1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حمد عبود يسلط الضوء من خلال تجربته على معاناة اللاجئين

١٥ نوفمبر ٢٠١٧

حمد عبود، كاتب سوري لاجئ في النمسا، يشارك بمهرجان "Globale" للأدب في بريمن. ويتحدث عن دور المثقفين في عملية الأندماج. حيث يدعو لتناغم إنساني منفتح من خلال كتابه الذي يلتقي في منتصفه اللغتان العربية والألمانية.

Bremen globale - Festival für grenzüberschreitende Literatur
صورة من: globale/York Sander

شهد مهرجان "Globale" (بالعربي: العالمي) الأدبي بنسخته الحادية عشرة في مدينة بريمن مشاركة عربية كبيرة، حيث شارك سبعة كتّاب عرب من اليمن وسوريا والمغرب والجزائر في فعاليات المهرجان. وقد يكون لمسؤولة المهرجان  ومديرة مجلس مدينة بريمن للاندماج ليبوجة تشيرنه دورا كبيرا في إشراك الكتاب العرب، إذ تؤمن  تشيرنه أنه من خلال عملية التبادل الثقافي يمكن إتاحة مساحة تُمكن الجميع من العيش المشترك. بالإضافة إلى أن الهدف من هذا المهرجان هو إظهار جمالية التنوع الثقافي.إذ أن الأدب العربي غير معروف بشكل كاف في ألمانيا، كما ترى تشيرنه.

وكان الكاتب السوري حمد عبود من بين المشاركين من خلال كتابه "الموت يصنع كعكة عيد الميلاد" باللغتين العربية والألمانية. والذي تم ترشيحه إلى القائمة القصيرة للجائزة الدولية للأدب المترجم لعام 2017 في برلين. وخلال المهرجان، الذي استمر عشرة أيام، إلتقت DW عربية بالكاتب حمد الذي وصل لاجئا الى فيينا في أواخر عام 2014.

DW عربية: كيف يمكن لك أن تعرّف بنفسك من خلال تغريدة على موقع تويتر؟

حمد عبود: كاتب، أكتب عن معنى الموت ليفهم الآخرون معنى الحياة.

ماذا تضيف لك المشاركة في مهرجانات مثل "Globale"، بالاضافة إلى  مشاركتك الأدبية بقراءة مقتطفات من كتابك الأخير أمام جمهور جديد في بريمن؟

يسعدني جدا التواجد ضمن فعاليات هذا المهرجان الأدبي الثقافي، فالمشاركة في مهرجانات دولية تتيح لي الفرصة للتعرف على كُتّاب وشعراء آخرين وتبادل الآراء والأفكار عن النتاج الأدبي المتغير والمتأثر وفقا لتغيرات الظروف التي نعيشها. من خلال هذه الأُمسية تعرفت على عدد من الكتاب السوريين و العرب.

صرّحت مسبقا أنه تم ترحيلك من دبي إلى اسطنبول. كيف تنظر إلى الفرق بين تعامل الدول العربية و الأوربية مع المثقفين و خصوصا اللاجئين منهم؟

من الواضح انعدام الاهتمام بالثقافة من قبل حكومات الدول العربية في زمن الحرب. فلا أظن أنّ الساسة في الدولة العربية ستهتم بوجودي ككاتب على أراضيها. بالرغم من أنني كنت أتمنى أن أبقى في إحدى الدول العربية لاعتقادي  بسهولة استمراري  في الكتابة، ولكن الواقع كان مختلفا حتى دول الخليج التي دعمت الثورة السورية بالمال والسلاح لم تهتم بالكتاب السوريين، لأنهم ببساطة مشغولون بتحطيم الشعوب بدلا من دعمها وما يهمهم حاليا هو الجانب المادي فحسب. وفي خضم هذه الرحلة غير المستقرة التي مررتُ بها لم يخطر ببالي يوما أن أصل الى أوربا كلاجئ، ولم أتخيل أيضا أن أتمكن من الكتابة والنشر باللغة الألمانية.

