حين تتحدث ثلاثة أجيال من اللاجئين عن رحلة الاندماج بألمانيا
٨ يوليو ٢٠١٨
في ندوة عقدت بمدينة دوسلدورف الألمانية عن الهجرة واللجوء والاندماج، تحدث عدد من المهاجرين ومن أجيال مختلفة عن تجاربهم والصعوبات التي واجهتهم للاندماج في المجتمع الألماني، كما أكدوا على أن تعلم اللغة هو مفتاح الاندماج.
إعلان
في ندوة عقدت بمدينة دوسلدورف الألمانية عن الهجرة واللجوء والاندماج، تحدث عدد من المهاجرين ومن أجيال مختلفة عن تجاربهم والصعوبات التي واجهتهم للاندماج في المجتمع الألماني، كما أكدوا على أن تعلم اللغة هو مفتاح الاندماج.
في وقت يحتدم فيه النقاش حول سياسة الهجرة واللجوء في الاتحاد الأوروبي ومصاعب إدماجهم في مجتمعاتهم الجديدة، تسعى منظمات في ألمانيا إلى تسليط الضوء على الصعوبات التي واجهها اللاجئون القدامى، للاستفادة من تجاربهم في تسهيل عملية اندماج اللاجئين الجدد.
في هذا الصدد نظم مركز نافند للدراسات الكردية يوم الخميس (28 حزيران/يونيو 2018) ندوة عن الهجرة واللجوء والاندماج بحضور خبراء ألمان وأكراد.
وبعد مناقشة أسباب هجرة اللاجئين من بلدان مختلفة مثل سوريا والعراق وتركيا وإيران إلى ألمانيا من قبل بعض الخبراء، تحدث بعض الحاضرين من اللاجئين السابقين والحاليين ومن أجيال مختلفة عن تجاربهم الشخصية في الاندماج.
بعد 15 سنة حصل على حق اللجوء!
رئيس مركز نافند للدراسات الكردية، متين إنجسو، نفسه كان لاجئاً يوماً ما، وأكد في حديثه على أن الاندماج في السابق كان أصعب لـ "عدم وجود ثقافة الترحيب مثل الآن"، على حد تعبيره. فقد ترك إنجسو بلده تركيا حاملاً معه آماله بإكمال الدراسة والعمل في ألمانيا.
لكن عندما وصل إلى ألمانيا عام 1985 واجه "عوائق كثيرة"، خاصة أثناء محاولته تعديل شهادته الجامعية في الهندسة، ويقول "حين أردت معادلة شهادتي الجامعية تم معادلتها بشهادة الدراسة الإعدادية. كان ذلك صدمة بالنسبة لي"، ويتابع "رغم محاولاتي المستمرة، إلا أنني لم أستطع العمل في مجال مهنتي". وحتى طلب اللجوء الذي تقدم به إنجسو لم يتم قبوله إلا بعد 15 سنة، كما يقول، وذلك بعد رفضه عدة مرات.
"الاندماج أسهل رغم وجود بعض الصعوبات"
ويرى رئيس مركز نافند للدراسات الكردية أن الاندماج في الوقت الحالي أسهل مقارنة بالوقت الذي وصل فيه إلى ألمانيا، إذ أنه "رغم وجود بعض الصعوبات في الوقت الحالي أيضاً، إلا أن الاندماج أفضل بكثير الآن".
وعن أسباب صعوبة اندماج بعض اللاجئين في ألمانيا يقول "أحياناً يكون ما يأمله المجتمع الألماني من اللاجئ صعب التطبيق".
"تعلمت اللغة الألمانية بنفسي"
أما اللاجئ العراقي السابق، جوهر خرانة، فتحدث عن صعوبة تعلم اللغة الألمانية عندما قدم إلى ألمانيا عام 1996، ويقول إنه "لم تكن هنالك دورات للاندماج كالمتوفرة حالياً"، ويضيف "ربما تلاحظون أن لغتي الألمانية ليست ذات مستوى أكاديمي عالٍ، لكن لا تنسوا أنني تعلمت الألمانية بنفسي دون حضور أي دورة للغة".
