1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"حوار اليمن لن ينجح إذا تم تجاهل نبض الشارع"

يوسف بوفيجلين١٨ مارس ٢٠١٣

أنطلق في صنعاء مؤتمر حوار وطني يسعى لتفكيك أزمات اليمن عن طريق دراسة قضايا عدة من بينها قضيتي الجنوب وصعدة إلى جانب المصالحة الوطنية وتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد للبلاد، لكن ما هي فرص نجاح هذا الحوار؟ وماذا لو فشل؟

A supporter of the separatist Southern Movement gestures during clashes with security forces in the southern Yemeni port city of Aden February 21, 2013, ahead of planned rallies to mark the first anniversary of ex-president Ali Abdullah Saleh's ouster. Yemen has struggled to restore normality since President Abd-Rabbu Mansour Hadi was elected in February 2012 following a year of protests that forced his predecessor Saleh to step down after 33 years in power. REUTERS/Khaled Abdullah (YEMEN - Tags: POLITICS CIVIL UNREST ANNIVERSARY)
صورة من: Reuters

بينما انطلق الحوار الوطني اليمني الهادف إلى وضع دستور جديد للبلاد، وحل الأزمات الكبرى التي يتخبط فيها اليمن، نزل الآلاف إلى الشارع في عدن وفي مدن جنوبية أخرى رافعين شعار "لا للحوار، نعم للاستقلال"، ما أدى إلى مقتل متظاهر في مدينة تريم بمحافظة حضرموت. وقد تكون قضية الجنوب من بين أكبر التحديات أمام المجتمعين في صنعاء وهو الأمر الذي قد يتسبب إما في نجاح أو فشل هذا الحوار، خاصة في ظل مقاطعة التيار المتشدد في الحراك الجنوبي بزعامة نائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى علي سالم البيض، لمؤتمر الحوار.

كذلك قاطعت بعض المكونات الشبابية وأيضا الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان الحوار، قائلة إنها لن تشارك احتجاجا على تهميش الشباب الذين قادوا الحركة الاحتجاجية في اليمن ومشاركة جهات متورطة في قمعهم الدامي على حد قولها.

ويناقش المؤتمر من خلال جلساته العامة تسع قضايا تشمل "القضية الجنوبية" ومطالب فك ارتباط الجنوب عن الشمال، إضافة قضية التمرد الحوثي الشيعي في محافظة صعدة بشمال الشمال، والقضايا ذات البعد الوطني ومنها قضية النازحين واسترداد الأموال والأراضي المنهوبة، فضلا عن قضية المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وبناء الدولة والحكم الرشيد وأسس بناء الجيش والأمن ودورهما المستقبلي. ومن ضمن القضايا الرئيسية التي تشكل المرحلة الثانية من التحول السياسي في البلاد بعد تنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح، سوف يتمخض عن المؤتمر لجنة لصياغة دستور جديد للبلاد والإعداد للانتخابات البرلمانية بعد انتهاء المرحلة الانتقالية في عام 2014.

الجنوب هو المفتاح

بالرغم من مشاركة معظم التيارات والأحزاب في الحوار الوطني، إلا أن بعض المراقبين يشككون في نجاح الأطراف المتحاورة والمتباينة بطبيعة الحال في التوصل رؤى موحدة لمستقبل البلاد. الصحفي والكاتب اليمني نشوان العثماني يصف، في مقابلة مع DW عربية هذا الحوار بأنه "خطوة جديدة بين الفرقاء اليمنيين ويقدم فرصة أخيرة لهم لحل عدد من القضايا العالقة من بينها قضية الجنوب"، غير أنه يستدرك بالقول "لكن في المحصلة فإن الحوار تعتريه الكثير من النواقص، إذ أن عدم الاستماع لنبض الشارع سيكون عائقا أمام نجاح الحوار"، في إشارة منه إلى المظاهرات التي تطالب بحل قضية الجنوب على قاعدة فك الارتباط.

اليمن يطلق حوارا وطنيا مفصليا لمستقبله ويواجه عقبة الجنوبصورة من: Reuters

وقد أكد الرئيس التوافقي لليمن عبدربه منصور هادي أثناء افتتاح مؤتمر الحوار أن "المفتاح الأساسي لمعالجة كافة القضايا هي القضية الجنوبية داعيا إلى "التوافق على رؤية عقلانية حول القضية " ومحذرا من "العودة إلى النفق المظلم" إذا ما فشل الحوار الذي قال إنه يشكل "لحظة فارقة تتطلب منا إرادة قوية (...) ولن يكون اليمن بعدها كما كان قبلها".

لكن يبدو أن الحراك في الجنوب لم يكترث كثيرا بما قاله هادي، إذ أكد الأستاذ في جامعة عدن، الدكتور حسين العاقل، في حوار مع DW عربية: "إن هذا الحوار لا معنى له، كونه مغالطة لتغطية الوقائع على الأرض" مشيرا في الوقت ذاته إلى "النضال السلمي الذي انتهجه الجنوبيون خلال السنوات الخمس الماضية لاستعادة الاستقلال، وهو نضال لم يغير من الواقع أي شي"، على حد تعبيره. وتقاطع الحوار معظم فصائل الحراك الجنوبي لاسيما تيار الزعيم الجنوبي حسن باعوم وتيار نائب الرئيس السابق علي سالم البيض.

الدور الخارجي هو المنقذ؟

لكن يبقى السؤال الذي يجب على كل الأطراف اليمنية أن تطرحه الآن هو: ماذا لو فشل الحوار اليمني؟ من المؤكد أن أي نتيجة سيخرج بها المتحاورون ستؤدي إلى إعادة تقسيم الأدوار بين الأطراف المتجاذبه داخل هذا البلد، والحديث عن الأدوار يقودنا حتما إلى الحديث عن المصالح والمكاسب التي سيجنيها كل طرف، ويرى الكاتب اليمني نشوان العثماني أن فشل الحوار يعني أننا أمام "مشاريع طائفية، ومناطقية وقبليه ودينيه وعسكرية وهو الأمر الذي لن يسمح به المجتمع الدولي طالما أن اليمن يقع في أهم الممرات البحرية الدولية".

ويشير العثماني إلى الدور الدولي والإقليمي في تحديد مسار الحوار الوطني اليمني بالقول: "استطيع التأكيد أن التأثير الخارجي هو أقوى، وهنا أشير إلى التأثير الأمريكي والأوروبي والخليجي السعودي"، فإنجاح هذا الحوار يعني نجاح المبادرة الخليجية ومن ثمة نجاح جهود الأمم المتحدة الساهرة على تطبيق المبادرة.

وينعقد الحوار برئاسة الرئيس هادي وبرعاية الأمم المتحدة الممثلة بمبعوثها الخاص جمال بنعمر، ومجلس التعاون الخليجي، وتمت الدعوة إلى الحوار بموجب اتفاق انتقال السلطة "المبادرة الخليجية" الذي أسفر عن تخلي الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن السلطة في تشرين الثاني/نوفمبر 2011. ودعا بنعمر في كلمة في افتتاح الحوار الذي يفترض أن يستمر ستة أشهر إلى معالجة "المطالب المشروعة" للجنوبيين، وتداعيات الحروب مع التمرد الحوثي الشيعي في صعدة.

boufidjeline youcef

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW