1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حوار الثقافات والأديان بين حسن النية وضرورة تحسين الفاعلية

لؤي المدهون ـ فرانكفورت ٦ فبراير ٢٠٠٦

شكل استضافة معرض القاهرة الدولي للكتاب ألمانيا كضيف شرف لعام 2006 فرصة لمواصلة تعميق الحوار بين الشرق والغرب. لكن تداعيات أزمة الكاريكاتور تنذر بتصعيد جديد في العلاقة بينهما وتؤكد على أن تحسين آليات الحوار ضرورة ماسة.

الحوار ضرورة معرفية وليس مجرد هدف بحد ذاتهصورة من: AP

شكلت استضافة العالم العربي كضيف شرف في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب إنطلاقة جديدة في الطريق الطويل لتفعيل الحوار الثقافي بين العالم العربي من جهة وألمانيا من جهة أخرى. وفي تقليد جديد، ومن أجل مواصلة ما بدء في فرانكفورت، حلت ألمانيا ضيف شرف على مهرجان القاهرة للكتاب 2006 حيث قدمت برنامجاً ثقافياً شمل قراءات أدبية وندوات وعروض موسيقية وسينمائية، إضافة إلى إقامة العديد من المعارض التشكيلية والفنية على هامش المعرض، ناهيك عن حضور شخصيات أدبية وفكرية وأكاديمية ألمانية مهمة شاركت في ندوات مفتوحة متنوعة. وعلى الرغم من أن المعرض واجه منافسة من نوع آخر وهي المنافسة على اجتذاب الجمهور، إذ تقام في القاهرة في الفترة نفسها مباريات بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها القاهرة في 20 كانون الثاني/يناير، الأمر الذي دفع إدارة المعرض مع اللجنة المنظمة للبطولة على وقف فعالياته لمدة ثلاثة أيام، إلا أن عدد زائريه لم يتأثر حيث بلغ عددهم ما يقرب من مليون و‏750‏ألف زائر بزيادة ربع مليون عن العام الماضي‏.‏

لا بديل عن حوار الثقافات

لا ينبغي لنا ترك أطروحة هتنغتن تهيمن على العلاقات بين الثقافاتصورة من: dpa

تباينت الآراء بين مؤيد ومعارض فيما يتعلق بتقييم المشاركة العربية في معرض فرنكفورت للكتاب 2004 وهو ما يسري على نظيرتها الألمانية في معرض القاهرة هذا العام. فعلى الرغم من أن مقومات النجاح المادية غير متوفرة في مصر، علاوة على العيوب التنظيمية وضعف البينة التحتية الضرورية لإنجاح مثل هذه التظاهرات الدولية، إلى أنه لا يمكن إعتبار استضافة ألمانيا مجرد "برستيج" يهدف إلى تلميع الصورة العامة لبلد الفراعنة.

كما أن المشاركة الألمانية لم تكن جزءاً من خطة للتبشير الثقافي في العالم العربي بدعوى الحوار بين الثقافات والحضارات، كما تروج بعض الأصوات المؤيدة للانعزال الثقافي والرافضة للحوار مع الآخر، بل كانت جزءاً حيوياً من السياسية الثقافية الألمانية التي تعد أحد المحاور الرئيسية للسياسة الخارجية الألمانية تجاه العالم العربي.

حوار من دون دين وسياسة!!

إقبال متزايد على الكتب في القاهرةصورة من: DW

ومن أجل الإطلاع على رؤية المشاركين في فعاليات المعرض لمفهوم الحوار الثقافي في معرض هذا العام من الجانبين الألماني والعربي، كان لموقعنا أكثر من لقاء مع وجوه الثقافة الألمانية والعربية‏.‏ فرغم ان الجميع اتفقوا علي أهمية الحوار وغياب بديل عقلاني وواقعي له، إلا أنهم أجمعوا علي صعوبته‏ تنظيم آليات فاعلة له.‏ وعندما تحدثنا عن الخطوات العملية لتفعيل هذا الحوار طالب البعض باستبعاد الدين والسياسة باعتبارهما نقاط حساسة وشائكة.

ومن جانبها أشارت رئيسة معهد غوته يوتا ليمباخ في معرض إجابتها عن سؤالنا حول ماهية الأرضية التي ينبغي أن يقوم عليها الحوار البناء بين الثقافات، إلى أن "الثقافة والفن هما الطريق الوحيد للتقارب بين الحضارات والثقافات المختلفة"، مشددة على أن "قيم التنوير هي قيم تمثل مكاسب حضارية للإنسانية جمعاء". أما رئيس معهد غوته في القاهرة يوهانيس إيبرت فأشار خلال شرحه لرؤيته الخاصة التي تبلورت خلال سنوات عمله في هذا المجال، إلى ضرورة الحوار وصعوبته على أرض الواقع وأضاف قائلاً: " لا ينبغي أن نقف عند حدود المناقشة أو طرح الأفكار رغم أهمية هذا في المرحلة الراهنة‏."

وخير جليس في الزمان كتابصورة من: AP

كما أن استضافة ألمانيا كضيف شرف في معرض الكتاب "لا تعتبر إلا مجرد حجر في لوحة موزايكو كبيرة لابد من أن نستكملها من خلال الاستفادة من الأفكار التي طرحها في المعرض وتفعيل الحوار من خلال كل وسائل الاتصال الحديثة‏.‏" وحول دور الدين في آلية الحوار الثقافي قال إيبرت "عندما نهتم بالمجتمع لا يمكن أن نغفل الدين، لأنه جزء حيوي في حياة البشر في مصر.......ورغم أن الحوار الديني قد ينتهي بعدم رضا البعض إلا أن الحوار الثقافي يحتمل هذا حيث انه يسعي مبدئياً إلى فهم الآخر وقبوله رغم تواجد اختلافات متبادلة". أما أستاذة الدارسات الإسلامية في جامعة برلين الحرة غودرون كريمر فكانت غير متفائلة فيما يخص صورة الإسلام حيث ترى أن "تأثير الدراسات الألمانية المتعلقة بالإسلام على وسائل الإعلام محدود جدا". وتضيف قائلة إن دور الباحثين في مجال علوم الإسلام هو "التوضيح وليس تعميم الأحكام المسبقة، فالشرقيين ليسوا أيقونات إنجيلية."

لذلك وجهت نداءا حاراً إلى كل العاملين في هذا الحقل "من أجل تقبل الآخر كما هو، دون أن نجعل منه غريبا دون سبب. وهذا ينطبق أيضا على المسلمين الذين ينبغي عليهم أن يتعلموا قبول الآخر الذي يهتم بالإسلام دون أن يود أن يصبح مسلما". كما أشارت كريمر إلى أن الحوار بحاجة إلى "شريكيين فعاليين" ليملك مقومات النجاح الحقيقي.

ضرورة تجنب فخ النمطية

يوتا ليمباخ، رئيسة معاهد غوتهصورة من: dpa - Report

المحزن والملفت للنظر في هذا السياق يتمثل في حقيقية أن السياسة الألمانية أظهرت حماسة وجدية في محاولاتها الهادفة إلى تفعيل الحوار الأوروبي ـ العربي أكثر من غالبية الدول العربية. كما أن ظاهرة "تسييس" الحضور الثقافي العربي بصورة عامة تلقي بظلالها على الصورة العامة التي تنشرها وسائل الإعلام عن العرب، فعلى الرغم من وجود بؤر ساخنة في الشرق الأوسط مثل العراق وفلسطين، إلا أن هذا لا يعني وجود أرضية واقعية وعقلانية لاختزاله ورؤيته من المنظور السياسي فقط. وفي هذا الإطار أيضاً يأتي العجز في الجانب التنظيمي ليساهم في تكريس الإخفاق في توظيف هذا الفرصة الذهبية من أجل نقل صورة عن العالم العربي تتميز بالطابع التفريقي وتبتعد عن فخ النمطية المعتاد.

لؤي المدهون ـ فرانكفورت

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW