حلفاء كييف الأوروبيون يوافقون على إنشاء هيئة لمحاكمة بوتين
صلاح شرارة (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
٩ مايو ٢٠٢٥
"لا مجال للإفلات من العقاب"، تقول مسؤولة أوروبية. وقد وقع عدد من دول أوروبا الحليفة لأوكرانيا "بيان لفيف" لإنشاء محكمة خاصة لمحاكمة بوتين وآخرين لشن حرب على أوكرانيا. لكن متى ستبدأ عملها؟ وهل يمكن جلب بوتين إلى المحكمة؟
الموافقة من الناحية السياسية على إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة المتورطين في العدوان الروسي على أوكرانيا. الصورة من اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لفيف، (9 مايو/ أيار 2025). صورة من: AA/photothek.de/picture alliance
إعلان
في اجتماع بمدينة لفيف في غرب أوكرانيا، وافق، من الناحية السياسية، وزراء خارجية نحو 20 دولة أوروبية اليوم الجمعة (9 مايو/ أيار 2025) على إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولين روس كبار آخرين بتهمة ارتكاب جريمة العدوان على أوكرانيا، ورحبوا كذلك باستكمال العمل الفني المطلوب لإنشائها.
وستشكل المحكمة في إطار مجلس أوروبا ، وهو أكبر كيان معني بحقوق الإنسان في القارة منذ تأسيسه بعد الحرب العالمية الثانية للحفاظ على الحقوق وسيادة القانون.
وتأتي تلك الخطوة التي تظهر وحدتهم في الأمر، في يوم تحتفل فيه روسيا "بيوم النصر" في الحرب العالمية الثانية، ففي وقت سابق الجمعة أشاد بوتين بانتصار الاتحاد السوفياتي السابق على ألمانيا النازية، وذلك خلال عرض عسكري كبير في موسكو أمام حلفاء من بينهم الرئيس الصيني شي جينبينغ.
وتنفي روسيا ارتكاب قواتها فظائع في أوكرانيا منذ غزوها في فبراير/ شباط 2022. وتقول كييف إن القوات الروسية ارتكبت الآلاف من جرائم الحرب.
بوتشا.. سعي السكان لتحقيق العدالة
04:06
This browser does not support the video element.
الاحتفال بيوم أوروبا
والتقي العشرات من دبلوماسيي ووزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لفيف الجمعة، في استعراض لدعم كييف بمناسبة "يوم أوروبا". ويحتفي يوم أوروبا الذي يوافق التاسع من مايو/أيار بالسلام والوحدة في أوروبا، ويصادف هذا العام مرور 75 عاما على المقترح التاريخي الذي ينظر إليه على أنه وضع أسس التعاون الأوروبي.
ووفقا لمصادر أوكرانية، كان 35 من كبار ممثلي أوروبا موجودين في لفيف، وبينهم وزير الخارجية الألماني الجديد يوهان فاديفول. وفي مراسم وضع أكاليل من الزهور في مقبرة ليشاكيف، قام الدبلوماسيون بتأبين الأوكرانيين الذين قتلوا منذ بداية الغزو الروسي في 2022. واشتمل البرنامج على مناقشات بشأن الوضع على خط الجبهة والحاجة إلى تقديم المزيد من الأسلحة لكييف
محكمة بتكاليف ضخمة وستعمل لسنوات
ووقع عدد من وزراء خارجية ومسؤولي دول ما تسمى "بالمجموعة الأساسية"، التي تضم 37 دولة على الأقل، على "بيان لفيف" الذي يمثل انتهاء العمل على صياغة الوثائق القانونية اللازمة لإنشاء المحكمة الخاصة بأوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي انضم إلى الاجتماع عبر تقنية الفيديو: "يجب محاسبة روسيا على عدوانها كما تم محاسبة النازيين".
وأشار وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، إلى أنه سيحاول إقناع نظيره الأمريكي، ماركو روبيو، بضرورة عودة الولايات المتحدة للإنضمام إلى المجموعة الداعمة للمحكمة، وذلك بعد أن سحبت الولايات المتحدة دعمها عقب تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه.
لفيف: حماية الثقافة الأوكرانية
02:35
This browser does not support the video element.
وتخطط مجموعة الدول، التي تضم أعضاء الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى دول أخرى منها أستراليا وكوستاريكا والنرويج، الآن للتقدم بطلب رسمي إلى مجلس أوروبا لإبرام معاهدة لإنشاء المحكمة في أقرب وقت ممكن. وينبغي أن تكون الأحكام ممكنة حتى في غياب المتهمين، حيث من غير المحتمل أن يحاكم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على سبيل المثال، شخصيا. ومن المقرر أن تتكون المحكمة من 15 قاضيا، يتم انتخاب كل منهم لمدة تسع سنوات. ويقدر الاتحاد الأوروبي التكلفة الإجمالية للمحكمة بمليار يورو (13ر1 مليار دولار).
إعلان
الحصانة عقبة أمام محاكمة بوتين
وتبرز مخاوف في أوكرانيا من احتمال إفلات مسؤولين روس من العدالة، خصوصا بعد أن بدأ ترامب تقاربا مع بوتين.
وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس "لا مجال للإفلات من العقاب. لا يمكن أن يمر عدوان روسيا بدون عقاب وبالتالي فإن إنشاء هذه المحكمة أمر بالغ الأهمية".
ومن المتوقع أن تبدأ المحكمة عملها العام المقبل. بيد أن هذه المحكمة لا تتمتع بالسلطة القضائية لمقاضاة روسيا على القرار الأهم وهو الغزو في المقام الأول.
لكن من غير المتوقع أن تتمكن المحكمة الجديدة من محاكمة بوتين أثناء وجوده في منصبه بسبب مبدأ في القانون الدولي يمنح الذي يمنح الحصانة للرؤساء ورؤساء الحكومات ووزراء الخارجية.
وقال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا في لفيف إن "هذه المحكمة يتم إنشاؤها لإصدار الأحكام المناسبة مستقبلا".
وأضاف أن كييف تريد "العقاب الحتمي للجميع" ومن بينهم "رئيس روسيا ورئيس حكومة روسيا ووزير خارجية روسيا".
وسعت أوكرانيا إلى إنشاء محكمة خاصة منذ بداية الصراع، متهمة القوات الروسية بارتكاب آلاف الجرائم في الحرب، وتعتزم أيضا مقاضاة روسيا بتهمة تدبير الغزو.
تحرير: عبده جميل المخلافي
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة