اتفاق أوروبي على حظر منتجات البلاستيك وحيدة الاستخدام
١٩ ديسمبر ٢٠١٨
يريد الاتحاد الأوروبي حظر منتجات البلاستيك التي تستخدم مرة واحدة كشفاطات العصير مثلاً. فهذه المنتجات تلقى في البيئة وتسبب خسائر كارثية للبشر. وتوصل الاتحاد لاتفاق بهذا الشأن يبدأ تطبيق أولى خطواته في غضون عامين.
إعلان
توصل الاتحاد الأوروبي صباح اليوم الأربعاء (19 ديسمبر/ كانون الأول 2018) في بروكسل لاتفاق بشأن حظر منتجات البلاستيك، التي تلقى في القمامة بعد استخدامها مرة واحدة مثل أطباق البلاستيك وحيدة الاستخدام وشفاطات العصائر وغير ذلك من المنتجات المصنوعة من البلاستيك. وأعلنت الرئاسة النمساوية الدورية للاتحاد الأوروبي أن مفاوضين من البرلمان الأوروبي و دول الاتحاد توصلوا لاتفاق بشأن تفاصيل الحظر. لكن لن يتم حظر سوى المنتجات التي لها بديل أفضل.
ويسعى الاتحاد الأوروبي من وراء الحظر لخفض الكميات الهائلة من قمامة البلاستيك التي تلقى في البيئة وفي بحار العالم مما يتسبب في خسائر كارثية على البشرية. وما زال الاتفاق المؤقت في حاجة للحصول على الموافقة الرسمية من جانب دول الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي، ومن المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ في غضون عامين تقريبا.
أرقام حول منتجات البلاستيك
ولكن هذا الاتفاق ستكون له أهمية بالغة بالتأكيد على قطاع صناعة منتجات البلاستيك الذي بلغ حجم أعماله 340 مليار يورو عام 2015 ويشغل نحو 1.5 مليون ونصف عامل. وتأمل المفوضية الأوروبية من وراء الاتفاق في تحقيق مكتسبات كبيرة للبيئة حيث يعتقد أن هذه الإجراءات ستخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 3.4 مليون طن.
وأظهرت تقارير سابقة أن مثل هذه الخطوات ستجنب البيئة أضرارا بقيمة تصل إلى 22 مليار يورو بحلول عام 2030، ومن المتوقع أن يوفر المستهلكون ما يصل إلى 6.5 مليار يورو جراء هذه الحزمة من الإجراءات. وتبرر المفوضية هذه المبادرة بأنها تحمي البحار والمحيطات، حيث إن أكثر من 80% من النفايات الموجودة في البحار من البلاستيك، وذلك وفقا لبيانات المفوضية.
وتراهن استراتيجية المفوضية أيضا على إشراك الشركات المصنعة في تحمل تكاليف إزالة هذه النفايات، حيث ينتظر على سبيل المثال أن تلزم شركات التبغ مستقبلا بالمشاركة في تحمل تكاليف جمع عقاب السجائر "فمن يلقي بقمامة مثل السجائر سيضطر مستقبلا لتحمل المزيد من المسؤولية عن النفايات"، حسبما قالت وزيرة البيئة الألمانية سفينيا شولتسه، في تصريح لمجموعة فونكه الإعلامية، مضيفة: "حيث يمكن على سبيل المثال أن تشرك صناعة السجائر في تحمل تكاليف تنظيف الشواطئ والمنتزهات".
ص.ش/ح.ز (د ب أ)
ابتكارات حديثة للتخلص من الفضلات البلاستيكية
تستقر ملايين الأطنان من الفضلات البلاستيكية في قاع البحار والمحيطات. وتحتاج هذه الفضلات لمئات السنين لكي تتحلل، ما يعرض البيئة البحرية لخطر التلوث وتعرض الحياة البحرية والأسماك والحيوانات البحرية لخطر الموت.
صورة من: picture-alliance/dpa/M.Nelson
تُرمى ثمانية ملايين طن من الفضلات البلاستيكية على الأقل سنويا في محيطات وبحار العالم، حسب تقرير مؤسسة "إلين ماكارثر". وحذر تقرير المؤسسة من أن أعداد الفضلات البلاستيكية ستكون بعدد الأسماك بحلول عام 2050، ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لوقف ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/R.Olenick
الفضلات البلاستيكية تتفتت في الغالب إلى قطع صغيرة وتنتشر في مختلف أنحاء البحار، وهذا ما يجعل حيوانات البحار تلتهمها اعتقادا منها بأنها طعاما. وذكرت دراسة حديثة نشرتها جامعة أوبسالا السويدية أن الفضلات تسبب أمراضا للسمك بالإضافة إلى توقف نموها. ويعتقد أن بعض أنواع السمك بدأ يفضل تناول البلاستيك، وهذا ما يجعل البشر الذين يتناولون هذه الأسماك في خطر أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa/R.Olenick
ذكرت "منظمة الحفاظ على البحار" أن هنالك أكثر من 690 نوعا من الحيوانات التي تعيش قرب السواحل تأثرت كثيرا بالتلوث البلاستيكي. وقدمت بعض الشركات بدائل للمواد البلاستيكية الاستهلاكية، مثل حلقات علب المشروبات. وقدمت شركة من فلوريدا الأمريكية حلقات يمكن تناولها من قبل الحيوانات صنعت من القمح والحبوب وناتجة من بقايا عمليات التخمير. إنتاج هذه الحلقات سيبدأ في نهاية عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. McDonald
في حين قدمت شركات أخرى مواد تعبئة قابلة للتحلل كبديل عن الأكياس البلاستيكية التي تستعمل لمرة واحدة. وقال مكتشف الأكياس القابلة للتحلل، البولوني جيرزي فيسوكي، إنه يمكن حفظ أكياسه في الثلاجات ويمكن استعمالها في الأفران، ويمكن حتى تناولها دون ضرر، بالإضافة إلى أنها تتحلل أوتوماتيكيا بعد 30 يوما.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Reszko
الخيزران "بامبوس" الأسيوي يمتاز بأنه سريع النمو ويمكن أن يستعمل كبديل للبلاستيك في صناعة المواد الاستهلاكية. شركة صينية بدأت بتصنيع الكثير من مستلزمات الكمبيوتر، مثل الفأرة والآلة الطابعة، من الخيزران.
صورة من: picture-alliance/dpa/Z.Haibin
"مجرفة المحيط" تقوم بشفط الفضلات من البحار والمحيطات. وتعمل المنظمة الهولندية "تنظيف المحيطات" على تنظيف البحار والمحيطات عن طريق "مجرفة المحيط" التي تعمل بطريقة شبيهة بالسدود، إذ تمنع مرور الفضلات البلاستيكية وتسمح بمرور الأسماك والحيوانات البحرية. تأمل المنظمة في وضع أول سدودها في المحيط الهادئ بحلول عام 2020.
صورة من: picture-alliance/dpa/E.Zwart
يمكن إعادة تكرار بعض المواد البلاستيكية وصناعة مواد أخرى منها بدلا من رميها في الفضلات، مثل صنع أكاليل ورد منها أو ملابس أوحقائب. وتعمل شركة "إكو لايف" الإسبانية على تجميع الفضلات البلاستيكية من البحار من قبل 200 سفينة تعمل في البحر الأبيض المتوسط ومن ثم تصنيع ملابس ومواد استهلاكية منها.
صورة من: AFP/Getty Images/P. Armestre
تحتاج الفضلات البلاستيكية لمئات السنين لكي تتحلل في البحار. والحل الأفضل لمشكلتها هو تقليل إنتاجها واستهلاكها مع زيادة إمكانية تدويرها وإعادة استعمالها. وعرضت هذه السمكة العملاقة المصنوعة من القناني البلاستيكية في مؤتمر ريو في البرازيل للتنمية المستدامة الذي عقد سنة 2012، بغية تعريف العالم بمشكلة الفضلات البلاستيكية.