حلفاء نافالني والغرب يحملون موسكو المسؤولية عن وفاته
١٦ فبراير ٢٠٢٤
أثارت وفاة المعارض الأبرز للكرملين أليكسي نافالني في المستعمرة الجزائية القطبية، حيث كان يقضي عقوبة بالسجن مدة 19 عاما، موجة تنديد واسعة في الغرب حيث حمّل عدد من المسؤولين نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولية.
إعلان
دان المستشار الألماني أولاف شولتس وفاة نافالني قائلا إن المعارض الذي عاد إلى روسيا بعدما خضع للعلاج في برلين إثر محاولة تسميم قبل سنوات "دفع الآن حياته ثمنا لشجعاته".
وأشادت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بالسياسي المعارض الروسي أليكسي نافالني الذي توفي في سجنه في سيبيريا باعتباره نموذجا للحرية والديمقراطية. وكتبت بيربوك على منصة إكس: "كما لم يكن أحد آخر، كان أليكسي نافالني رمزًا لروسيا الحرة والديمقراطية. لهذا السبب بالذات كان يجب أن يموت".
وأعربت الوزيرة الألمانية عن تعازيها لأقارب المعارض الروسي البارز، قائلة: "أفكاري مع زوجته وأطفاله".
بايدن: الوفاة من فعل "بوتين وعصاباته"
وأعرب الرئيس الاميركي جو بايدن عن "غضبه" لوفاة نافالني في السجن، معتبرا أنه "صوت قوي من أجل الحقيقة"، ومؤكدا أن الرئيس الروسي فلاديمير "بوتين مسؤول" عن وفاته. وقال بايدن في البيت الأبيض بعدما أعلن مسؤولون في مصلحة السجون الروسية وفاة نافالني "لا نعرف بالضبط ماذا حدث، لكن ليس هناك شك في أن وفاة نافالني كانت نتيجة لشيء فعله بوتين وعصاباته". وأضاف "السلطات الروسية ستروي قصتها... لكن لا تنخدعوا، لا تنخدعوا، بوتين مسؤول عن وفاة نافالني".
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن روسيا "مسؤولة" عن وفاة نافالني. وقال إن "وفاته في سجن روسي والتركيز على رجل واحد والخوف منه يسلّط الضوء على الضعف والتعفّن في قلب المنظومة التي بناها بوتين".
وفي تصريحه إلى الإذاعة الوطنية العامة "إن بي آر"، أكد جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن أن الحكومة الأمريكية لم تتلق بعد تأكيدا بوفاته، لذا فهي تحجم عن التعليق في الوقت الحالي. وقال سوليفان: "بالرجوع إلى تاريخ الحكومة الروسية الطويل والدنيء في إيذاء معارضيها، فإن هذا يثير تساؤلات حقيقية وواضحة حول ما حدث هنا".
فيما اتّهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون روسيا بإصدار أحكام الإعدام "على أصحاب الفكر الحر"، معربا عن "غضبه" حيال وفاة نافالني في السجن. رأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه من "الواضح" أن نافالني قتل بأيدي نظام بوتين، مضيفا أن ذلك يوضح لماذا يتعين دفع بوتين إلى "خسارة كل شيء ومحاسبته على أفعاله".
"نافالني توفي من أجل مثله العليا"
من ناحيته، ذكر رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل على موقع التواصل الاجتماعي"إكس" أن المعارض الروسي البارز، أليكسي نافالني، توفي من أجل مثله العليا. وقال ميشيل "المقاتلون يموتون. لكن النضال من أجل الحرية لا ينتهي أبدا".
وأضاف ميشيل "ناضل نافالني من أجل قيم الحرية والديمقراطية، وقدم التضحية القصوى من أجل مثله العليا". وتابع "أتقدم بأخلص التعازي لأسرته. وإلى هؤلاء الذين يقاتلون من أجل الديمقراطية بمختلف أنحاء العالم وفي أحلك الظروف".
وأكدتالأمم المتحدة (16 فبراير/ شباط 2024)، بأنها تشعر بـ"الهلع" حيال نبأ وفاة المعارض الروسي الأبرزأليكسي نافالني في السجن، داعية السلطات الروسية إلى "وضع حد للاضطهاد". وقالت الناطقة باسم مفوّضية الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان ليز ثروسيل إن "جميع من اعتقلوا أو صدرت بحقهم احكام مختلفة بالسجن بسبب الممارسة المشروعة لحقوقهم، وخصوصا الحق في حرية التعبير والتجمع أو التعبير السلمي، يجب الإفراج عنهم فورا وإسقاط كل التهم المساقة بحقهم".
وأضافت "إذا توفي شخص ما أثناء احتجازه لدى الدولة، فيفترض بأن الدولة هي المسؤولة، وهي مسؤولية لا يمكن دحضها إلا من خلال تحقيق محايد وشامل وشفاف تجريه هيئة مستقلة"، مطالبة السلطات الروسية بـ"السهر على اجراء تحقيق مماثل".
وقال إيفان جدانوف، حليف المعارض الروسي أليكسي نافالني، في بث مباشر على يوتيوب اليوم الجمعة إنه إذا تأكدت وفاة نافالني في السجن فإنها لن تكون وفاة "طبيعية" بل "اغتيال سياسي". ولم يقدم جدانوف أدلة.
وكانت دائرة السجون الاتحادية الروسية، قد أعلنت في وقت سابق اليوم الجمعة، وفاة المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني في السجن، وذلك بعد تعرضه لوعكة صحية، مؤكدة على أن التحقيقات جارية لتحديد أسباب الوفاة. وذكرت دائرة السجون أن نافالني (47 عاما) سقط على الأرض، اليوم الجمعة، بعد فترة سير في المستعمرة العقابية التي يقبع بها، حيث فقد الوعي على الفور، وأضافت أن محاولات المسعفين لإنعاشه باءت بالفشل.
وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنه تم إطلاع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وفاة نافالني، لكنه لم يدل بمزيد من التفاصيل. وذكر فريق نافالني أنه لم يتلق بعد تأكيدا لوفاته. ونقلت صحيفة "نوفايا غازيتا" المستقلة عن ليونيد سولوفيوف محامي نافالني قوله: "لن أعلق على الإطلاق، بناء على طلب أسرة أليكسي نافالني".
موسكو تحذر الروس من التظاهر
حذرت سلطات موسكو الجمعة سكان العاصمة الروسية من اي تظاهرات "غير مرخصة" بعد إعلان وفاة أبرز معارض للكرملين اليكسي نافالني. وقالت النيابة العامة في موسكو ان "تنظيم أي تجمعات غير مرخصة والدعوات الى احداث مماثلة او المشاركة فيها تشكل تجاوزا اداريا"، محذرة "من اي انتهاك للقانون".
ونشرت وسائل إعلام روسية مستقلة مقطعا مصورا يظهر المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني بحالة صحية جيدة أمام محكمة قبل يوم واحد من إعلان وفاته، اليوم الجمعة. وقال صحفيون في بوابة "سوتا" الإخبارية إن نافالني بدا "مبتهجا وبصحة جيدة ويقظا"، وعرضوا عبر تطبيق تليغرام مقطعا مصورا مدته 30 ثانية، دون صوت، يظهر فيه نافالني وهو يتحدث ويبتسم. وعانى الناشط السياسي بصورة واضحة من آثار السجن عليه، وشكا مرارا من ظروف محبسه، إلا أنه دائما ما ظهر يقظا.
ع.ش/ ف.ي (أ ف ب، دب أ، رويترز)
نافالني.. محطات من النضال ضد بوتين
توفي المعارض الروسي أليكسي نافالني في سجنه بالقطب الشمالي، في ما يأتي محطّات توثّق نضال أحد أبرز معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث عانى من السجن والمحاكمات والملاحقة المستمرة.
صورة من: Evgeny Feldman/Meduza via AP
الكشف عن ثروات نخب الكرملين
في عام 2011 أنشأ المعارض الروسي أليكسي نافالني مؤسسة مناهضة للفساد استقطبت أعدادا كبيرة من المناصرين مع كشفها عن الثروات الكبرى للنخب الموالية للكرملين. وفي شتاء 2011-2012 قاد نافالني تحرّكات احتجاجية كبرى على إثر انتخابات برلمانية فاز فيها حزب "روسيا الموحدة" بزعامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في استحقاق شابته اتّهامات بالتزوير. وتم اعتقاله وسجنه لمدة 15 يوماً بتهمة "تحدي مسؤول حكومي".
صورة من: dapd
احتجاجات حاشدة
في مارس/ آذار 2012 شارك نافالني في الاحتجاجات الحاشدة التي اندلعت في موسكو ومناطق أخرى من روسيا في أعقاب إعادة انتخاب الرئيس فلاديمير بوتين. واتهم نافالني شخصيات رئيسية، بما في ذلك نائب رئيس الوزراء آنذاك إيغور شوفالوف والزعيم الشيشاني القوي رمضان قديروف، بالفساد.
صورة من: Reuters
انتخابات بلدية موسكو
وفي 2013 حلّ نافالني ثانيا في انتخابات رئاسة بلدية موسكو خلف رئيسها المنتهية ولايته والمدعوم من الكرملين سيرغي سوبيانين. واتّهم نافالني سوبيانين بتزوير الانتخابات في عدد من مراكز الاقتراع، لكن مطالباته بإعادة فرز الأصوات رفضت.
صورة من: picture-alliance/dpa
اعتقال بتهمة الاحتيال
في يوليو/ تموز 2013 أيضاً أدين نافالني بتهمة الاحتيال على السلطات في قضية كيروفليس بمنطقة كيروف في صفقة أخشاب بقيمة 16 مليون روبل (500 ألف دولار)، أثناء عمله مستشارا للحاكم. ونفى نافالني صحّة هذه الاتهامات وقال إنها محاولة لإسكاته.
وحكمت عليه محكمة كيروف بخمس سنوات، لكن النيابة طلبت إطلاق سراحه من الحبس بانتظار استئناف الحكم، ومواصلة حملته الانتخابية.
صورة من: Reuters
إقامة جبرية
في شباط/ فبراير 2014 وضعت السلطات الروسية نافالني تحت الإقامة الجبرية فيما يتعلق بقضية شركة "إيف روشيه" ومنعه من استخدام الإنترنت. لكنه استمر في تحديث مدونته بانتظام، من خلال فريقه على الأرجح، حيث عمل على نشر تفاصيل الفساد المزعوم للعديد من المسؤولين الروس.
صورة من: Reuters
اسئتناف أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان
في كانون الأول/ ديسمبر 2014 أُدين نافالني وشقيقه أوليغ بتهمة الاحتيال في قضية "إيف روشيه". وتلقى نافالني حكماً بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف مع وقف التنفيذ، بينما حُكم على شقيقه بالسجن. وقام كلاهما بالاستئناف أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
صورة من: Reuters/M. Zmeyev
تشايكا.. النورس
في كانون الأول/ ديسمبر 2015 نشرت مؤسسة نافالني لمكافحة الفساد أول فيديو طويل لها، وهو فيلم وثائقي على موقع يوتيوب بعنوان "تشايكا"، وهو ما يعني "النورس" بالروسية ولكنه أيضاً الاسم الأخير للمدعي العام آنذاك يوري تشايكا. ويتهمه الفيديو الذي تبلغ مدته 44 دقيقة، بالفساد وارتباطاته المزعومة بجماعة إجرامية سيئة السمعة، وحصد 26 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب. ونفى تشايكا ومسؤولون روس آخرون هذه الاتهامات.