أنت تعيش في النمسا وجاء ترشيحك للجائزة الدولية للأدب المترجم من برلين بالإضافة إلى الكثير من المشاركات في ألمانيا. هل تعتقد أن ألمانيا ستصبح المركز الجديد للثقافة العربية؟

ألمانيا هي مركز الدول الثلاث الناطقة باللغة الالمانية ناهيك عن أنها قلب أوربا الحيوي، فالسوق الثقافي في المانيا أقوى بكثير من النمسا أو سويسرا. وككُتاب سيكون هدفنا ومسرحنا هو ألمانيا بالتأكيد، فمنذ بدء أزمة اللجوء والهجرة توجه معظم المثقفين إلى برلين لأنهم على اطّلاع مسبق بالنشاط الكبير في مجال الثقافة والفن.

أما عن سبب ترحيب ألمانيا بالنشاط الثقافي العربي حاليا وإتاحة الكثير من الفرص للوافدين فيرجع باعتقادي إلى تعاطف الألمان وتفهمهم الناجم عن تجربتهم الخاصة مع التهجير والحرب المريرة التي اختبروها بأنفسهم خلال الحرب العالمية الثانية، كما أن تجربة التقسيم بين المانيا الشرقية والغربية ومن ثم سقوط جدار برلين، والمحاولات المجتمعية لتعايش المجتمعين وبناء مستقبلهم الموحد، كل ذلك ساهم بجزء كبير في ثقافة ألمانية تتقبل الآخر مستعدة لاستقبال ثقافات أخرى مثل اللاجئين السوريين.

ذكرتَ خلال الأمسية أن الكتابة يمكن أن تكون نوعا من انواع العلاج لتجربة اللجوء القاسية، متى اكتشفت ذلك؟

اكتشفتُ ذلك نتيجة الاحتكاك المباشر مع المتلقي من خلال الأمسيات الكثيرة، حيث رأيتُ استقبال المستمعين للنصوص وما تحتويه من تجارب بشكلها السردي والساخر من صميم الواقع، وكيف بدأ الجمهور بإظهار مشاعرهم المكبوتة وتحرير قدرتهم في التحدث عن تجاربهم القاسية ومطابقتها مع ما كتبته، فالنصوص التي تضمنها كتاب "الموت يصنع كعكة عيد الميلاد" هي نصوص علاجية تنجح في تحقيق هدفها عند القارئ عندما تبدأ هذه المشاعر القاسية بالتحرر.

الكاتب السوري حمد عبود خلال مشاركته في مهرجان Globale في مدينة بريمن.صورة من: globale/York Sander

لماذا صدر الكتاب باللغتين العربية والألمانية في نسخة واحدة؟ ما الهدف من ذلك؟

حاولتُ أن أستغل الكتاب على جميع الأصعدة ابتداء من الغلاف والعنوان وانتهاء بمحتوى النصوص والرسائل المقصودة منها، وجاءت الفكرة من تقديم الكتاب ليكون رمزاً لتلاقي اللغتين والحضارتين العربية والألمانية، وليس مصدرا فقط للقصص التي حاولت أن أرويها على لساني أو على لسان أي لاجئ مر بتجربة اللجوء أو الحرب أو الاضطرار للعيش في مجتمع لا يعرفه.

بساطة الفكرة كان لها الأثر الكبير في محاورة الجمهورين العربي والألماني حيث أستطعت أن أشدّ انتباههم إلى أن اللغتين بطبيعة طريقة كتابة كل منهما (من اليمين إلى اليسار في العربية وبالعكس في الألمانية) تلتقيان في المنتصف. فإن المجتمع الهارب من الحرب يستطيع أيضا أن يتقابل مع المجتمع المضيف في المنتصف في تناغم إنساني مُنفتح.

