1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حماس ومعضلة إيجاد جثث الرهائن .. إسرائيل تهدد وواشنطن تتفهم

محي الدين حسين د ب أ، أ ف ب، رويترز
١٦ أكتوبر ٢٠٢٥

بعد إعلان حماس عدم قدرتها على تسليم المزيد من جثامين الرهائن لأسباب لوجستية، هددت إسرائيل باستئناف الحرب في غزة. لكن واشنطن أبدت تفهمها وقالت إن الحركة تعتزم إعادة كل الرهائن. وتم تسليم 9 من أصل 28 جثة حتى الآن.

الدمار في خان يونس بقطاع غزة (14.10.2025)
وسط الدمار الهائل في غزة، أكد مسؤولون أمريكيون على التعقيدات التي تنطوي عليها عمليات إخراج الجثث المتبقية من تحت الأنقاضصورة من: Abed Rahim Khatib/Anadolu/picture alliance

هدّدت إسرائيل ليل الأربعاء (15 تشرين الأول/ أكتوبر 2025) باستئناف القتال في غزة إذا لم تلتزم حماس بكامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار، ولا سيما بإعادة بقية جثامين الرهائن المحتجزة في القطاع الفلسطيني، وذلك إثر إعلان الحركة أنّها غير قادرة حاليًا، لأسباب لوجستية، على إعادة مزيد من الجثامين.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنّه أمر الجيش بإعداد "خطة لسحق" حماس في حال تجدّد القتال في القطاع. وأضاف في بيان "إذا رفضت حماس الالتزام بالاتفاق، فإنّ إسرائيل، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، ستستأنف القتال وستعمل على إلحاق الهزيمة الكاملة بحماس، وتغيير الواقع في غزة، وتحقيق كل أهداف الحرب".

وأتى بيانه بعد أن أعلنت كتائب "عزّ الدين القسام"، الجناح العسكري لحماس، أنّها سلّمت كلّ جثامين الرهائن التي تمكّنت من الوصول إليها، وأنّها ستحتاج إلى معدّات خاصة لانتشال بقية الجثث المفترض بها تسليمها لإسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

ولقي موقف حماس تفهّما في واشنطن حيث أكّد مسؤولوون أمريكيون كبار أنّ الحركة تعتزم احترام تعهّدها إعادة كلّ جثامين الرهائن وأنّ ما يمنعها من ذلك حاليا هو أسباب لوجستية. وقال أحد هؤلاء المسؤولين للصحافيين طالبا عدم الكشف عن هويته "ما زلنا نسمع منهم عزمهم على الالتزام بالاتفاق. هم يريدون إتمامه في ما خصّ هذا الأمر". وبحسب هؤلاء المسؤولين فإنّ انتشال الجثث في غزة مهمّة صعبة للغاية لأنّ القطاع مدمّر بالكامل، مما يعني أنّ هناك حاجة إلى معدّات متخصّصة لإخراج هذه الجثامين.

وقبل تسليمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر جثتي رهينتين في وقت متأخر من ليل الأربعاء، أعادت حماس جثامين سبعة من أصل 28 رهينة أموات، بالإضافة إلى جثة ثامنة قالت إسرائيل إنها ليست لأيّ من هؤلاء الرهائن الـ28. وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس التعرف على هويتَي الرهينتين إنبار هايمان ومحمد الأطرش اللذين سلمت حركة حماس جثتيهما مساء الأربعاء.

ويذكر أن حركة حماس هي جماعة فلسطينية إسلاموية مسلحة تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. 

غضب عائلات الرهائن 

وطالب منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الخميس الحكومة الإسرائيلية بتأخير تنفيذ المراحل التالية من الاتفاق الذي أبرم مع حماس إذا لم تسلّم الحركة جثث الرهائن الـ19 المتبقية.
ودعا المنتدى في بيان الحكومة الإسرائيلية إلى "وقف تنفيذ أي مراحل أخرى من الاتفاق فورا طالما أن حماس مستمرة في انتهاك التزاماتها بشكل صارخ في ما يتعلق بإعادة جميع الرهائن وجثث الضحايا".

ترامب: حماس "تنقّب"

وأكّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنفسه أنّ حماس "تنقّب" بحثًا عن هذه الجثث. وقال ترامب للصحافيين في المكتب البيضوي ردّا على سؤال حول ما إذا كانت حماس ملتزمة بالاتفاق "إنّهم ينقّبون. هم يجدون الكثير من الجثث".

لكنّ المسؤولين الأمريكيين أكّدوا على التعقيدات التي تنطوي عليها عمليات إخراج الجثث المتبقية من تحت الأنقاض، مكرّرين شكاوى حماس نفسها بأنها لا تستطيع انتشال مزيد من الجثث دون معدّات متخصصة.

وقال أحد هؤلاء المسؤولين إنّ "قطاع غزة أصبح بأسره مدمّرا بالكامل، كما لو أنّنا أمام فيلم". وأضاف أن الولايات المتحدة والوسطاء الآخرين يناقشون فكرة استحداث برنامج مكافآت للأشخاص الذين يساعدون في تحديد مكان جثث الرهائن القتلى.

وأوضح أنّ تركيا، أحد الوسطاء الرئيسيين في الاتفاق، تجري محادثات لتوفير خبراء في انتشال الجثث لإرسالهم إلى غزة.
 

منع التصعيد والبحث عن "بديل للسلطة ولحماس"

قال مستشارون أمريكيون إن التركيز في المدى القصير في غزة لا يزال ينصب على منع التصعيد وضمان عدم وقوع استفزازات غير ضرورية. وأضاف أحد المستشارين: "نرى تصرفات مختلفة من جميع الأطراف، والرئيس (دونالد) ترامب وفريقه يعملون بجد للحد منها، إضافة إلى ضمان إدخال المساعدات وتنفيذ البنود المتفق عليها في الاتفاق، ولا سيما ما يتعلق حاليا باستعادة الجثامين"، بحسب صحيفة هآرتس.

وأكد المسؤولون أن المرحلة الثانية من العملية تنص على إنشاء إدارة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية، يجري تشكيلها من كفاءات فلسطينية من الشتات. وعندما سئل المستشارون عما إذا كانت هناك أسماء محددة للأشخاص الذين سيتولون مناصب في الإدارة الفلسطينية التكنوقراطية الجديدة، قالوا إنهم تلقوا مبادرات من فلسطينيين ناجحين في الشتات.

وأوضح أحدهم أن هؤلاء الأشخاص اختاروا في السابق عدم العيش في الضفة الغربية، التي وصفها بأنها "أشبه بالعيش تحت سلطة المافيا" في ظل حكم السلطة الفلسطينية، ولا في غزة التي قال إنها "كانت تحت سيطرة منظمة إرهابية". وقال أحد كبار المستشارين: "هذه هي المرة الأولى التي يعتقدون فيها أن هناك فرصة حقيقية لظهور بديل، لا هو السلطة الفلسطينية ولا حركة حماس".
 

تحرير: صلاح شرارة

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW