حلفاء لبوتفليقة يعلنون دعمهم للحراك الشعبي في الجزائر
٧ مارس ٢٠١٩
توسعت جبهة المؤيدين للحراك الشعبي بالجزائر، الرافض لاستمرار بوتفليقة في الحكم لتشمل حلفاء كانوا إلى وقت قريب في الصف الأول للداعمين للرئيس الجزائري. ومن بين هؤلاء تنظيمات وشخصيات مؤثرة في المجتمع والسياسة الجزائرية.
إعلان
تشهد الجزائر منذ 22 شباط / فبراير الماضي مظاهرات حاشدة رفضا لاستمرار الرئيس بوتفليقة في الحكم. ولم يتسن لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) الحصول على تعليق "رسمي" بشأن المعلومات التي نشرتها صحيفة "لا تريبين دو جنيف" السويسرية أمس الأربعاء وتحدثت فيها عن "وضع صحي مترد" للرئيس الجزائري.
لكن عبد الغني زعلان، مدير الحملة الانتخابية لبوتفليقة، الذي ترشح لولاية خامسة، صرح أن الوضع الصحي للرئيس لا يدعو لأي قلق. وقال زعلان في حوار مع صحيفة "الخبر" الجزائرية": "رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في جنيف من أجل فحوص طبية دورية وهو بصدد استكمالها، وأؤكد لكم ولكل المواطنين أن وضعه الصحي لا يدعو لأي قلق". ووصف زعلان الأنباء، التي تتحدث عن تدهور وضع بوتفليقة الصحي بأنها "لا أساس لها من الصحة على الإطلاق".
ويعد هذا هو أول تعليق يصدر عن أحد المقربين من بوتفليقة بعدما تحدثت "لا تريبين دو جنيف" عن الوضع الصحي المتردي للرئيس.
ويوجد بوتفليقة منذ 24 شباط/ فبراير الماضي بجنيف "بغرض إقامة قصيرة لإجراء فحوصات طبية دورية" بحسب بيان للرئاسة الجزائرية.
كيف كتب بوتفليقة رسائله إلى الشعب؟
01:47
جبهات وشخصيات مؤثرة مع الحراك الشعبي
التلفزيون الرسمي الجزائري يترك الانطباع بأن الأمور تسير بشكل طبيعي في البلاد. لكن ما لم ينقله التلفزيون الرسمي لم تغفل عنه المصادر الأخرى، التي أبرزت دعم الجمعية الوطنية لمجاهدي التسليح والاتصالات العامة (التسمية القديمة للمخابرات الجزائرية) للحراك الشعبي.
وأعربت الجمعية، التي يقودها دحو ولد قابلية، وزير الداخلية السابق لبوتفليقة في بيان مساء أمس الأربعاء عن مقاسمتها لما أسمته "القلق والغضب الشعبي ضد الظلم ورفض السلطة لدعوات التغيير". وأضافت الجمعية "أنه أمام هذه الوثبة ( الحراك الشعبي) التي لا يمكن مقاومتها، وهذه الإرادة المعبر عنها، لم يبق مكان للتأخير والمناورات من أجل استمرار نظام وصل إلى نهايته، ويهدد بجر البلاد نحو المغامرة والأخطار الكبرى. بهذا التجند الذي لم يسبق له مثيل، الشعب انتخب بالرفض التام والقاطع للعهدة الخامسة وكل ما يصاحبها".
وكانت منظمة المجاهدين (قدماء المحاربين) أعلنت في وقت سابق من نفس اليوم، عن مساندتها للحراك الشعبي. وهو موقف وصفه المتتبعون بالحاسم بالنظر لوزن هذه المنظمة التي عادة ما تكون لها كلمتها في رسم الملامح السياسية للبلاد.
وأعلنت نقابات التعليم والصحة دعمها للحراك الشعبي، فيما أخبر أعضاء فاعلون في منتدى رؤساء المؤسسات وهو أكبر منظمة لأرباب العمل نفس الموقف، خلافا للرئيس علي حداد، الذي اصطف في صف النظام.
كما انضمت الشخصية التاريخية زهرة ظريف بيطاط، نائب سابق لرئيس مجلس الأمة وأحد المعارف الشخصية لبوتفليقة، إلى الجبهة الواسعة التي تطالب برحيل النظام.
وقرر حزب جبهة القوى الاشتراكية، أقدم حزب معارض في الجزائر، سحب نوابه من البرلمان من أجل "النضال مع الشعب في الميدان". كما انسحب مدير الحملة الانتخابية اللواء المتقاعد علي غديري، أحد المنافسين لبوتفليقة في الانتخابات الرئاسية المقرر لها في 18 نيسان/ أبريل المقبل. وسار على نهجه أعضاء أخرون، رغبة منهم في دعم الشعب.
ويتوقع أن تخرج مظاهرات حاشدة غداً الجمعة، قد تكون مفصلية في رسم المستقبل السياسي للجزائر الذي بات محل اهتمام للكثير من البلدان الأوروبية خاصة فرنسا بالنظر للعلاقات التاريخية بين البلدين.
ص.ش/ح. ز (د ب أ)
من فارس إلى بوتفليقة.. تعرّف على أبرز رؤساء الجزائر
ترأس الجزائر، منذ استقلالها وإلى الآن، 12 رئيساً، بعضهم لم يتعد حكمهم بضعة أشهر، وبعضهم انتخبوا لأكثر من مرة، بعضهم لم يخف أبدا انتماءه للجيش، والبعض الآخر أصرّ على مساره المدني. نتعرّف على ثمانية من أبرزهم.