ويعمل خرانة منذ عدة سنوات مترجماً بين ثلاث لغات، وهي الألمانية والعربية والكردية، كما أنه متطوع في دوائر ألمانية مختلفة، بعد فشل محاولاته لتعديل شهادته في الهندسة.
"عندما تعلمت اللغة أحسست بأنني في وطني"
لكن اللاجئة السورية الشابة سوز علي، التي وصلت إلى ألمانيا قبل خمس سنوات قالت إنها لم تواجه أي صعوبات مشابهة كالتي واجهها إنجسو أو خرانة، وترى أن "قرار المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين بإلزام اللاجئ بتعلم اللغة الألمانية للمستوى (B1) كحد أدنى، شيء رائع".
وقدّمت الشابة العشرينية خلال الندوة لمحة عن مراحل اندماجها في ألمانيا، حيث تعلمت المراحل المتقدمة من اللغة رغم أنها كانت تسافر يومياً إلى مدينة أخرى، بالإضافة إلى مشاركتها كمتطوعة في عدة منظمات. وتقول سوز إنها تحب "العمل التطوعي كثيراً كنوع من رد الجميل لهذا البلد الذي احتضنني".
وتنصح سوز- التي تدرس حالياً الهندسة الطبية في جامعة بون- جميع اللاجئين بضرورة تعلم اللغة كـ"مفتاح للاندماج في ألمانيا"، مشيرة إلى وجود العديد من الفرص لإتقان اللغة، وتختم الحديث عن ترجبتها بالقول "عندما تعلمت اللغة الألمانية أحسست أنني في وطني".
كان المستشار الراحل هلموت كول عرابها وأبوها الروحي. عينها وزيرة للأسرة وهي في سن الـ 36 عاما. كان قادة الحزب الديمقراطي المسيحي في البداية يتهكمون منها، لكن حدث عكس ذلك. إذ غادر كثيرون منهم ميدان العمل السياسي وبقيت هي.
صورة من: AP
النظرة المتكلمة: هلموت كول
بماذا توحي هذه الأعين؟ مودة؟ أو شعور مثل :"لن أغفر لك ذلك أبدا!". في خضم فضيحة التبرعات التي عانى منها الحزب المسيحي الديمقراطي طالبت الأمينة العامة السابقة ميركل الحزب "بعدم خوض المعركة بحصانه القديم". وبهذا بات الرئيس الفخري للحزب المسيحي الديمقراطي هلموت كول، هنا خلال جلسة للحزب المسيحي الديمقراطي 2012، منتهيا سياسيا.
صورة من: Reuters
على يمينها: رولاند كوخ
البعض ممن تحدثوا داخل الاتحاد المسيحي عن أوقات أفضل يربطون الحلم مع هذا الرجل الجدي من ولاية هسن. إنه رئيس وزراء هسن السابق رولاند كوخ، الذي كان يُعتبر في الحزب المسيحي الديمقراطي كأبرز شخصية قيادية محافظة. ويبدو أنه كان يملك شبكة قوية داخل الاتحاد. بيد أن ميركل تقدمت عليه دون مثل هذه الشبكات.
صورة من: picture-alliance/dpa
الإرادة السياسية: فريدريش ميرتس
نعم السيد ميرتس. كان شخصا واعدا داخل الحزب المسيحي الديمقراطي. كان من المؤكد أن يصبح وزيرا للمالية وربما أيضا مستشارا لألمانيا. رجل ذو وعي حاد وشبكة اتصال داخل الاتحاد المسيحي. لكن ميركل جردت رئيس كتلة الاتحاد المسيحي (ميرتس) في البرلمان من سلطاته في 2001.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
لقد طردته فعلا: نوربرت روتغن
هنا (في الصورة) يتقدم الرئيس يواخيم غاوك (يمين لم يعد في المنصب) والمستشارة أنغيلا ميركل (يسار دوما في منصبها) مع وزير البيئة المجبر على الاستقالة نوربرت روتغن وسط قصر بيلفو (قصر الرئاسة). روتغن أخطأ حين حمّل ميركل جزءا من المسؤولية عن خسارته في انتخابات ولاية شمال الراين فيستفاليا، أكبر ولاية ألمانية من حيث عدد السكان. روتغن كان مرشح الحزب المسيحي الديمقراطي لرئاسة حكومة الولاية.
