شنت طائرات حربية يعتقد أنها روسية غارات جوية على مدينة حلب وأطرافها الشمالية للمرة الأولى منذ بدء سريان الهدنة في سوريا في نهاية شباط/فبراير الماضي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بيد أن موسكو لم تعلق على هذه الأنباء.
إعلان
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤول بالمعارضة إن ضربات جوية استهدفت الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة بمدينة حلب اليوم الأحد (22 أيار/ مايو 2016) في أعنف قصف بالمنطقة منذ شباط/ فبراير الماضي. وبسبب القصف أصبح الدخول لمنطقة يعيش فيها نحو 300 ألف سوري خطيرا.
وذكرت مصادر المعارضة أن طائرات حربية روسية نفذت الهجمات على طريق الكاستيلو الذي لا يزال مفتوحا لكنه خطير. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولين عسكريين روس أو سوريين على هذه الأنباء.
وتتوزع السيطرة على حلب، التي تقع على بعد نحو 50 كيلومترا جنوبي الحدود التركية بين الحكومة ومقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وتوسطت الولايات المتحدة وروسيا في هدنة في شباط/ فبراير. لكن الهدنة تتهاوى منذ ذلك الحين ولعب القتال والقصف في حلب دورا كبيرا في ذلك.
وقال زكريا ملاحفجي المسؤول في تجمع (فاستقم كما أمرت) المعارض الذي ينشط في المنطقة "من الساعة الواحدة ليلا حتى العاشرة صباحا لم يهدأ الطيران الروسي على محور حندرات- كاستيلو... وأكثر تركيزه كان على منطقة العويجة." وأضاف "قتلت مجموعة مرابطة هناك."
من جهته وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارات الجوية مستمرة منذ أسبوع لكنها كانت أعنف اليوم.
واتهم بيان لوزارة الدفاع الروسية أمس السبت عناصر من جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة بإطلاق الصواريخ على المناطق المجاورة. ولا تشمل الهدنة جبهة النصرة. ويقول مقاتلون يحاربون تحت لواء الجيش السوري الحر إنه ليس لجبهة النصرة وجود يذكر في حلب.
م.س/ أ.ح ( رويترز، أ ف ب)
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.