأتباعه يسمحون بحدوث ذلك."
ع.أ.ج/ ح ح (د ب أ، رويترز، أ ف ب)
حلب.. بقايا مدينة بين فكي الموت!
بعد أن كانت الحاضرة الاقتصادية لسوريا تحولت حلب إلى شبه صحراء تنتشر فيها راحة الموت ويسمع في جنباتها أنين الأطفال والأرامل، وتغطيها أكوام الحطام. مرت الحرب الضارية من هنا وتركت بصماتها. وللأسف لا تزال مقيمة وتأبى الرحيل.
صورة من: picture-alliance/dpa/WYD Krakow2016
أكوام وأكوام وأكوام...من الحطام
بعد القصف تتسبب الأبنية المتداعية والمتهدمة في سد الشوارع والطرق. يتداعى منقذون إلى البحث عن جثث الضحايا، وربما ناجين محتملين.
صورة من: picture-alliance/AA/I. Ebu Leys
آثار القصف
تسيطر قوات نظام بشار الأسد وحلفائه على الجزء الغربي من المدينة، بينما يسيطر الثوار على الجزء الشرقي منها. وقد تعرض الجزء الشرقي لدمار كبير أكبر من نظيره الغربي. الصورة هنا لحي بني زيد، الذي سيطرت عليه قوات الأسد قبل حوالي أسبوع.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
نبش الحطام...بالأظافر
تقوم الآليات الثقيلة التابعة لفرق الإنقاذ بتعزيل وإزالة آثار قصف قامت به قوات الأسد. غير أنه وفي بعض الأحيان يضطر المنقذون إلى البحث عن الضحايا المدفونين تحت أكوام الركام بأظافرهم وأيديهم، بسبب نقص أبسط المعدات والأدوات اللازمة.
صورة من: picture-alliance/AA/M. Sultan
سُحب الدخان كسلاح
تجري محاولات في الأحياء التي يسيطر الثوار لوقف تقدم قوات النظام بشتى الطرق وبكل الوسائل المتاحة. وهنا في حي مشهد أُحرقت إطارات السيارات للتشويش على الطيران.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
افتراش السيارات والتحاف السماء
من يفقد منزله، يتعين عليه البحث عن مأوى. لا يأوي المشردين إلى الخيام وحدها؛ إذ أن الحاجة ألجأت البعض إلى الحافلات القديمة والخارجة من الخدمة.
صورة من: picture-alliance/AA/A.H. Ubeyed
بيوت للاجئين
طلب النظام السوري من السكان في مناطق الثوار مغادرتها، ومن ثم أنزلهم في مباني شمال المدينة، كما يبدو في هذه الصورة.
صورة من: picture-alliance/AP-Photo
حتى المساجد لم تنجُ بجلدها (بقبابها)
لم تنجُ الكثير من مساجد حلب من القصف والدمار. هنا تظهر قبة مسجد عمر بن الخطاب في حي كفر حمرة.
صورة من: picture-alliance/AA/T. el Halebi
القصف والانفجارات تخرق صمت الليل
لا تهدأ العمليات الحربية لا ليلاً ولا نهاراً. مراراً وتكراراً تتصاعد أعمدة الدخان خارقة عنان السماء. في الصورة نشاهد انفجار مستودع ذخيرة للقوات الحكومية.
صورة من: picture-alliance/AA/M. Kurab
حديقة لزراعة الخضار وسط الدمار
يتعين على المدنيين تدبر أمر طعامهم. يقوم عبد الله بزراعة الخضار في حديقة صغيرة وأكوام الحطام والدمار تحيط بها من كل الجوانب. وتستمر الحياة!
صورة من: picture-alliance/AA/M. El Halabi
بانتظار...الخبز
يتوجب على الناس انتظار ساعات وساعات للحصول على ما يسد الحد الأدنى من الرمق: بعض أرغفة الخبز. الصور في حي شمال حلب يسيطر عليه الثوار.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Al-Masri
أطفال بعمر الزهور يقتنصون هدنة
حالف الحظ هؤلاء الأطفال بهذه الفسحة من الوقت ليلعبوا قليلاً ويستعيدوا بعضاً من لحظات طفولتهم المسروقة. الصورة مأخوذة في حي الأتارب وعمر الصورة شهر. كبر الكثير من الأطفال قبل أوانهم.
صورة من: picture-alliance/AA/A.H. Ubeyed
لعبة الحرب...للكبار وللأطفال!
هنا لا يلعب الأطفال ألعابهم التقليدية فقط. إذ انخرط بعضهم بشكل غير واعٍ في تقليد الكبار، فشرعوا يطلقون النار على بعضهم البعض من مسدسات بلاستيكية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
استثناء يؤكد القاعدة
لم يحل الدمار في كل مكان. حتى الآن، لم تطل يد الدمار والحرب كنيسة القديسة ماتيلدا للروم الملكيين الكاثوليك. تظهر في الصورة احتفالات الكنيسة بمناسبة "يوم الشباب الدولي" 2016 إذا تجمع في الكنيسة المئات للاحتفال بهذا المهرجان الذي نظمته الكنيسة الكاثوليكية حول العالم في الأيام الأخيرة من الشهر المنصرم.