حماس تعيد فرض سيطرتها الأمنية في غزة وتنفذ إعدامات ميدانية
١٤ أكتوبر ٢٠٢٥
عقب الانسحاب الجزئي للجيش الإسرائيلي، استعادت حماس حضورها الميداني في غزة وفرض مقاتلوها سيطرتهم على بعض المناطق ونفذوا عمليات تصفية علنية بحق متهمين بالتعاون مع إسرائيل، ما أثار مخاوف على مستقبل خطة ترامب لإنهاء الحرب.
أثارت تقارير عن عمليات إعدام نفذتها حركة حماس وتبادل إطلاق النار مع قوات منافسة القلق بين السكان في قطاع غزة وخارجها اليوم الثلاثاء (14 أكتوبر/ تشرين الأول 2025)صورة من: Jehad Alshrafi/AP Photo/picture alliance
إعلان
عززت قوات الأمن التابعة لحماس انتشارها اليوم الثلاثاء (14 أكتوبر/ تشرين أول 2025) في شوارع مدن غزة المدمّرة، في وقت حصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على دعم دولي لخطته التي تقضي، من بين أمور عدة، بنزع سلاح الحركة.
وفي شمال القطاع، ومع انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة غزة، استأنف جهاز الشرطة التابع لسلطة حماس دورياته في الشوارع.
ومنذ بدء سريان وقف إطلاق النار الجمعة، شاهد مراسلو وكالة فرانس برس عناصر من قوات الأمن التابعة لحماس تنتشر في مدن عدة من القطاع، وفي الأسواق أو على الطرق.
ترامب: سنتكفل بنزع سلاح حماس إذا رفضت التخلّي عنه
وقال الرئيس الأمريكي ترامب أمس الاثنين إن حماس حصلت على ضوء أخضر مؤقت للحفاظ على الأمن والنظام. وقال ترامب "يريدون بالفعل وقف المشاكل، وكانوا منفتحين في هذا الشأن، وأعطيناهم الموافقة لفترة من الوقت".
أما المسؤولون الإسرائيليون الذين يؤكدون أن أي تسوية نهائية يجب أن تنزع سلاح حماس بشكل دائم فقد امتنعوا حتى الآن عن التعليق علنا على عودة ظهور مقاتلي الحركة.
وعاد ترامب اليوم ليقول "سننزع سلاح" حماس إذا رفضت الحركة التخلّي عنه. وفي تصريح للصحافيين في البيت الأبيض غداة زيارته إلى الشرق الأوسط احتفاء باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، قال الرئيس الأمريكي "إذا لم يتخلّوا عن السلاح، سنتكفل بنزعه". وأضاف "سيحدث ذلك بسرعة وربما بعنف".
إعلان
قوة تابعة لحماس "تنفذ عمليات ميدانية متواصلة"
و نفّذت وحدة أمنية تابعة لحماس عمليات ضد عشائر وجماعات مسلّحة، يُشتبه بأن بعضها يحظى بدعم إسرائيلي. وقال شاهد يُدعى يحيى لفرانس برس "اندلعت اشتباكات عنيفة - وما تزال مستمرة حتى الآن - ضمن جهود القضاء على المتعاونين لصالح الاحتلال".
وقال مصدر أمني فلسطيني في غزة لرويترز إن قوة "رادع" الأمنية التابعة لحماس "تنفّذ عمليات ميدانية متواصلة لضمان الأمن والاستقرار". وأضاف المصدر: "رسالتنا واضحة: لن يكون هناك مكان للخارجين عن القانون أو لمن يهددون أمن المواطنين".
سكان غزة يحدوهم الأمل في إعادة البناء بعد وقف إطلاق النار
01:51
This browser does not support the video element.
إعدام ميداني جماعي يثير القلق في قطاع غزة
ونشرت قناة الأقصى، التابعة لحركة حماس، مقطع فيديو يظهِر إعدام ثمانية رجال موثقي الأيدي ميدانيا في مدينة غزة، قدّمتهم على أنهم "عملاء وخارجون عن القانون"، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي في إطار اتفاق وقف إطلاق النار.
ونُشر الفيديو على صفحة تلغرام التابعة لقناة الأقصى مساء الإثنين. ولا يمكن لفرانس برس التحقق من صحة الفيديو ولا تاريخه ولا مكان تصويره.
وفي وقت متأخر من أمس الإثنين، تم تداول مقطع فيديو على منصة (اكس)، وتردد أنه يظهر إعداما جماعيا لنحو ثمانية أشخاص في ساحة جنوب مدينة غزة. وأحاط بالساحة حشد كبير من المتفرجين. وظهر مقاتلو الحركة، وهم يسحبون سبعة رجال إلى داخل دائرة من الناس في مدينة غزة ويجبرونهم على الركوع ثم أطلقوا النار عليهم من الخلف.
وأكد مصدر من حماس لرويترز أن الفيديو تم تصويره أمس الإثنين، وأن مقاتلين من حماس شاركوا في عمليات الإعدام. وتمكنت رويترز من تأكيد الموقع من خلال المعالم الجغرافية المرئية.
وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عبر الهاتف إن حماس اتهمت القتلى بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي.وحسب وكالة "د ب أ" يبدو أن بعض الضحايا تعرضوا للتعذيب قبل إعدامهم.
وأثارت تلك التقارير والفيديوهات القلق بين السكان في قطاع غزة وخارجها بعد يوم واحد فقط من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بصعوبة بين إسرائيل وحماس، وهي جماعة فلسطينية إسلاموية مسلحة تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
ص.ش/ع.ج.م (أ ف ب ، رويترز، د ب أ)
الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.. سلسلة طويلة من محاولات تحقيق السلام
تسعى الدول العربية لوضع خطة واقعية لمستقبل غزة في مواجهة ترامب الذي يدعو لطرد الفلسطينيين إلى مصر والأردن. جولة مع أبرز مبادرات السلام منذ حرب 1967، التي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وسيناء وغزة.
صورة من: Oded Balilty/AP Photo/picture alliance/dpa
1967 - قرار مجلس الأمن رقم 242
في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة والتي وقعت في حزيران/ يونيو 1967 وأسفرت عن هزيمة الجيوش العربية واحتلال إسرائيل لمناطق عربية جديدة، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني قراره رقم 242. ودعا القرار إلى "انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في الصراع في الآونة الأخيرة" مقابل احترام جميع الدول لسيادة بعضها البعض وسلامة أراضيها واستقلالها.
صورة من: Getty Images/Keystone
اتفاقية كامب ديفيد - 1978
اتفقت إسرائيل ومصر على إطار عمل ضمن اتفاقية كامب ديفيد أدى في 1979 إلى معاهدة برعاية الولايات المتحدة تلزم إسرائيل بالانسحاب من سيناء. وكانت هذه أول اتفاقية سلام بين إسرائيل ودولة عربية.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
مؤتمر مدريد للسلام - 1991
حضر ممثلو إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية مؤتمرا للسلام بمشاركة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، في محاولة من قبل المجتمع الدولي لإحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية من خلال المفاوضات. ولم يتم التوصل إلى أي اتفاقات مهمة، لكن المؤتمر فتح الباب أمام إمكانية اتصالات مباشرة بين الطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Hollander
اتفاقات أوسلو - 1993-1995
توصلت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى اتفاق في محادثات سرية بالنرويج بشأن اتفاق سلام مؤقت يعترف فيه كل طرف بحقوق الآخر. ودعا الاتفاق إلى انتخابات فلسطينية وحكم ذاتي لمدة خمس سنوات، وانسحاب القوات الإسرائيلية، ومفاوضات لتسوية دائمة. تعتبر اتفاقية أوسلو التي تمَ توقيعها في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، أوَّل اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
صورة من: Avi Ohayon/GPO
اتفاق إسرائيل والأردن - 1994
أصبح الأردن ثاني بلد عربي يوقع معاهدة سلام مع إسرائيل. لكن المعاهدة لم تحظ بشعبية، وانتشرت المشاعر المؤيدة للفلسطينيين على نطاق واسع في الأردن.
صورة من: Wilfredo Lee/AP Photo/picture alliance
قمة كامب ديفيد - 2000
في هذه القمة تباحث الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات. وقد عقدت القمة في الفترة من 11 إلى 25 تموز/ يوليو 2000 وكانت محاولة لإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. لكن القمة انتهت بدون اتفاق. واندلعت انتفاضة فلسطينية أخرى في 28 أيلول/ سبتمبر 2000 ولم تتوقف فعليا إلا في 8 شباط/ فبراير 2005 بعد اتفاق هدنة عقد في قمة شرم الشيخ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
مبادرة السلام العربية - 2002
في عام 2002 قدمت المملكة العربية السعودية خطة سلام مدعومة من جامعة الدول العربية، تقضي بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وتأسيس دولة فلسطينية. مقابل ذلك، تعرض الدول العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
صورة من: Courtney Kealy/Getty Images
قمة أنابوليس – 2007
فشل الزعماء الفلسطينيون والإسرائيليون مرة أخرى في التوصل إلى اتفاق في قمة أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط الذي عُقد في الولايات المتحدة في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، ورغم المساعي الكبيرة للتوصل إلى اتفاقية سلام وإحياء خارطة الطريق بهدف قيام دولة فلسطينية، إلا أنه لم يكلل بالنجاح، لتندلع بعدها حرب غزة في 2008.
صورة من: AP
اتفاقيات أبراهام - 2020
اتفق زعماء إسرائيل والإمارات والبحرين على تطبيع العلاقات في أيلول/ سبتمبر 2020. وفي الشهر التالي، أعلنت إسرائيل والسودان أنهما ستطبعان العلاقات، وأقام المغرب علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه. سميت اتفاقيات أبراهام بهذا الاسم نسبة إلى إبراهيم الذي تنتسب إليه الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، للإحالة إلى الأصل المشترك بين اليهود والمسلمين.