1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
نزاعاتسوريا

حملات أخبار كاذبة عن سوريا .. هل تدفعها مجددا للحرب الأهلية؟

٨ يناير ٢٠٢٥

فاضت وسائل التواصل الاجتماعي بطوفان من المعلومات الكاذبة أو المضللة بعد سقوط نظام بشار الأسد. ويقول خبراء إن جهات فاعلة، محلية وخارجية، تستغل الانقسامات القائمة لتحقيق أهدافها الخاصة.

شجرة عيد ميلاد بألوان العلم السوري الجديد في مدينة حلب
شجرة عيد ميلاد بألوان العلم السوري الجديد في مدينة حلبصورة من: Khalil Hamra/AP Photo/picture alliance

منذ سقوط نظام الدكتاتور بشار الأسد تحولت المعلومات الخاطئة والمضللة حول سوريا من سخيفة إلى مخيفة، وهناك المزيد منها أكثر من أي وقت مضى، مثل الحديث عن أشجار عيد ميلاد دمرتها الحكومة الانتقالية السورية ونساء سوريات تم بيعهن كإماء من قبل "قاطعي الرؤوس" الإرهابيين وأن أحد زعماء المعارضة السورية المسلحة أصله يهودي.

ويؤكد زهير الشمالي، الباحث ومدير الاتصالات في منظمة التحقق من المعلومات الخاصة بسوريا Verify-Sy، أن "التضليل الإعلامي زاد بشكل ملحوظ منذ سقوط نظام الأسد. لقد خلفت سنوات الثورة ثم الحرب الأهلية مظالم راسخة، والآن تستغل جهات مختلفة، محلية وخارجية، التضليل الإعلامي لتعزيز مواقفها، ونزع الشرعية عن المنافسين، وتعزيز أجنداتها الخاصة".

واليوم يساور العديد من السوريين القلق بشأن شكل وطريقة الحكم الجديد بقيادة "هيئة تحرير الشام"، وما إذا كانوا سيحاولون الانتقام أو محاولة فرض رؤيتهم للإسلام على أتباع الطوائف والمذاهب الأخرى والأقليات في البلاد. وتبرز هنا على وجه الخصوص الطائفة العلوية التي ينتمي لها الرئيس الفار بشار الأسد؛ إذ عبر العديد من أبنائها عن مخاوفهم من أن ينتقم منهم معارضو الأسد.

حتى الآن على الأقل، وفي ظل انفلات أمني نسبي، يبدو أن هناك حالات قليلة تم التحقق من حدوثها وقع فيها انتقام أو اضطهاد ديني على يد أتباع الإدارة الجديدة في سوريا.

والواقع أن هذا العدد ضئيل مقارنة بحالات الإساءة المزعومة وغير المؤكدة المنتشرة على الإنترنت، والتي كانت غالبيتها مضللة أو مزيفة، حسب منظمات التحقق من الحقائق. على سبيل المثال، كما ذكرت مجموعة التحقق "مسبار"، لم تتم إزالة أشجار عيد الميلاد من قبل الحكومة السورية الجديدة ولكن من قبل السلطات في مدينة كربلاء العراقية في عام 2023. ووجدت المجموعة أن المنشورات حول أسواق بيع الإماء في سوريا جاءت في سياق مشروع لفنان كردي في العام 2013.

 

العلويون في سوريا ما بعد الأسد...ما مستقبلهم؟

31:05

This browser does not support the video element.

من يقف وراء حملات التضليل والأخبار الزائفة؟

من المرجح أن يكون مصدر المنشورات الكاذبة بشكل كلي أو جزئي مجموعة متنوعة من المصادر. فهناك العديد من الأطراف والقوى التي لها مصالح متباينة ومتناقضة في سوريا. وقد تعمد تلك المصالح المتداخلة والجهات الفاعلة إلى تضخيم الأخبار المزيفة.

أولاً، من المرجح أن ينشر سوريون منشورات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي إما عن طريق الخطأ لأنهم يعتقدون أنها صحيحة وليس لديهم أدوات للتحقق منها، أو بسبب أجنداتهم أو مخاوفهم الشخصية.

وأوضح زهير الشمالي من Verify-Sy أن نظام الأسد فرض ما يشبه "القبة الحديدية" للمعلومات، ويوضح: "سيطر النظام على المشهد الإعلامي في سوريا وغذّى السوريين بالدعاية والأخبار الكاذبة عن المعارضة منذ اليوم الأول للاحتجاجات في عام 2011". وأردف زهير الشمالي أن سقوط نظام الأسد أدى إلى فراغ معلوماتي بالنسبة لأولئك الذين كانوا يعتمدون المنافذ الإعلامية التي يسيطر عليها الأسد كمصدر موثوق للأخبار.

بالإضافة إلى ذلك، وكما كتبت رنا علي أديب، الباحثة في جامعة كونكورديا الكندية التي تبحث في كيفية تشكيل العاطفة شكل وطريقة تلقي الأخبار الكاذبة، في مقال رأي الشهر الماضي، لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين والخوف في سوريا. وأشارت إلى أن "العدوى العاطفية للأخبار الكاذبة خطيرة بشكل خاص في الأوقات الهشة مثل التي تمر بها سوريا".

