حركة "حماس" تتبنى عملية الدهس في القدس الشرقية
٥ نوفمبر ٢٠١٤ أعلنت حركة حماس الفلسطينية اليوم الأربعاء (الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) تبنيها للهجوم الذي وقع بسيارة في القدس، وأسفر عن مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة 13 آخرين، وفقاً لبيان صادر عن الحركة. وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم في بيان صحفي إن "العملية تأتي كرد فعل طبيعي ونتيجةً للجرائم والانتهاكات والاقتحامات الصهيونية المتواصلة للأقصى والمقدسات الفلسطينية والاعتداء على المصلين وتهجير المقدسيين".
وأضاف برهوم "ندعو أهلنا في القدس والضفة الغربية وكل أبناء شعبنا الفلسطيني للمزيد من هذه العمليات المقاومة والتصدي لجنود الاحتلال والمستوطنين الصهاينة وبكل قوة دفاعاً عن الأقصى وحقوق شعبنا مهما بلغت التضحيات". بدورها باركت حركة الجهاد الإسلامي عملية الدهس في القدس، معتبرةً أنها "رد شعبنا الفلسطيني على العدوان بالمسجد الأقصى وتدنيس محرابه الشريف"، وأكدت الحركة في بيان لها أن "المعركة مستمرة ومفتوحة، وأن العدو يتحمل مسؤولية المساس بالمقدسات".
وكانت مصادر إسرائيلية قد أعلنت في وقت سابق عن مقتل ضابط إسرائيلي وجرح 13 شخصا آخرين منهم اثنان في حالة خطيرة نتيجة عملية دهس بالسيارة نفذها فلسطيني من سكان مخيم شعفاط في شرقي القدس. وقالت المصادر إن عناصر من الشرطة قتلوا منفذ عملية الدهس.
استمرار المواجهات في باحة الأقصى
وتزامن الحادث مع استمرار المواجهات التي اندلعت في باحة مسجد الأقصى بالقدس الشرقية صباح اليوم الأربعاء، بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية إثر إعلان جماعات يهودية متطرفة خططها لزيارة المسجد. وقالت الناطقة باسم الشرطة لوبا سمري إن "عشرات المتظاهرين رشقوا بالحجارة والمفرقعات قوات الأمن التي دخلت بعد ذلك جبل الهيكل (الاسم الذي يطلقه اليهود على باحة الأقصى) وصدوا المتظاهرين إلى داخل المسجد".
وحسب رواية الشرطة الإسرائيلية، فإن المتظاهرين الفلسطينيين قضوا الليلة داخل المسجد بنية منع زيارة المتطرفين اليهود، فقاموا بإلقاء المفرقعات والحجارة عند فتح باب المغاربة المؤدي إلى المسجد والمخصص لإدخال الزوار غير المسلمين.
وفي خطوة نادرة، دخلت الشرطة الإسرائيلية "بضعة أمتار" إلى داخل المسجد بحسب السمري لإزالة بعض الحواجز التي وضعها الشبان الفلسطينيون وأغلقت عليهم باب المسجد لفتح المجال أمام الزوار. غير أن محافظ القدس عدنان الحسيني أكد لوكالة فرانس برس أن القوات الإسرائيلية وصلت إلى منبر المسجد.
وعند باب الأسباط أطلق الشرطيون قنابل صوتية وغازات مسيلة للدموع على الحشود المجتمعة وبينها عشرات الأطفال الذين كانوا ينتظرون للتوجه إلى المدارس المجاورة. وبعد ذلك قامت قوات الشرطة التي نشرت مئات من أفرادها في البلدة القديمة بإبعاد الحشد عن باحة الأقصى مع إغلاق جميع المداخل.
في المقابل، قال مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة القدس أمين أبو غزالة لوكالة فرانس برس: "قمنا بإخراج 3 إصابات بالرصاص المطاطي المغلف بالإسفنج، أحدهم أصيب في عينه وآخر في الصدر والثالث أصيب في ساقه، وعالجنا 15 إصابة ميدانيا".
توجه "فوري" إلى مجلس الأمن
وفي أول رد فعل له، استدعى الأردن اليوم الأربعاء سفيره في إسرائيل احتجاجا على ما وصفه بالانتهاكات في القدس والمواقع المقدسة، متوعدا بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولي، حسبما أفادت وكالة الأنباء الأردنية (بترا). وفي ذات السياق أعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن القيادة الفلسطينية قررت "التوجه إلى مجلس الأمن فورا" لطرح مسالة التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى.
وقال أبو ردينة في تصريح صحافي وزعه مكتب الرئاسة الفلسطينية "إن القيادة بدأت الاتصالات السريعة بهذا الشأن". وتابع في بيانه إن "الحكومة الإسرائيلية وبسابق إصرار وضمن خطة ممنهجة تواصل انتهاكاتها لحرمة المسجد الأقصى المبارك، وتدفع بالمستوطنين لاقتحام المسجد منتهكة كل الأعراف والشرعية الدولية والإجماع الدولي".
وتابع إن هذا "يؤكد أننا أمام حكومة تريد تصعيد الأمور من أجل تقسيم المسجد الأقصى...و(هذا) سيؤدي إلى أوضاع لا يمكن السكوت عليها داخليا وإقليميا، وسيدفع بالأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى اتخاذ مواقف وقرارات خطيرة".
هـ.د/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب/ د ب أ)