حلب تحت النيران وأنباء عن تحرك أمريكي عسكري محتمل
١٣ أكتوبر ٢٠١٦أعلن الأمين العام المقبل للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس اليوم الخميس( 13 أكتوبر/ تشرين الأول2016) اثر تعيينه رسميا في منصبه الجديد إن الوقت حان لتجاوز الانقسامات حول إنهاء الحرب في سوريا، وذلك قبل يومين من اجتماع دولي جديد بشأن النزاع السوري. وقال غوتيريس في أول مؤتمر صحافي بعد تعيينه رسميا أمينا عاما بموجب قرار أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة انه "أيا تكن الانقسامات الموجودة اليوم فان الأهم هو أن نتحد. حان الوقت للقتال من اجل السلام".
وفي سياق متصل قال مسؤولون أمريكيون إن من المتوقع أن يجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما غدا الجمعة مع كبار مستشاريه للسياسة الخارجية لبحث خيارات عسكرية وخيارات أخرى في سوريا مع مواصلة الطائرات السورية والروسية قصف حلب وأهداف أخرى.
وقال المسؤولون لرويترز إن بعض كبار المسؤولين يرون أنه يجب على الولايات المتحدة التحرك بقوة أشد في سوريا وإلا فإنها تخاطر بأن تفقد ما تبقى لها من نفوذ لدى المعارضة المعتدلة ولدى حلفائها من العرب والأكراد والأتراك في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وأكدوا أن من بين الخيارات المطروحة الشروع بعمل عسكري أمريكي مباشر، مثل شن ضربات جوية على قواعد عسكرية أو مخازن للذخيرة أو مواقع للرادار أو قواعد مضادة للطائرات. إلا أن أحد مخاطر هذا التحرك يتمثل في أن القوات الروسية والسورية غالبا ما تكون متداخلة فيما بينها وهو ما يثير احتمال مواجهة مباشرة مع روسيا يحرص أوباما على تجنبها بحسب أقوال المسؤولين الأمريكيين.
وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قد صرح اليوم الخميس إن بلاده تبحث خياراتها العسكرية في سوريا لكن أي إجراء يجب أن يكون في إطار تحالف يضم الولايات المتحدة متوقعا ألا يحدث ذلك قريبا. وتعكس تعليقات جونسون إحباطا تشترك فيه عواصم غربية أخرى ازاء تدهور الأوضاع الإنسانية في سوريا وما وصفه بالدور الوحشي الذي تقوم به روسيا إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد.
إلا المتحدثة باسم ماي ردا على سؤال عن تصريحات جونسون أكدت أنه "لا توجد خطط لعمل عسكري" وقالت: "نعمل مع المجتمع الدولي بشأن كيفية إنهاء الصراع." وأضافت أن هناك عدة خيارات متاحة.
إلى ذلك ذكرت مسودة بيان قبل اجتماع يعقد بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين إنهم سيقولون إن الهجوم على الشطر الشرقي الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب يشكل تصعيدا كارثيا في الحرب وإن أفعال الجيش هناك "ربما ترقى إلى جرائم حرب"، وقالت فرنسا والولايات المتحدة من قبل إن هجوم حلب الذي شمل ضربات جوية على مستشفيات يشمل جرائم حرب تتحمل سوريا وروسيا مسؤوليتها.
من جانبها اتهمت وزارة الخارجية الروسية إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتدمير العلاقات مع موسكو قبل الانتخابات الأمريكية المقررة الشهر القادم قائلة اليوم الخميس إنها تأمل بأن يكون الرئيس القادم أفضل. وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية في تصريحات تظهر عمق الضرر العميق لفضيحة هجمات الكترونية استهدفت منظمات تابعة للحزب الديمقراطي الامريكي والخلافات بشأن سوريا وأوكرانيا على العلاقات الأمريكية الروسية إن واشنطن تلعب لعبة خطيرة.
ميدانيا واصلت الطائرات الحربية السورية والروسية الخميس غاراتها على أحياء حلب الشرقية في وقت أعلنت موسكو استعدادها لضمان "انسحاب آمن" لمقاتلي المعارضة من تلك المنطقة قبل يومين على محادثات جديدة حول سوريا. وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اكثر من 20 غارة جوية روسية وسورية استهدفت فجرا الأحياء الشرقية، ما أسفر عن مقتل سبعة مدنيين وإصابة آخرين بجروح.
وترافق القصف الجوي الخميس مع تقدم لقوات النظام السوري في شمال المدينة حيث سيطرت على تلال مطلة على أحياء عدة في الجهة الشرقية، وفق المرصد.
إلى ذلك أكد دبلوماسيون ومسؤول بالأمم المتحدة اليوم الخميس إن الحكومة السورية وافقت جزئيا على خطة الأمم المتحدة للمساعدات لشهر أكتوبر تشرين الأول دون أن يشمل ذلك الموافقة على طلب لإرسال مساعدات عاجلة إلى الجزء الشرقي من حلب الخاضع لسيطرة المعارضة. وأضافوا أن دمشق أعطت الضوء الأخضر للقوافل لدخول 25 منطقة من أصل 29 منطقة محاصرة يصعب الوصول إليها بمختلف أرجاء سوريا باستثناء شرق حلب وثلاث مناطق في ريف دمشق.
وأكد رمزي عز الدين رمزي نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا وصول الموافقات في أعقاب اجتماع أسبوعي لقوة المهام الإنسانية المؤلفة من قوى كبرى وإقليمية دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. وقال إن وضع 275 ألف شخص تقطعت بهم السبل في شرق حلب مازال "قاسيا" لكنه أشار إلى الاستئناف الجزئي لإمدادات المياه هناك.
ع.أ.ج / ح ح (رويترز، د ب ا، أ ف ب)