وقال زهير الشمالي لـ DW إن كل هذا يجعل الناس العاديين "أكثر عرضة للتضليل والخداع، وهو أمر يعرفه أنصار الأسد وإيران وروسيا ويستغلونه".

حاولت حملات التضليل الروسية تشويه صورة منظمة الخوذ البيضاء بعد نشرهم صوراً للأضرار التي أحدثتها الطائرات الحربية الروسية والسورية.صورة من: OMAR HAJ KADOUR/AFP

أيادي حلفاء النظام السابق من روس وإيرانيين

على مدار 13 عاماً من الحرب الأهلية في سوريا، أخذت الكثير من الدول مواقف إما لصالح نظام الأسد أو ضده. ولدى الباحثين معلومات تفيد بأن أقوى حلفاء الأسد، روسيا وإيران، دعموا أو أداروا حملات تضليل تستهدف المعارضة السورية. والآن، يشيرون إلى أن هذه الجهات تلعب أدواراً مشابهة من جديد.

وفي إحاطة قدمها في منتصف ديسمبر/ كانون الأول، كتب ماركوس سيباريس خيمينيز-بلانكو، وهو زميل في "صندوق مارشال الألماني": "لقد عملت أجهزة التلاعب بالمعلومات الروسية والإيرانية بكامل طاقتها. [إنهم] يسعون إلى تشكيل الرواية المتعلقة بالتطورات في سوريا للتعويض عن هزائمهم العسكرية والاستراتيجية والجيوسياسية".

وكان الشمالي قد أشار في وقت سابق إلى عدد من صفحات الفيسبوك الزائفة التي أطلقت في ديسمبر/ كانون الأول بأسماء تشبه المجموعات التي تراقب حقوق الإنسان، تركز في الغالب على المجتمع العلوي. وأوضح أن هذه الصفحات المزيفة، من خلال نشر معلومات مضللة واستخدام حسابات آلية مزيفة أو ما تعرف بـ "روبوتات الإنترنت" تعمل على تضخيم المعلومات المضللة وإخافة العلويين، ثم تدعوهم إلى المقاومة المسلحة.

إعادة فتح الحانات في دمشق رغم سيطرة الإسلاميين

02:34

This browser does not support the video element.

"جهادستان"

إن ما يجعل الطوفان الحالي من المعلومات المضللة حول سوريا أكثر إثارة للقلق هو التقارب بين أجندات وآراء مختلفة.

وينظر مناصرو الإدارة الذاتية في شمال وشمال شرق سوريا والتي يشكل الأكراد عمودها الفقري إلى "هيئة تحرير الشام" بشك وخوف. وينطبق نفس الشيء على الداعيين إلى العلمانية وعلى الأقليات.

وفي الوقت نفسه، تعمل القوى اليمينية المعادية للإسلام والمناهضون للهجرة في الولايات المتحدة وأوروبا على تضخيم المنشورات التي تصف بشكل فظ "هيئة تحرير الشام" بأنها "قاطعو الرؤوس" وسوريا على أنها "جهادستان".

وفي الوقت نفسه، يتكهن منظرو المؤامرة خارج سوريا (بشكل غير صحيح) بأن "هيئة تحرير الشام" ليست سوى دمية في يد الولايات المتحدة أو الحكومة الإسرائيلية.

هناك بعض الحالات الشاذة ــ على سبيل المثال، القوميون الأتراك، الذين يحرضون ضد الأكراد السوريين. ولكن أغلب التقارير المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي تميل إلى الانحياز ضد المتمردين السوريين، الذين يقودون الحكومة الانتقالية حالياً.

مقاتلون من "هيئة تحرير الشام" في الجامع الأموي في قلب دمشقصورة من: Ugur Yildirim/DIA Images/ABACA/picture alliance

زعزعة السلم الأهلي

التضليل الإعلامي كان له تأثير بالفعل داخل سوريا، على سبيل المثال، تسبب مقطع فيديو يظهر عملاً انتقامياً واضحاً، وهو تدنيس مزار علوي، في احتجاج الآلاف من الناس في الشوارع في المناطق ذات الأغلبية العلوية. وفي وقت لاحق، اكتشف مدققو الحقائق أن الفيديو كان مضللاً.

ويؤكد زهير الشمالي، الباحث ومدير الاتصالات في منظمة التحقق من المعلومات الخاصة بسوريا Verify-Sy، أن التضليل الإعلامي يمكن أن يؤثر أيضاً على كيفية رؤية المجتمع الدولي لسوريا الجديدة ودعمه لها: "يمكن للتضليل أن يشكل تصورات خارجية لسوريا كدولة غير قادرة على تحقيق الاستقرار بعد الأسد".

"هذه لحظة هشة بالنسبة لسوريا"، كما تحاجج رنا علي أديب، الباحثة في جامعة كونكورديا الكندية. وتضيف "المخاطر عالية بشكل غير عادي. ومع تطور الوضع في سوريا، تحمل كل معلومة إمكانية تشكيل الآراء والتأثير على القرارات وإثارة الأفعال".

أعده للعربية: خالد سلامة

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW