1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حماية البيئة ورقة استقطاب لمستهلكي الطاقة

تتمتع ألمانيا بسمعة طيبة فيما يتعلق بتقنية توليد الطاقة من مصادر قابلة للتجديد تحافظ على سلامة البيئة. هذا ما تعبر عنه مبادرة مواطني "الغابة السوداء" التي نجحت في فرض نفسها ضد شركة عملاقة لإمداد الطاقة الكهربائية.

محطة خلايا شمسيةصورة من: Rolf Disch

عندما انفجر مفاعل تشرنوبيل الذري في أبريل/ نيسان 1986 كانت أورسولا سلاديك تستلقي في منزلها، عاجزة عن الحركة بسبب كسر في فخذها نتج عن حادث وقع لها وهي تتزلج على الجليد. ولتجنيب أطفالها أضرار صحية ألحت عليهم أن لا يتركوا فناء المنزل. ولكنهم تجاهلوا نصائحها وتركوا البيت معرضين أنفسهم للخطر. هذا الحدث دفعها إلى التفكير في ايجاد حل لهذه المعضلة بصورة جذرية. ومن أجل مقاومة شعورها بالضعف وعدم الحيلة انضمت ربة البيت إلى مبادرة نظمها سكان حيها بهدف وضع حد للطاقة النووية في المستقبل.

مبادرة مواطني منطقة الغابة السوداء

صورة من: AP

عملت مبادرة مواطني "الغابة السوداء" الواقعة في جنوب ألمانيا منذ البداية على رفع مستوى الوعي البيئي عند السكان، واستطاعت كسب تأييد مزود الطاقة الكهربائية المحلي وإقناعه بتقديم أسعار مجدية لمكافئة كل من يقوم بتوفير استهلاكه للكهرباء. وبعد 13 عاماً نجح "متمردو الطاقة الكهربائية" بشراء هذه الشركة ومحطة توليد الكهرباء التابعة لها ليصبحوا أول منطقة تسيطر فعلياً على مصدر تزويدها بالطاقة الكهربائية في ألمانيا، وذلك لأنها لا تستخدم إلا المصادر "الخضراء" التي تحافظ على سلامة البيئة مثل الخلايا الشمسية في محطات توليد الكهرباء الخاصة بها. وتعتبر الشركة التي تمخضت عن هذه المبادرة اليوم واحدة من أكبر شركات الإمداد بالكهرباء في ألمانيا، وهى تكبر بشكل ملفت للنظر حيث وصل عدد زبائنها إلى 000 300 مستهلك.

الطاقة الخضراء كتعبير عن فلسفة حياتية

وزير البيئة الألماني يورغن تريتينصورة من: AP

تصف أورسولا سلاديك فلسفة الشركة بقولها:"نحن نعتبر أنفسنا بمثابة منظمة ذات رؤية سياسية معينة". وعلى الرغم من قرار الحكومة الألمانية بفتح وتحرير قطاع توليد الكهرباء من القيود الاقتصادية التي كانت مفروضة عليه، إلا أن نسبة مستهلكي الطاقة الكهربائية المُولدة من مصادر طبيعية "خضراء" لا تتجاوز 5%. ومن المرجح أن يعود ذلك إلى تكلفتها المرتفعة مقارنة بالطاقة الكهربائية التي يتم الحصول عليها من مصادر ملوثة للبيئة مثل الفحم والنفط. كما أن هذا النجاح النسبي يبقي دون أهمية اقتصادية كبيرة في بلد يبلغ تعداد سكانه أكثر من 80 مليون نسمة، رغم الوعي المنتشر في ألمانيا بضرورة حماية البيئة للأجيال القادمة.

ألمانيا رائدة تقنية الطاقة الشمسية

عرض للتقنية البيئية قي مقر الرئاسة الألملنية في برلينصورة من: AP

تعد ألمانيا من أكثر دول العالم تقدماً في مجال استغلال الطاقة الشمسية حيث استطاعت خلال عام 2004 تركيب خلايا شمسية بقدرة 300 ميجاوات، وهذه القدرة تمثل ثلث الإنتاج العالمي وثمانية أضعاف الخلايا الشمسية المركبة في ألمانيا في عام 2000. بذلك تحتل ألمانيا المركز الأول في العالم في مجال إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية. وخلال عام 2004 انتهى بناء اكبر محطة كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية في العالم لتزويد 1800 منزل بالكهرباء في الشطر الشرقي من ألمانيا في مقاطعة ساكسن. وقد تم تركيب 33500 لوحة شمسية في المحطة التي تبلغ طاقتها 5 ميجاوات. وتصنع الخلية الكهروضوئية، التي تملك القدرة على تحويل ضوء الشمس مباشرة إلى طاقة كهربائية، من عنصر السيلكون النقي الذي يتم معالجته كيميائياً، وهو عنصر متوافر بكثرة على القشرة الأرضية.

معمل لتوليد الكهرباء يعمل بطاقة الريحصورة من: AP

وتعود هذه القفزة النوعية في ارتفاع إنتاج الخلايا الكهروضوئية في ألمانيا إلى برنامج الحكومة الاتحادية الصادر عام 1999 لدعم مركبي الخلايا الشمسية لإنتاج الكهرباء. هذه البرامج تدعم على سبيل المثال تركيب الخلايا الشمسية على المنازل حديثة البناء، وذلك عن طريق منح قروض بدون فوائد لأصحاب هذه المنازل. كما تأمل الحكومة الألمانية من برامج الدعم هذه تخفيض التكلفة الإجمالية للخلايا الشمسية، وتحسين كفاءتها بإنتاجها بشكل واسع وزيادة قدرتها على المنافسة كمصدر إنتاج مستديم للكهرباء.

لؤي المدهون

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW