لم يتردد مسافر في تطبيق فكرة ذكية خطرت بباله على وجه السرعة، من أجل السفر بأقل سعر ممكن بالطائرة. المسافر لم يصل فقط إلى مراده بل أصبح مشهورا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار فيديو يوثق لحيلته الفريدة.
إعلان
لاشك أن السفر عبر الطائرة "متعة" لا تقاوم، فوسيلة النقل هذه تختصر مسافات طويلة في ساعات قليلة فقط، كما أنها من بين أكثر وسائل النقل أماناً في العالم. ما يجعل الإقبال عليها كبيراً للغاية في أرجاء متفرقة حول العالم.
ويمكن لهذه "المتعة"، أن تتحول ربما إلى "نقمة" بالنسبة لأي شخص أثناء السفر، لاسيما وأن الطائرات تتخذ بين الفينة والأخرى إجراءات "ضرورية" لمواجهة تكاليف السفر المرتفعة، وتوفير أحسن الظروف الممكنة للمسافرين.
بيد أن مسافراً من اسكتلندا، وجد طريقة ذكية من أجل تجنب دفع أموال إضافية إلى شركة طيران معروفة. ففي رحلة بالطائرة من مدينة نيس الفرنسية إلى اسكتلندا، طلب مسؤول في المطار من المسافر جون إيرفين، دفع تكاليف إضافية بسبب تجاوز حقيبته للوزن المسموح به وهو ثمانية كيلوغرامات، وفق ما أشار إليه موقع صحيفة "الإندبندت" البريطانية.
ولم يتأخر رد جون إيرفين، الذي خطرت في باله فكرة ذكية تُجنبه دفع أموال إضافية، حيث فتح إيرفين حقيبة ملابسه وأخذ في ارتداء ملابسه (حوالي 15 قطعة)، بهدف تخفيف وزن حقيبة السفر، وبالتالي السفر من دون مشاكل.
وقال جوش (17 عاماً)، ابن المسافر جون إيرفين، في تصريحات نقلها موقع صحيفة "ميترو" البريطانية "بعدما طُلب من أبي دفع أموال إضافية قال لي أنظر لهذا، حيث فتح الحقيبة بسرعة وارتدى حوالي 15 قطعة من الملابس لتخفيض وزن الحقيبة"، وأضاف: "لقد ضحكت كثيراً...كما أن المسؤولين في المطار اعتقدوا أن أبي يحاول تهريب شيء ما تحت ملابسه، إلاّ أن الأمور سارت بشكل جيد في نهاية المطاف".
ونشر الابن جوش، فيديو ارتداء أبيه للملابس بسرعة على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". وحاز الفيديو في وقت وجيز للغاية على تفاعل كبير ، فيما لا يعرف بعد كيف تصرف الأب مع باقي الأمتعة في الحقيبة مثل الأحذية.
ر.م/إ.ف
"العمة جو"ـ إحالة الطائرة الأسطورة على التقاعد
تعد الطائرة من طراز جو. 52 أسطورة الطيران. في عام 2016، احتفلت "العمة جو"، كما يُطلق عليها بعيد ميلادها الثمانين، وكانت لا تزال في أفضل حالاتها. لكن إبقائها في الخدمة يكلف شركة لوفتهانزا الكثير، لهذا أوقفتها عن الخدمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Gambarini
تشغيل "مكلف"
سوف يفتقد الكثيرون دويها وهي محلقة في السماء. حتى يومنا هذا، كانت لا تزال بعض النسخ من الطائرة الأسطورية جو. 52 في الخدمة– أو تُستخدم أيضاً لأغراض إعلانية. لكن هذا لن يستمر بعد الآن، لأن الشركة أوقفت رحلاتها. والسبب كما جاء في البيان التالي: "استمرار تشغيل الطائرة يكلف أموالاً كثيرة، دون تحقيق أرباح".
صورة من: DW / Nelioubin
"الأب" المصمم
كان فرانكه إيرنست زيندل، الذي ولد عام 1897، يترأس قسم التطوير في شركة Junkers Flugzeugwerke AG المتخصصة في صناعة الطائرات في مدينة ديساو الواقعة اليوم في ولاية سكسونيا-أنهالت. صمم زيندل طائرة جو. 52 في البداية بمحرك واحد، وفي وقت لاحق أصبحت الطائرة بثلاث محركات. زيندل، الرياضي المتحمس، درس بناء السفن في برلين بعد الحرب العالمية الأولى، و أصبح بعد ذلك مهندس طائرات ناجح.
صورة من: picture alliance/IMAGNO/Votava
في خدمة "الفوهرر"
كانت الطائرة جو. 52 في البداية طائرة مدنية ناجحة للغاية. قام أدولف هتلر، المدعوم بسخاء من أنصاره الأثرياء، باستخدام الطائرة جو بحملاته الانتخابية - وهو شيء لم يكن معهوداً حتى ذلك الحين. وعرض المخرج السينمائي ليني ريفنشتال مقاطع الحملات الانتخابية تلك، ما ساعد في تقديم صورة "الفوهرر" والطائرة إلى جمهور واسع.
صورة من: DW/Maksim Nelioubin
علاقة "عاطفية"
كانت الطائرات المدنية تُصمم بذوق رفيع، من خلال المقاعد الجلدية الواسعة مع تخصيص مساحة كبيرة للأرجل. وكان الطيران آنذاك مقتصراً على النخبة، إذ لا يستطع سوى عدد قليل فقط تحمل تكاليفه. ومنذ عام 1939 بدأ نقل الجنود إلى الجبهة عن طريق الطائرة جو. كما تم من خلالها أيضاً إعادة العديد من الجنود الجرحى إلى بلادهم أو نقلهم إلى المستشفيات العسكرية. ما خلق نوعاً من التعلق العاطفي لدى الكثيرين بـ "العمة جو".
صورة من: DW/Maksim Nelioubin
الطيران اليدوي
نظرة واحدة إلى داخل قمرة القيادة، تكشف أن طريقة قيادة طائرة جو. 52 مختلفة بشكل كلي عن القيادة الإلكترونية لطائرة نفاثة مثلاً في وقتنا الحالي. خريطة ورقية للملاحة معلقة على عجلة القيادة؟ هذا المنظر وحده كفيل بكسب تعاطف طيار إيرباص أو إثارة سخريته منه. القيادة كانت عملًا شاقًا – لأنها بدون هيدروليك.
صورة من: DW/Maksim Nelioubin
الحب والتفاني
"تشغيل محركات جو.52 هو أمر ممتع بشكل لا يصدق"، هذا ما قاله أحد الطيارين عن الطائرة جو خلال الاحتفال بعيد ميلادها الثمانين في عام 2016، وأضاف الطيار: "إنه عمل يدوي ويحتاج أيضاً إلى قوة عضلية". كما كان يُفضل ارتداء قميص ذي أكمام قصيرة، في حالة كان على الطيار فحص مستوى الزيت في الطائرة.
صورة من: DW/Maksim Nelioubin
مأساة جبال الألب السويسرية
لطالما اعتبرت الطائرة جو. 52 طائرة آمنة وموثوق بها. وكانت سمعتها جيدة حتى الرابع من آب/ أغسطس عام 2018، حين تحطمت أحد طائراتها في منطقة جبلية في سويسرا، ما أسفر عن مصرع جميع ركابها. وخلال التحقيق، عثر المكتب الفيدرالي السويسري للطيران المدني على آثار غير مكتشفة من الصدأ على حطام الطائرة.
صورة من: Kantonspolizei Graubünden
و"كوني" الخارقة أيضاً
"العمة جو" ليست أسطورة الطائرات الوحيدة التي كلفت صيانتها شركة لوفتهانزا الكثير. Lockheed Super Constellation (كوني الخارقة) كانت أحدى طائرات أسطول لوفتهانزا، وكان ينبغي الحفاظ عليها كطائرة تقليدية. لكن المبلغ المقدر بـ 100 إلى 200 مليون دولار والذي كان على شركات الطيران استثماره في صيانتها، لم يكن كافياً لذلك– وهكذا توقف المشروع.
صورة من: Getty Images
نهاية حزينة
لن يتم بيع تذاكر رحلات على متن الطائرة جو. 52 بعد اليوم. في المقابل سوف يتم تعويض ثمن التذاكر، التي تم بيعها عن طريق "قسائم شراء" صالحة، كم وعدت شركة لوفتهانزا. أما بالنسبة لمحبي الطيران يمكنهم رؤية الطائرة القديمة من خلال زيارة المتاحف الخاصة بالطيران. كما يأمل البعض في أن تسمح هيئة الطيران الفيدرالية لنواد خاصة بتنظيم رحلات طيران على متن "العمة جو". إعداد: ديرك كاوفمان/ ترجمة: إيمان ملوك