خامنئي يتهم حكومات بريطانيا وفرنسا وألمانيا "بالجبن"
١٧ يناير ٢٠٢٠
وصف المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي حكومات بريطانيا وفرنسا وألمانيا بالجبن بسبب خضوعها لضغوط واشنطن في الملف النووي الإيراني وإطلاق آلية فض النزاعات التي ينص عليها الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني.
إعلان
اعتبر المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي اليوم الجمعة (17 كانون ثاني/يناير 2020) أن حكومات بريطانيا وفرنسا وألمانيا اتسمت بـ"الجبن" في الملف النووي الايراني في مواجهة الولايات المتحدة.
ويأتي الاتهام الإيراني للدول الأوروبية الثلاثة التي لا تزال تعمل من أجل انقاذ الاتفاق النووي المبرم مع طهران، رغم خروج واشنطن منه، بعد أن كشفت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب ـ كارنباور النقاب عن ضغوط أمريكية مرفقة بتهديدات اقتصادية. وقالت الوزيرة الألمانية إن واشنطن هددت بفرض رسوم جمركية على السيارات الاوروبية لدفع الأوروبيين إلى إطلاق آلية فض النزاعات التي ينص عليها الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني والذي وقع العام 2015.
والاتفاق الذي وقعته طهران مع الدول الست الكبرى (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا) مهدد بالسقوط منذ انسحب منه الرئيس الاميركي دونالد ترامب في 2018 وأعاد فرض عقوبات اقتصادية على إيران. وردا على ذلك، باشرت طهران في أيار/مايو التنصل تدريجا من تنفيذ بنود رئيسية في الاتفاق.
وأعلنت الدول الأوروبية الثلاث الموقعة الاتفاق (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) الثلاثاء إطلاق آلية فض النزاعات في محاولة لإجبار الجمهورية الإسلامية على معاودة التزام الاتفاق كاملا.
وفي خطبة ألقاها بعد صلاة الجمعة في طهران، اتهم خامنئي الحكومات الأوروبية الثلاث بأنها "تهدد إيران (بإحالة) الملف النووي على مجلس الامن" الدولي. واعتبر أن إطلاق آلية فض النزاعات هدفه "التغطية" على مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة أميركية قرب بغداد في الثالث من كانون الثاني/يناير وعلى رد طهران التي قصفت في الثامن منه قاعدتين في العراق ينتشر فيهما جنود أميركيون، ما اسفر عن إصابة 11 من هؤلاء.
وأضاف "هذه الدول الثلاث هي التي ساعدت صدام حسين بأقصى ما تستطيع خلال الحرب المفروضة"، في اشارة الى الحرب بين ايران والعراق بين 1980 و1988. وتابع "ثبت الان (...) انها فعلا اذيال لأميركا، وهذه الحكومات الجبانة تريد من إيران أن تركع".
وقال ايضا "حين يتفاوضون يكون تفاوضهم مترافقا مع المكر والخداع. أن هؤلاء الذين يبدون رجالا محترمين خلف طاولة المفاوضات هم انفسهم ارهابيو مطار بغداد (الذين اغتالوا سليماني ورفاقه)، مع تغيير الزي فقط (...) لا يمكنهم أن يكونوا اناسا يمكن الثقة بهم".
لكن مفوض الشؤون الخارجية الأوروبية بوريل أكد أن تفعيل آلية فزع النزاعات "في حد ذاتها ليست آلية لإعادة فرض عقوبات"، وقال: "لا أرى قرار وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا على أنه تطبيق لمطلب ترامب لإنهاء الاتفاق".
وذكر مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، أن إيران لا تزال تتصرف في إطار الاتفاق النووي. وقال بوريل في تصريحات لمجلة "دير شبيغل" الألمانية اليوم الجمعة إن شعور إيران بأنها لم تعد ملزمة بلوائح الاتفاق، لا يعني أنها انتهكته فعليا، وأضاف: "لا نزال نثق في المراجعة التي يجريها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران".
يُذكر أن بوريل التقى مؤخرا مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وتحدثا عن الاتفاق النووي. وأكد بوريل في تصريحاته لـ"دير شبيغل" قائلا: "بالنسبة لنا الأمر لا يدور حول تغيير الحكومة الإيرانية".
ح.ع.ح/ه.د(أ.ف.ب/د.ب.أ)
قاسم سليماني.. نهاية دموية لجنرال إيران النافذ بالمنطقة العربية
ساعد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في بسط نفوذ إيران في دول عربية عديدة، لكن نهايته جاءت مفزعة في ضربة جوية أمريكية بالعراق. كان يعتبر ثاني أقوى رجل في إيران، وفتح مقتله الباب لنتائج غير معلومة العواقب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
نهاية مفاجأة
في ساعة مبكرة من صباح الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020) أعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت ضربة جوية على مطار بغداد الدولي، أدت لمقتل عدد من الأشخاص على رأسهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ما يمثل نهاية مفاجأة لشخص كان لاعبا كبيرا في الجزء الشرقي من العالم العربي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
احتراق مركبته مع قادة بالحشد الشعبي
نُفذت الضربة ليلة الجمعة وقتل فيها معه أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وكان الحشد قد أعلن فجر الجمعة عن مقتل خمسة من أعضائه بقصف استهدف مطار بغداد، وذكرت مصادر الحشد أن بينهم محمد رضا الجابري مسؤول التشريفات. أما خلية الاعلام الأمني التابعة لرئاسة الوزراء العراقية فقالت: "ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد.. قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق مركبتين اثنتين.."
صورة من: AFP/Iraqi Military
عقود في خدمة التمدد الإيراني بالمنطقة
عين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الجنرال سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998، وهو منصب ظل فيه خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بحزب الله في لبنان وحكومة الأسد والفصائل الشيعية في العراق.
وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح سليماني شخصية محورية في التمدد المطرد لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو ما صعّب على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة كبح جماحه.
صورة من: FARS
محاربة الثوار في سوريا وداعش في العراق
مسؤول عراقي كبير سابق طلب عدم نشر اسمه قال في مقابلة عام 2014 "سليماني لم يكن رجلا يجلس على مكتب. كان يذهب إلى الجبهات لتفقد الجنود ويشهد المعارك". وحشد فيلق القدس الدعم للرئيس السوري الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011 كما ساعد الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وفي الصورة هنا سلمياني يتحدث إلى جنود سوريين في شمال سوريا، في خريف 2015.
صورة من: khabaronline.ir
الجنرال ذو الشعر المصفف واللحية المشذبة
كان سليماني يخلط استراتيجيات الحرب بالسياسة، وكان حاضراً في نشاط إيران "الثوري" بالمنطقة، وخاصة العراق وسوريا ولبنان. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، زادت شهرته في الوقت الذي كان المقاتلون والقياديون في العراق وسوريا ينشرون صورا له في الميدان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها دوما بلحية مشذبة وشعر مصفف بعناية.
صورة من: Mehrnews
خامنئي- "انتقام عنيف ينتظر من قتلوه" !
قلّده خامنئي وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذا الوسام منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979. وفي بيان بعد مقتل سليماني، قال خامنئي إن انتقاما عنيفا ينتظر "المجرمين" الذين قتلوه. وأضاف أنه رغم أن مقتل سليماني "يشعرنا بالمرارة" فإنه سيضاعف الحافز لمقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل.
صورة من: Khamenei.ir
الرجل الثاني بعد المرشد ويتحدى ترامب
وقال المسؤول العراقي المذكور إنه "لا يسبقه في تسلسل القيادة سوى الزعيم الأعلى. عندما كان يحتاج الأموال كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج الذخيرة كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج العتاد كان يحصل عليه".
وتحدى سليماني الرئيس الأمريكي علنا. وقال في مقطع فيديو نشر بالإنترنت "أقول لك يا سيد ترامب المقامر... اعلم أننا قريبون منك في مكان لا يخطر لك أننا فيه". وأضاف "ستبدأ أنت الحرب لكن نحن من سينهيها".
صورة من: Fararu
"عواقب لا يمكن التكهن بها"
عبّر نواب جمهوريون عن دعمهم لترامب الذي أمر بتنفيذ العملية، فيما حذّر آخرون من تداعياتها. وقال النائب الجمهوري البارز كيفن ماكارثي: "ضربنا قائد هؤلاء الذين يهاجمون أراضينا الأميركية ذات السيادة". في إشارة على ما يبدو لإحراق السفارة الأمريكية في بغداد. لكن الديمقراطي إليوت إنغل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قال إنها "تشكل "تصعيدا خطيرا لنزاعنا مع إيران مع عواقب لا يمكن التكهن بها".