حين تزداد درجة حرارة المياه تتربص بالسباحين في الأنهار والبحيرات الكثير من الكائنات المجهرية الدقيقة، ومنها الديدان الصغيرة التي تخترق أجسادنا بإحداث ثقوب صغيرة. فما مدى خطورتها؟ وكيف يمكن التخلص منها؟
إعلان
صيف وشمس ومتعة السباحة في البحيرات والأنهار، أمنية لا تضاهيها أمنية بالنسبة لغالبية البشر الذين يحبون قضاء الوقت بين أحضان الطبيعة. لكن هذه الصورة المثالية تنطوي كذلك على مخاطر من نوع آخر، فهناك الكثير من الكائنات التي تتربص بنا في مياه الأنهار والبحيرات، ما يجعل السباحة فيها أحياناً وبالاً على صحتنا. فحين ترتفع درجة حرارة المياه إلى 20 درجة مئوية أو أكثر، تزداد حالات الإصابة بأنواع الطفح الجلدي والانتفاخات التي تتسبب بحكة شديدة وتُسمى بلغة أهل الطب "انتبار" أو "حكة السباحين" كما يقول الألمان.
وبحسب موقع "جيو" العلمي الألماني فإن سببها يعود إلى يرقات مجهرية تُشبه الديدان، تحفر في جلدنا خلال تواجدنا في المياه. وتُسمى هذه اليرقات بـ "السركاريا المذنبة" التي تهاجم السباحين في مياه الأنهار والبحيرات خصوصاً في أوروبا وأمريكا الشمالية.
في الحقيقة فإن هذه الطفيليات تهاجم الطيور المائية فقط، إذ تبدأ الحفر في جلدها للدخول إلى الجسد لوضع بيوضها التي تفرزها الطيور من جديد مع البراز. الطفيليات الوليدة تشرع مباشرة في البحث عن حلزونات المياه العذبة كوسط مضيف من أجل إكمال نموها على مدار شهرين أو ثلاثة أشهر، ومن ثم تتسرب من جديد للثقب في جلود البط وغيره من الطيور المائية، مكملة دورة حياتها.
حين نصبح عرضة للهجوم
وفي حين تصبح هذه الديدان المجهرية خطراً قاتلاً على مضيفها الحقيقي، فإنها تبقى غالبا غير ضارة على البشر. فعلى الرغم من تمكنها من اختراق جلدنا، إلا أن جهاز المناعة يقضي عليها فوراً، بيد أنها تترك على الجلد بقعاً حمراء صغيرة تتسبب في الحكة. وفي العادة تبقى هذه البقع واضحة لمدة تتراوح بين عشرة وعشرين يوماً. أما إذا عمد الشخص إلى حكها بشدة، فإنه يزيد إمكانية التهابها، ما يتطلب اللجوء إلى الطبيب فوراً.
طرق الوقاية
من يريد الوقاية من هذه الديدان الطفيلية المزعجة بدون أن يتخلى عن رغبته في السباحة بالبحيرات والأنهار، فيجب أن يتبع القواعد التالية:
الانتباه إلى الإشارات التحذيرية الرسمية قبل السباحة.
تجنب المياه الراكدة بالقرب من ضفة النهر أو تلك المغطاة بالنباتات، فهي أماكن مثالية لتكاثر السركارياالمذنبة.
من الأفضل السباحة فيالأماكن الأكثر عمقاً أو تلك التي تتغير مياهها بفعل تيارات النهر.
ضرورة خلع الملابس المبللة بعد السباحة مباشرة وتجفيفها تماماً.
ع.غ/ ط.أ
عادات الألمان مع الحرارة المفرطة في فصل الصيف
تجتاح ألمانيا موجة حرارة شديدة وصلت في بعض المدن إلى 40 درجة. وعندما تشتد الحرارة تنتعش الكثير من الأنشطة كبيع المثلجات ويتزايد الإقبال على المسابح. هذه الجولة المصورة تقربنا من طريقة تعامل الألمان مع الحرارة المفرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pilick
بدأ فصل الصيف في ألمانيا بدرجات حرارة مرتفعة وصلت في برلين إلى 31 درجة وفي كولونيا وساربروكن إلى 36 درجة. يحاول الألمان مقاومة الحرارة بالتوجه إلى المسابح في الهواء الطلق وإلى البحيرات. ويكون الإقبال عليها قياسياً في عطل نهاية الأسبوع والعطل المدرسية.
صورة من: picture-alliance/dpa/S.Kahnert
بما أن الألمان ليسوا معتادين على أشعة الشمس القوية ودرجات الحرارة المرتفعة، ينصح الأطباء في ألمانيا الناس باتخاذ الاحتياطات اللازمة كالبقاء في الظل لتفادي لسعات الشمس والسكتة الدماغية الناتجة عن الحرارة المفرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Sauer
ينصح الأطباء المسنين بشكل خاص بالحيطة والحذر عندما ترتفع درجات الحرارة. وبسبب عدم شعورهم بالعطش بدرجات أكبر مقارنة بمن هم أصغر سناً، فإنهم لا يشربون كميات كافية من الماء. وخلال موجة الحرارة الشديدة في صيف عام 2003 توفي سبعة آلاف شخص، غالبيتهم من كبار السن.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Gollnow
رغم أن درجات الحرارة لهذا العام لم تصل حتى الآن لما كانت عليه عام 2003، إلا أن الدرجات التي تم تسجيلها مؤخراً ليست بالهينة. ويجب البقاء في الظل أو صب الماء على الجسد كما يفعل الشخصان في الصورة. كما يجب تفادي التعرض لأشعة الشمس القوية بدون كريم واقي من الشمس.
صورة من: Imago/epd/S. Arend
ليس الإنسان وحده المعرض لمخاطر الشمس والحرارة، بل الحيوانات أيضاً. يمكن تفادي تلك المخاطر بحمام بارد كما يفعل هذا الأسد، أو البقاء في الظل.
صورة من: Getty Images/C. Sung-Jun
في حدائق الحيوانات الألمانية يقدم الأكل للحيوانات مجمداً لما تشتد الحرارة. ويقدم الخيار والتفاح المجمد للحيوانات العاشبة والدجاج المجمد للحيوانات اللاحمة كما هو الحال في الصورة.
صورة من: Getty Images/C. Sung-Jun
بدورنا نحن البشر عندما ترتفع درجة الحرارة نحب تناول المثلجات، سواء كان ذلك في أكواب زجاجية أو ورقية أو في البسكويت الخاص بالمثلجات. في العام الماضي تناول الألمان في المتوسط 7.9 لتراً من المثلجات للشخص الواحد.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Rüsche
بينما يسعد باعة المثلجات بارتفاع درجات الحرارة، تنتاب المخاوف المسؤولين عن الغابات. فعندما يكون الطقس حاراً وجافاً لفترة طويلة، تتزايد مخاطر اندلاع حرائق الغابات. ففي البرتغال، مثلاً، قتلت النيران التي نشبت في إحدى الغابات مؤخراً 64 شخصاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Wolf
عكس ما يعتقد الكثيرون، حتى عندما يكون الطقس حاراً، فإن الجسد يحتاج لشرب مشروبات ساخنة وليس باردة فقط. يساعد الشاي الفاتر على تبريد الجسم أفضل من المشروبات الغازية. ويوقف الشاي الفاتر التعرق قليلاً، ما يساعد الجسد على التبريد كلارا بلايكر/ عبد الرحمان عمار