صورة من: Getty Images/AFP
عبد الرحمن فارس
قليلاً ما يذكر اسمه لكونه جاء في فترة انتقالية قبل وبعد الاستقلال، فضلاً عن أن منصبه لم يسمّ رسمياً رئيس الدولة، إذ ترأّس الهيئة التنفيذية المؤقتة التي شُكلّت بتفاوض جزائري-فرنسي في مارس/ آذار 1962، لأجل المساهمة في الإشراف على انتخابات تقرير المصير. بقي في هذا المنصب بعد أسابيع من الاستقلال، إلى أن تم انتخاب فرحات عباس، رئيساً لأول مجلس تشريعي، الذي اعتبر الرئيس الثاني للجزائر المستقلة.
صورة من: Getty Images/INA/G. Breemat
أحمد بن بلة
يعدّ أول رئيس منتخب في الجزائر، وأوّل من حاز التسمية رسميا في أكتوبر/ تشرين الأول 1963، لكنه لم يكمل السنتين من حكمه. نال شعبية كبيرة لدوره في حرب الاستقلال إذ كان ممثلا لجبهة التحرير الجزائرية في الخارج. شهدت فترته صراعات سياسية كبيرة، ووُجهت له انتقادات بالاستئثار بالسلطة، كما توترت علاقته مع هواري بومدين، ما انتهى إلى انقلاب الجيش عليه.
صورة من: AP
هواري بومدين
شغل المنصب في يونيو/ حزيران 1965 بانقلاب عسكري مبرّره "التصحيح الثوري" وبقي فيه إلى وفاته في سن مبكرة (46 عاما) نهاية عام 1978. اسمه الحقيقي محمد بوخروبة، يعدّ أحد أكثر رؤساء الجزائر شعبية في العالم العربي خاصة تبنيه فكرة تشجيع الحركات التحررية وتضامنه مع الفلسطينيين. أطلق عدة برامج اقتصادية وسياسية لبناء الدولة، رغم الانتقادات الموّجهة له بتبنّي نظام سلطوي والاعتماد على مؤسسة الجيش.
صورة من: Getty Images/AFP
الشاذلي بن جديد
انتخب منسق شؤون وزارة الدفاع، الشاذلي بن جديد، خلفا لبومدين، واستمر من عام 1979 إلى 1992 بعد إعادة انتخابه مرتين متتاليتين. عانت الجزائر في نهاية عهده من أزمات اقتصادية بسبب تدهور أسعار النفط، ومن صراعات سياسية حاول تجنبها بإقرار دستور جديد والتعددية السياسية. لكنه استقال منصبه بعد انتخابات 1991 التي فاز فيها الإسلاميون وتدخل الجيش لإلغاء نتائجها، ما كان مقدمة لما يسمى بـ "العشرية السوداء".
صورة من: Getty Images
محمد بوضياف
أحد رجالات الثورة، لكنه أجبر على المنفى بعد خلافاته مع بن بلة ومن بعده بومدين. كان يعيش في المغرب عندما لبّى دعوة الاضطلاع برئاسة المجلس الأعلى للدولة بداية 1992. لكنه اغتيل بعد حكمٍ لم يدم سوى خمسة أشهر ونصف. وُجه الاتهام لضابط قيل إنه متعاطف مع الإسلاميين، لكن مراقبين قال إن الاغتيال كان مدبرا من جهات أعلى، خاصة مع إعلان بوضياف الحرب على الفساد غداة تعيينه.
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/Getty Images
علي كافي
اختير خلفاً لبوضياف نظرا لمساره العسكري والسياسي في جزائر ما قبل وبعد الاستقلال وقيادته الأمانة العامة لمنظمة المجاهدين (مقاومي الاستعمار). لم تكن بصمته حاضرة كثيراً، كما لم يستطع وقف حمام الدم في البلاد إلى حين تسليمه السلطة لخلفه اليمين زروال في يونيو 1994، لكن مذكراته التي صدرت بعد سنوات من التزامه الصمت أثارت جدلا في البلد لتطرقها إلى فترة الثورة.
صورة من: Getty Images/Gamma-Rapho
اليمين زروال
وزير الدفاع الذي عُيّن خلفاً لعلي كافي. أضفى "شرعية سياسية" على منصبه، بعد انتخابه رئيسا للبلاد في نوفمبر/ تشرين الثاني 1995. فتح في البداية قنوات حوار مع جبهة الإنقاذ الإسلامية، لكن العملية فشلت. صدر في عهد زروال دستور جديد للبلاد، قبل أن يعلن عدم نيته الترشح لانتخابات 1999، بعد إخفاقه في وقف مجازر "العشرية السوداء".
صورة من: Getty Images/Corbis/Sygma/P. Robert
عبد العزيز بوتفليقة
انتُخب في أبريل/ نيسان 1999. هو وزير الخارجية بين عامي 1963 و1979. قدم أول ترشح له للرئاسة بصفته مرشحا مستقلا. شهدت سنواته الأولى شعبية كبيرة لمساهمته في إصدار قانون المصالحة الوطنية وبالتالي إنهاء الحرب الأهلية، لكن شعبيته تراجعت بعد تعديل الدستور لتمكنيه من ولاية رئاسية ثالثة. رغم إصابته بجلطة دماغية عام 2013، إلا أنه انتخب لولاية رابعة، فضلاً عن ترشحه لولاية خامسة.