تقوم الشرطة الألمانية بحملة مطاردة واسعة حاليا لتوقيف منفذ الاعتداء الدامي بشاحنة على سوق عيد الميلاد في برلين. فيما حًمل اليمين الشعبوي المتطرف سياسة اللجوء للمستشارة ميركل مسؤولية الحادث.
إعلان
اضطر المحققون الألمان إلى الإفراج عن المشتبه به الوحيد الذي أوقفوه في حادث الاعتداء الدامي على سوق لعيد الميلاد في برلين، وهو طالب لجوء باكستاني، بسبب عدم وجود أدلة، بينما لا يزال منفذ الاعتداء فارا كما يبدو بعد أكثر من 24 ساعة على المأساة.
ولم تتحدث الشرطة عن أي فرضية جديدة. والباكستاني البالغ من العمر 23 عاما وصل إلى ألمانيا عام 2015 وكان معروفا لدى الشرطة بسبب أعمال إجرامية وأوقف سريعا بعد الهجوم. لكن الشرطة ونيابة مكافحة الإرهاب أقرتا بأن المهاجم الفعلي لا يزال فارا بدون شك. وقال قائد شرطة برلين كلاوس "لدينا على الأرجح مجرم خطير لا يزال فارا، وبالتأكيد هذا يثير قلق السكان". ويشير الإفراج عن المشتبه بهم أيضا إلى أن "شخصا أو أكثر" مسؤولون عن الاعتداء وهم "فارون ومعهم سلاح" وهو بدون شك الذي استخدم لقتل السائق البولندي الذي عثر عليه ميتا في الشاحنة التي سرقت منه.
وغضون ذلك أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" تبنيه الاعتداء. ونقلت وسيلة دعاية التنظيم "أعماق" أن "منفذ عملية الدهس في مدينة برلين الألمانية" هو من عناصر التنظيم المتطرف. بيد أن النيابة الألمانية المتخصصة في قضايا الإرهاب قالت إن السلطات لم تتأكد من صحة التبني لكن "الهدف المختار وطريقة التنفيذ توحي" بهجوم إسلاموي. لكن الارتباك لا يزال سيد الموقف وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في برلين.
ونقلت صحيفة "باساور نيوى برسه" اليوم الأربعاء (21 ديسمبر/ كانون الأول 2016) عن كلاوس بويلون، رئيس مجموعة وزراء داخلية الولايات الألمانية الاتحادية الستة عشرة، قوله إن هناك حاجة لإجراءات أمنية أكثر صرامة. وقال بويلون للصحيفة "نريد زيادة تواجد الشرطة وتعزيز حماية
أسواق عيد الميلاد. سنقوم بدوريات أكثر. الضباط سيحملون بنادق آلية. ونريد تصعيب الدخول للأسواق عن طريق صف المركبات حولها."
في صور: سلسلة حوادث أحزنت الألمان في عام 2016
شهد عام 2016 عددا من الهجمات التي وقعت في ألمانيا من بينها هجمات صنفت بإرهابية. جولة مصورة نتعرف فيها على أهم الأحداث التي بثت الحزن والخوف في عدة مدن ألمانية في عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
في حوالي الساعة الثامنة من مساء الإثنين (19 ديسمبر/ كانون الأول) دهست شاحنة ضخمة تحمل لوحات معدنية بولندية عشرات الأشخاص، كانوا متواجدين في سوق لعيد الميلاد قرب كنيسة الذكرى في قلب العاصمة الألمانية برلين.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
وقتل في الحال 12 أشخاص وجرح 48 شخصا آخر. ورفض وزير الداخلية الألماني توصيف الحادث بالهجوم الإرهابي على "الرغم من وجود ما يشير إلى هذا الاتجاه". وقال دي ميزير "نريد أن نكون حذرين جدا جدا ونعمل وفقا لنتائج التحقيق وليس وفقا للتكهنات".
صورة من: REUTERS/P. Kopczynski
الجمعة 16 كانون أول/ ديسمبر أكدت السلطات الألمانية أن صبيا يبلغ من العمر 12 عاما حاول الشهر الماضي تنفيذ هجوم بقنبلة مسامير على أحد أسواق عيد الميلاد (الكريسماس) في مدينة لودفيغسهافن بولاية راينلاند-بفالتس وذكر رئيس الادعاء العام في مدينة فرانكنتال الألمانية، هوبرت شتروبر، أن الصبي ولد ويعيش في مدينة لودفيغسهافن، كما أنه حامل للجنسيتين الألمانية والعراقية.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Anspach
رجال ونساء وأطفال أجانب في مدينة فرايبورغ في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول يوقدون الشموع ويحملون حروف اسم الطالبة الألمانية "ماريا" (19 عاما) التي عثر على جثتها في نهر في فرايبورغ. وقد تعرضت ماريا للاغتصاب ثم للقتل في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول. وتم إلقاء القبض على مشتبه به أفغاني لاجئ عمره 17 عاما.
