لدغات البعوض قد تمثل مصدر إزعاج للكثيرين وكابوسا لآخرين، وبالرغم من عدم وجود تفسير علمي يوضح أسباب تعرض البعض للدغات البعوض أكثر من غيرهم، إلا أن دراسات تؤكد أن للبكتريا دور أساسي في حمايتنا من البعوض.
إعلان
لا يغري الطقس الدافئ الأشخاص وحدهم للتنزه، بل الكثير من الحشرات أيضا كالبعوض مثلا، فمع ارتفاع درجات الحرارة يبدأ البعوض بالبحث عن أهداف للدغاته. وبالرغم من أن البعوض يعتمد في غذائه على عصائر النباتات إلا أنه يحتاج إلى الدم البشري ليتكاثر. فالدم البشري يحتوي على بروتينات تحتاجها إناث البعوض من أجل تكاثرها. ويعد غاز ثاني أكسيد الكربون هو أقوى مؤشر يساعد البعوض على إيجاد هدفه، إلى جانب الأمونيا وحامض اللبنيك الموجود في عرق الإنسان.
ويتعرض البعض للدغات البعوض أكثر من غيرهم، وبالرغم من عدم وجود أسباب علمية توضح سبب ذلك، إلا أن دراسة هولندية أجريت على بعوض الملاريا، وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين خضعوا للتجربة وتعرضوا للدغات أقل، يوجد لديهم تنوع كبير من البكتيريا المختلفة على الجلد، بما في ذلك كميات كبيرة بما يعرف بالبكتيريا الزائفة. إذ يفرز هذا النوع من البكتيريا رائحة لا يحبها البعوض.
بعد اللدغ تضخ البعوضة في الجرح بروتينات تمنع تخثر الدم، حتى يتدفق الدم في خرطومها بشكل أفضل. وتقوم بحقن مكان اللدغة بمواد كيميائية تقلل في البداية من الرغبة في الهرش حتى لا يضربها الشخص في الحال.
وتعد المبيدات الحشرية من بين الوسائل التي يتم استخدامها لمكافحة البعوض، إلا أنها غير صحية وتستخدم في حالات الطوارئ. أما اللمبات العطرية، فهي غير فعالة تقريبا، في حين أن مصابيح الأشعة فوق البنفسجية تقتل أيضا حشرات غير مؤذية. بيد أن الطريقة الأفضل قد تكون الاستحمام قبل النوم، فالبعوض يعرف طريقه من خلال رائحة العرق.
د ص/ ع.أ.ج
الجانب المضيء من البعوض.. هكذا يفيد الإنسان والطبيعة
يتضايق الناس من لدغات البعوض خصوصا في فصل الصيف، لكن هذه الحشرات لها كذلك جانب إيجابي في حياة الإنسان. فما هو هذا الجانب؟ تابعوا هذه الصور.
صورة من: David Spears/Ardea/imago images
ليس كل البعوض ضارا للبشر
من الناحية العملية لا يمكننا قتل كل البعوض على هذا الكوكب. هناك آلاف الأنواع، لكن فقط بضع مئات منها تنشر أمراضا قد تكون خطيرة للإنسان والثدييات كأمراض الملاريا وزيكا وحمى الضنك والشيكونغونيا. لكن فقط أنثى هذا النوع من البعوض هي تسبب الضرر، كما أن بقية أنواع البعوض تجلب فوائد محتملة للنظام البيئي والحياة وتساعد في مجال الأبحاث الطبية.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
لماذا لدغ الجلد؟
أنثى البعوض تمتص الدم لأجل الحصول على البروتين اللازم للإخصاب، ولهذا تلدغ الإنسان والحيوان وحتى الطيور. لكن عموما يتغذى البعوض على نكتار الورود، وبهذه الطريقة يساعدها على التلقيح، خصوصا الورود والنباتات المائية حيث يقضي البعوض غالب وقته.
صورة من: Bruce Coleman/Photoshot/picture alliance
الغذاء المفضل لكائنات كثيرة
يمكن للإنسان أن يقاوم البعوض بسهولة، خصوصا مع انتشار المبيدات الحشرية، لكن كذلك تساعدنا الطبيعة، فعدد من أنواع الطيور والأسماك والضفادع والعناكب وغيرها تتغذى على البعوض. الخبراء يقولون كذلك إن هذه الكائنات قد تختفي في حال تمت إبادة البعوض.
صورة من: Hinrich Bäsemann/picture alliance
اللدغ ليس كله شراً
يملك البعوض فما شبيها بالمحقنة، وعندما يلدغ البعوض الجلد، بقوم بحقن لعابه داخله حتى لا يتجلط الدم الذي يتم امتصاصه. يقول الباحثون إن كلاهما (خرطوم البعوض واللعاب) مفيد للطب البشري، فالأول يساهم في أبحاث تصميم إبر أفضل (حقن أقل إيلاماً)، بينما قد يؤدي اللعاب الذي يحتوي على بروتين يسمى الأنوفلين، إلى علاجات جديدة لتجلط الأوردة العميقة.
صورة من: dpa/picture alliance
"تنظيف" المياه الراكدة
يضع البعوض اليرقات في المياه الراكدة. يمنح البشر البعوض هذه الأراضي الخصبة مجانًا، غالبًا من خلال الإهمال. لكن اليرقات تقوم أيضًا "بتنظيف" الماء عن طريق تناول النفايات البيولوجية، بما في ذلك الطفيليات الأخرى. بالتأكيد لا تجعل هذه العملية المياه صالحة للشرب، لكن لها فوائد في البحث حول مكافحة التلوث.
صورة من: imago/blickwinkel
خرطوم البعوض
صورة عن قرب لبعوضة الملاريا تُظهِر أعضاء الوخز والملامس، وتستخدمها لاستشعار الروائح وثاني أكسيد الكربون المنبعث من الكائنات الحية. وهذا تستخدمه للحصول على وجبة دم يتم استخلاصها من القشرة المخفية في غلاف خرطوم البعوضة. وأنثى البعوض هي تتغذّى على الدم لأنه ضروري لنضج البيوض، في حين أن الذكر يتغذّى على عصارة النباتات ورحيق الأزهار. إعداد: ذو الفقار عباني/إ.ع