صورة من: dapd
كان يثرثر حتى النهاية: غيرهارد شرودر
عندما خسر غيرهارد شرودر الانتخابات في 2005 كان يأمل في أن يرفض حزبه الاشتراكي الديمقراطي الدخول في مشاورات حول تشكيل ائتلاف كبير مع حزب ميركل وبقيادتها. "هل تظنين أن حزبي سيتحالف معك"؟ هكذا خاطبها شرودر في برنامج حواري تلفزيوني عشية ظهور نتائج الانتخابات. لكن بعد شهرين من هذه الواقعة كان عهد شرودر قد انتهى لتصبح هي أول مستشارة في تاريخ ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Finck
تدبير السلطة: فولفغانغ شويبله
من الذي كان سيشكل خطرا على ميركل، ربما فولفغانغ شويبله. كول لم يدع "ولي العهد" يمر إلى السلطة. وبعد التعرض لاعتداء والإصابة بالشلل النصفي كان التورط في فضيحة التبرعات عام 2000 يعني بالنسبة إليه كرئيس الحزب والكتلة النيابية نهاية مشواره السياسي. وعينته ميركل وزيرا للمالية، والآن رئيسا للبرلمان "البوندستاغ".
صورة من: picture alliance/AP Photo/M. Meissner
فاتورة مفتوحة: إدموند شتويبر
البافاريون. في هذه الأيام يمكن لنا متابعة رئيس الوزراء السابق إدموند شتويبر كيف ينتقد بقوة سياسة اللجوء المتبعة من ميركل في برامج حوارية. ربما لم ينس زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري السابق كيف فرض نفسه خلال فطور مشترك في 2002 ضد أنغيلا ميركل كمرشح الاتحاد المسيحي للمستشارية، إلا أنه خسر الانتخابات أمام شرودر بفارق ضئيل. ولم يقبل لاحقا أن يكون وزيرا في حكومتها.
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
على الطاولة مع الرئيسة: هورست زيهوفر
بافاري آخر. هورست زيهوفر قبل منصب وزير الداخلية في حكومة ميركل والجلوس معها كرئيسة على طاولة مجلس الوزراء. تلك السيدة التي أهانها علنا في 2015 خلال مؤتمر للحزب المسيحي الاجتماعي. لكن من له هذا النوع من الوزراء لم يعد في حاجة إلى خصوم. ماذا يريد زيهوفر؟ لاجئين أقل؟ ميركل أقل؟
صورة من: Reuters/H. Hanschke
مارتن شولتس، هل نسيتموه؟
ماذا هل نسيتموه؟ مارتن شولتس (يمين) خسر بفارق كبير الانتخابات البرلمانية كمرشح لمنصب المستشار عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي في 2017، ولم يرغب في البداية في العمل مع ميركل ثم رفض العمل بدونها ـ وفي النهاية خرج خالي الوفاض، لأن حزب لم يعد يتحمل هذا التأرجح. والآن يجلس شولتس في البرلمان ويشاهد المستشارة وهي تمارس الحكم.
صورة من: Getty Images/C. Koall
كان صديقا لكنه لم يعد كذلك: دونالد توسك
هنا تتحدث ميركل إلى رئيس المجلس الأوروبي البولندي دونالد توسك (يمين). وظل توسك، الذي تألق لاحقا في بروكسل بدعم ألماني طوال فترة طويلة حليفا مهما لميركل. ويبدو أنه اختار مؤخرا الابتعاد، بل إنه، ولو صحت تقارير المراسلين، حاول أن يجهض من الخلف محاولات ميركل لتحقيق حل أوروبي في أزمة اللجوء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Macdougal
يينس شبان، احتواء "منافس"؟
يينس شبان: سياسي من الحزب المسيحي الديمقراطي، ونائب برلماني ووزير صحة ومحافظ ـ وفي المجموع (كما كتبت ذلك وكالة الأنباء الألمانية منذ 2016): "منافس للمستشارة". ميركل قررت، في خطوة مفاجئة ضم شبان إلى تشكيلة الحكومة وكلفته بوزارة الصحة. ويرى المراقبون أنها أرادت بذلك "احتواءه".