صورة من: DW/M. Saifullah
الأربعاء 19 أكتوبر/ تشرين الأول، فتح عضو في حركة "مواطنو الرايخ" (49 عاما) النار على الشرطة في ولاية بافاريا بجنوب ألمانيا ما أسفر عن إصابة أربعة رجال شرطة قبل اعتقاله. وتلك الحركة هي جماعة يمينية تعتقد بأن الرايخ الألماني إبان الحرب العالمية الثانية ما زال قائما.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
25 يوليو/ تموز، في هذا المكان بالقرب من مهرجان للموسيقى في مدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه، ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصا بجروح ثلاثة منهم في حالة خطرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sdmg/Friebe
وشهدت ألمانيا الأحد (24 تموز/ يوليو) جريمة أخرى اهتزت لها مدينة رويتلينغن، بولاية بادن فورتمبورغ بجنوب غرب البلاد. حيث أعلنت الشرطة الألمانية أن طالب لجوء سوري (21 عاما) قتل امرأة وأصاب شخصين بساطور في وسط مدينة رويتلينغن قبل أن يتم اعتقاله. وقالت الشرطة في بيان إن السوري "كان على خلاف" مع المرأة فقتلها "بساطور" قبل أن يجرح امرأة ثانية ورجلا.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Schmidt
23 يوليو/ تموز، بحر من الورود أمام مركز أوليمبيا التجاري في ميونيخ، حيث قام شاب ألماني من أصل إيراني عمره 18 عاما باطلاق النار بشكل عشوائي الجمعة (22 يوليو/ تموز) فقتل تسعة أشخاص وإصاب 27 شخصا آخر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
يوم الإثنين 16 يوليو/ تموز نفذ طالب لجوء في الـ 17 من عمره، قدم فاراً من أفغانستان، هجوما بالبلطة على ركاب أحد القطارات بالقرب من مدينة فورتسبورغ بولاية بافاريا. وتسبب الهجوم في إصابة خمسة أشخاص بجروح بالغة. وقد نشر "داعش" فيديو يظهر فيه الفتى وهو يهدد ويتوعد فيه الألمان بالقتل والانتقام.
صورة من: picture-alliance/dpa/Amak
16 أبريل/ نيسان، رجل شرطة يقف أمام معبد لطائفة السيخ في مدينة إسن بولاية شمال الراين فيستفاليا. فقد تعرض المعبد في ذلك اليوم لإنفجار بعبوة ناسفة أدى في الحال إلى إصابة ثلاثة أشخاص أحدهم في حالة خطيرة. وبعد أسبوع تم تصنيف منفذيه على أنهم شباب من "السلفيين" في منطقة الرور الصناعية.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Kusch
26 شباط/ فبراير، قامت فتاة ألمانية مغربية على علاقة بتنظيم "داعش" بطعن شرطي في العنق في محطة القطارات الرئيسية في هانوفر. وقد تمكن شرطي آخر من السيطرة عليها. وتحاكم الفتاة (16 عاما) بتهم محاولة القتل والضرب والإيذاء الجسدي ودعم منظمة إرهابية أجنبية. ويمكن ان يحكم عليها بالسجن عشر سنوات إذا أدينت بهذه التهم.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
11 صورة1 | 11
بالموازاة مع ذلك يتزايد الضغط السياسي على المستشارة ميركل وعلى سياستها المنفتحة في مجال الهجرة. وكتب ماركوس بريتسل، أحد المسؤولين في حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي على تويتر "إنهم ضحايا ميركل"، في حين رأت القيادية في الحزب فراوكي بيتري أن "ألمانيا لم تعد آمنة" بمواجهة "إرهاب الإسلام المتطرف". ونددت بقرار المستشارة فتح أبواب ألمانيا عام 2015 لنحو 900 ألف لاجئ ومهاجر فروا من الحرب والفقر من دول تشهد نزاعات. كما وصل قرابة 300 ألف آخرين عام 2016.
وندد وزير الداخلية الألماني توماس دي مزيير بهذه الاتهامات باعتبارها "شنيعة" كما ورد على موقع صحيفة "بيلد" الشعبية. ويذكر أن ألمانيا ظلت حتى الآن بمنأى من اعتداءات "جهادية" ضخمة، لكنها شهدت مؤخرا عدة اعتداءات متفرقة نفذها أشخاص بخلفيات إسلامية. وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" في تموز/ يوليو اعتداءين منفصلين نفذهما سوري في الـ27 من العمر وطالب لجوء في الـ17 يرجح أنه أفغاني، أحدهما بواسطة قنبلة والآخر بالسلاح الأبيض، وأوقعا عدة جرحى.