هل ستبقى تكتب عن مواضيع اللجوء وصعوبات الحياة في المهجر بالإضافة عن حرب في سوريا؟ أم أن هذه المواضيع قد تفقد جاذبيتها للقراء العرب والألمان مستقبلا؟

هذا ما أود أن أكتشفه أنا ايضا من خلال الكتب القادمة فأنا محكوم بالمنفى وبالتالي لن أنسى سوريتي أو لجوئي, وسأذكر دائما في نصوصي الحرب والمعاناة التي مررنا بها. وأنا على إدراك بأن الاكتفاء يمكن حدوثه دائما عندما يكون مضمون الأدب مكرراً بدون أي تجديد. ولكني  كاتب لاجئ _أو لاجئ كاتب لا أعلم أيهما أصح_ سأكتب دائما في اطار الحياة في المنفى والعيش في ثقافة اخرى. ولكن بالتأكيد يتوارد في خاطري هذا السؤال أحيانا، إذا ما كنت قادرا على تقديم شيء جديد لإثارة الفضول عند القارئ. هذا ما يمكن للقارئ ان يحدده من خلال الكتاب القادم.

الاندماج كان دائما مشكلة في المجتمعات الأوربية فهناك لاجئون ينعزلون في مجتمعات موازية داخل المجتمع الألماني. وأخرون ينفتحون على الثقافة الجديدة. هل لديك ما تقوله إلى اللاجئين وخصوصا أنه تم اختيارك سفيرا للجوء من قبل الحكومة النمساوية؟

من الصعب على أي انسان أن يحقق شيء بمفرده والجميع بحاجة للمساعدة في بداية الطريق، ناهيك عن البداية في بلد جديد ولغة جديدة، إلا أنني تمكنت بمساعدة  من بعض الأصدقاء في سويسرا من قراءة نصوص باللغة الانكليزية ما مهد لي الطريق لافتتاح مهرجان "توور دي لورينه" الثقافي في مدينة بيرن السويسرية ومن بعدها بدأ مجهودي الشخصي في البحث عن فرص أخرى.

أعتقد أن المهم في هذه المرحلة هو عدم الانعزال لذلك لم أرفض أي لقاء أو فرصة اُتيحت لي للتواصل مع المجتمع الذي أعيش فيه ولربما أن التطوع كمترجم كان من ضمن الأسباب الذي فتح أبوابا كثيرة في النمسا.

أستطيع القول أن انعزال اللاجئ عن المجتمع الجديد هو قرار بالموت أو الانتحار وأنا لم أرد الانتحار. لذلك لم أعزل نفسي عن المجتمع النمساوي رغم صعوبة ذلك في بداية الأمر، فعدم الانعزال والانفتاح على المجتمع الجديد هو ما ساهم في رسم بداية مشواري الأدبي.

أجواء من الأمسية الشعرية للكاتب السوري حمد عبود في مدينة بريمن.صورة من: DW/A. Alkhaled

ما هو دورك ككاتب في المهجر؟ وهل تبحث عن الاختلافات او التشابهات بين المجتمعين الشرقي والغربي؟

أنا ملتزم ببناء بعض الجسور بين اللاجئين والألمان من خلال سرد أدبي عن خلفية اللاجئين وتسليط الضوء على تجاربنا ليعلم من حولنا كيف نعيش ونتأقلم وكيف نقاوم ونستمر. وهنا يأتي سرد هذه التفاصيل بشكل يساعد على تكوين صورة واضحة على الأقل. الصورة التي تفرض وتستوجب في النهاية الاحترام وتقبّل الآخر.

هل يمكنك أن تتخيل العودة إلى سوريا ومواصلة الكتابة في المستقبل؟

هذا السؤال يُطرح مئة مرة بداخلي و لكني سأعود لسوريا عندما أشعر أولا بأن العودة ممكنة و بأنني أستطيع أن أقدم شيئا لبلدي بإعادة بنائها ثقافيا او انسانيا بعد انتهاء الحرب.

هل من أعمال جديدة انت بصدد التحضير لها ؟

أنا بصدد تحضير مجموعة من النصوص التي تناقش الحياة في بلاد اللجوء ولكني أحاول أن أعطي القارئ الأوروبي دورا في النص كوني الآن أعيش معه ونتأثر ببعضنا، أود بذلك أن يجد كل من القارئين العربي والغربي نفسيهما في النص بدلا من تحديد النص بتجارب أحادية الجانب منعزلة عن الآخر.

أجرى الحوار: ادونيس الخالد

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW