حلب: قوات النظام تسيطر على 75 % من مساحة الأحياء الشرقية
٦ ديسمبر ٢٠١٦
تقدمت قوات النظام السوري سريعا في شرق حلب، باستعادة أحياء جديدة، فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية "تاس" إنه سيتم "القضاء" على مقاتلي المعارضة الذين رفضوا مغادرة المنطقة.
إعلان
حققت قوات النظام السوري وحلفاؤها تقدما سريعا الثلاثاء (السادس من كانون الأول/ ديسمبر 2016) باستعادتها السيطرة على أحياء عدة في شرق حلب، حيث باتت تسيطر على 75 في المائة من مساحة الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية "تاس" إنه سيتم "القضاء" على مقاتلي المعارضة الذين رفضوا مغادرة المنطقة.
ويتزامن تقدم قوات النظام في حلب مع تبادل الجانبين الروسي والأميركي ألاتهامات بتعطيل محاولات التوصل إلى هدنة أو تسوية لإخراج المقاتلين من المدينة. وبعد ثلاثة أسابيع من بدئها هجوما لاستعادة السيطرة على كامل الأحياء الشرقية من مدينة حلب، تمكنت قوات النظام وحلفاؤها الثلاثاء من السيطرة على ستة أحياء على الأقل.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المحسوب على المعارضة بخسارة الفصائل المعارضة أحياء الشعار، الحي السكني الأهم في وسط القسم الشرقي من حلب، وضهرة عواد وجورة عواد وكرم البيك وكرم الجبل. وفي وقت لاحق، سيطرت قوات النظام على حي الشيخ لطفي وعلى أجزاء من حي المرجة الإستراتيجي في جنوب الأحياء الشرقية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن قوات النظام باتت تسيطر على 75 في المائة من الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة منذ العام 2012. وبحسب عبد الرحمن، بات مقاتلو المعارضة محصورين في القسم الجنوبي، مرجحا أن تبدأ قوات النظام "عملية قضم تدريجي" لهذا القسم مع شن هجمات من أكثر من جهة.
ومن شأن خسارة حلب أن تشكل نكسة كبيرة وربما قاضية لمقاتلي المعارضة السورية منذ بدء النزاع الذي تسبب خلال أكثر من خمس سنوات بمقتل أكثر من 300 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
فصائل المعارضة السورية ترفض مغادرة حلب الشرقية ومحادثات روسية امريكية في جنيف
24:18
ودفعت المعارك في حلب أكثر من خمسين ألف مدني، وفق المرصد إلى الفرار إلى أحياء أخرى في المدينة، بعضها تحت سيطرة النظام وأخرى تحت سيطرة المقاتلين الأكراد. كما نزح الآلاف داخل الأحياء الشرقية.
وكانت روسيا، أبرز داعمي النظام السوري، أعلنت الاثنين عن محادثات مع الأميركيين ستعقد الثلاثاء أو الأربعاء في جنيف لبحث آليات خروج مقاتلي المعارضة من شرق حلب. إلا أن أي اجتماعا لم يعقد. واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء الولايات المتحدة بالمماطلة في بحث هذه المسالة.
وفي وقت لاحق الثلاثاء، نفى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن تكون واشنطن رفضت عقد لقاء مع روسيا لبحث خطة خروج مقاتلي المعارضة. وقال كيري على هامش اجتماع وزاري للحلف الأطلسي في بروكسل "لست على علم بأي رفض محدد أو ما هي هذه الخطة الجديدة"، مضيفا "سنرى ما سنفعل".
وفي دمشق، أكدت الحكومة السورية الثلاثاء "رفض أي محاولة من أي جهة كانت لوقف إطلاق النار شرق حلب ما لم تتضمن خروج جميع الإرهابيين منها"، وفق بيان للخارجية السورية. وأعلنت فصائل مقاتلة في حلب رفضها الخروج من المدينة على أساس أي خطة يتفق عليها في المحادثات الأمريكية الروسية، مؤكدة عزمها على القتال "حتى آخر نقطة دم".
ع.أ.ج / أ.ح ( أ ف ب/ د ب أ)
حلب تئن تحت القصف والجوع ـ كارثة إنسانية بامتياز
فر آلاف الأشخاص من الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شرق حلب. وتفيد الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني بات كارثيا هناك، وحثت على وقف العمليات الحربية لإيصال المساعدات الضرورية، كما طالبت بتوفير الحماية للمدنيين.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
حذرت الأمم المتحدة من وضع "مخيف" في أحياء حلب الشرقية بعدما دفع التقدم السريع لقوات النظام على حساب الفصائل المعارضة أكثر من 20 ألف مدني إلى الفرار من شرق المدينة. وفي خسارة هي الأكبر منذ سيطرتها على شرق المدينة في 2012، فقدت الفصائل المعارضة الاثنين كامل القطاع الشمالي من الأحياء الشرقية.
صورة من: picture-alliance/AA
دعا بريتا حاجي حسن، رئيس المجلس المحلي للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، في حلب المجتمع الدولي والحكومة السورية لفتح ممر آمن لمساعدة المدنيين على مغادرة المدينة المحاصرة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الحكومة السورية اعتقلت المئات من الأشخاص الذين اضطروا للهرب من المناطق التي تسيطر عليه المعارضة في شرق المدينة.
صورة من: picture alliance/abaca/J. al Rifai
أعرب رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين عن "غاية القلق على مصير المدنيين بسبب الوضع المقلق والمخيف في مدينة حلب". كما كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن نحو 20 ألف شخص فروا من مناطق شرق حلب خلال الأيام الثلاثة الماضية. وشاهد مراسلون دوليون في شرق حلب عشرات العائلات، معظم أفرادها من النساء والأطفال، تصل تباعاً سيراً على الأقدام.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي بتينا لوشر قالت في جنيف إن المدنيين في شرق حلب يواجهون ظروفاً "رهيبة" واصفة الوضع بأنه "انحدار بطيء نحو الجحيم". ويعاني أفراد العائلات الفارة، ومعظمهم من النساء والأطفال، من الإرهاق والبرد الشديد والجوع، حتى أن بعضهم ليس بحوزته المال لشراء الطعام.
صورة من: REUTERS/A. Ismail
مشاهد الدمار تظهر في كل مكان في شرق حلب حيث أعلن جهاز الدفاع المدني نفاذ كامل مخزونه من الوقود، ودعا جميع "المنظمات الإنسانية والإغاثة والطبيّة التدخل السريع لوقف الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون". ويصطف الناس للحصول على شيء من الماء الذي تنقله حاويات.
صورة من: REUTERS/A. Ismail
غداة توجيه الأمم المتحدة نداء عاجلاً إلى الأطراف المتحاربة لوقف قصف المدنيين في شرق حلب، طالب وزير الخارجية الفرنسي الثلاثاء (29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع "فوراً" من أجل "النظر في الوضع في هذه المدينة الشهيدة وبحث سبل تقديم الإغاثة لسكانها". ولا يبقى في مقدور مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا سوى المناداة والتحذير دون نتيجة.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Beshara
في ظل عجز دولي كامل إزاء إيجاد حلول لتسوية النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات في سوريا، يبقى الأطفال السوريون الضحية الأولى التي تدفع الثمن بالموت أو الجوع والتشرد، علماً أن الأمم المتحدة أعربت عن "غاية القلق على مصير المدنيين بسبب الوضع المخيف في مدينة حلب"، وتحدثت عن توقف عمل جميع المستشفيات و"استنفاد شبه تام للمخزون الغذائي".
صورة من: Reuters/A. Ismail
قُتل 21 مدنياً، بينهم طفلان الأربعاء في قصف مدفعي لقوات النظام السوري استهدف الأحياء الشرقية في حلب، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين أفادت وكالة الأنباء السورية عن ثمانية قتلى بينهم طفلان في الأحياء الغربية. وأشار المرصد إلى إصابة العشرات في القصف المدفعي الذي استهدف حي جب القبة الذي يقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في شرق حلب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhabi
وتبذل جمعية "الخوذ البيضاء" قصارى جهدها لانتشال ضحايا القصف. وكان عدد سكان شرق حلب قبل بدء الهجوم حوالي 250 ألفاً يعيشون في ظل حصار خانق تفرضه القوات النظامية منذ تموز/يوليو الماضي، ويعانون من نقص حاد في الغذاء والكهرباء والأدوية. وتظهر حلب حالياً وكأنها - في بعض أجزائها - مدينة أشباح يسودها الدمار.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Al-Masri
أعلن التحالف العسكري الذي يدعم الحكومة السورية أن الجيش السوري وحلفاءه يهدفون لانتزاع السيطرة على شرق حلب بالكامل من أيدي المعارضة المسلحة قبل تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب السلطة في يناير/ كانون الثاني المقبل، ملتزمين بجدول زمني تؤيده روسيا.