صورة من: chaika.navalny.com
انتهاك الحق في محاكمة عادلة
في شباط/ فبراير 2016 أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان حكماً ينص على أن روسيا انتهكت حق نافالني في محاكمة عادلة في قضية "كيروفليس"، وأمرت الحكومة بدفع التكاليف القانونية والتعويضات.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Brovko
خمس سنوات سجن مع وقف التنفيذ
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 ألغت المحكمة العليا في روسيا الحكم على نافالني وأعادت القضية إلى المحكمة الأصلية في مدينة كيروف للمراجعة. لكن في شباط/ فبراير 2017 أعادت محكمة كيروف محاكمة نافالني لتؤيد في النهاية الحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات مع وقف التنفيذ اعتبارا من عام 2013.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Brovko
حياة مترفة
في آذار/ مارس 2017 نشر نافالني مقطع فيديو تناول فيه الحياة المترفة التي يعيشها رئيس الوزراء حينها ديمتري مدفيديف، وثروته العقارية متطرقا إلى منزل فخم يملكه وفيه مزرعة للبط وسط بحيرة، ما أدى إلى تظاهرات مندّدة. ومُنع نافالني من الترشحّ للرئاسة في مواجهة بوتين بسبب إدانته بتهمة الاختلاس. وحضّ نافالني الروس على مقاطعة الانتخابات التي أفضت، رغم جهود المعارض، إلى فوز بوتين بولاية رابعة.
صورة من: picture-alliance/AP/Sputnik/A. Astafyev
تصويت ذكي
في تموز/ يوليو 2019 مُنع أعضاء فريق نافالني، إلى جانب نشطاء معارضين آخرين، من الترشح لمجلس مدينة موسكو، مما أثار احتجاجات تم تفريقها بعنف، مع اعتقال الآلاف. واستجاب فريق نافالني من خلال الترويج لاستراتيجية "التصويت الذكي"، وتشجيع انتخاب أي مرشح باستثناء مرشحي حزب "روسيا الموحدة" التابع للكرملين. وقد نجحت هذه الاستراتيجية، حيث خسر الحزب أغلبيته.
صورة من: Imago Images/TASS/S. Bobylev
تسمم على متن طائرة!
20 آب/ أغسطس 2020 أُصيب نافالني حين كان مسافراً على متن رحلة جوية من مدينة تومسك مع نشطاء محليين، بوعكة صحية وقامت الطائرة بهبوط اضطراري في أومسك القريبة. دخل المستشفى في غيبوبة، واشتبه فريق نافالني في أنه تعرض للتسمم.
صورة من: picture-alliance/AP/E. Sofiychuk
غاز أعصاب سوفييتي
في 22 من آب/ أغسطس 2020 نُقل نافالني في غيبوبة إلى مستشفى في برلين. وأكدت السلطات الألمانية بعدها بقليل تعرض نافالني للتسمم بغاز أعصاب يعود إلى الحقبة السوفيتية. وبعد أن تعافى من آثاره وجه المعارض الروسي الاتهام إلى الكرملين، ما نفاه مسؤولون روس.
صورة من: picture-alliance/AP/Gluchinskiy
الاعتقال مجدداً
بعد خمسة أشهر من العلاج والإقامة في ألمانيا قرر نافالني العودة إلى بلاده حيث أُلقي عليه القبض منتصف كانون الثاني/ يناير 2021 فور عودته. وزعمت السلطات أن رحلته للعلاج خارج روسيا انتهكت شروط عقوبته مع وقف التنفيذ في قضية "إيف روشيه". وأثار اعتقاله واحدة من أكبر الاحتجاجات في روسيا منذ سنوات، حيث تم القبض على الآلاف.
صورة من: Evgeny Feldman/Meduza via AP
إضراب عن الطعام
في مطلع شباط/ فبراير 2021 أمرت محكمة في موسكو بسجن نافالني لعامين ونصف العام بسبب انتهاكه للإفراج المشروط. أثناء وجوده في السجن، بدأ نافالني إضراباً عن الطعام لمدة ثلاثة أسابيع احتجاجاً على نقص العلاج الطبي والحرمان من النوم.
صورة من: Moscow City Court Press Service/TASS/dpa/picture alliance
تسمم ببطء
في عام 2023 وقع أكثر من 400 طبيب روسي رسالة مفتوحة إلى بوتين، يحثون فيها على إنهاء ما يسمونه إساءة معاملة نافالني، بعد تقارير تفيد بحرمانه من الأدوية الأساسية بعد إصابته بالأنفلونزا. وقال فريقه إن نافالني عانى من آلام حادة في المعدة وسط شبهات في تعرضه للتسمم ببطء.