1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبراء ألمان: علامات "الخَرف" تتجاوز النسيان ومن العبث الجدل مع المريض

دويتشه فيله + د.ب.أ (ع.ج.م)٢٨ أكتوبر ٢٠٠٨

لاحظ خبراء ألمان أن فقدان الحميمة هو أسوأ ما يحدث لمرضى ألزهايمر أو ما يعرف أيضا بالخرف، كما أكدوا أن محاولة مجادلة المريض لا تفيد، لأنه لا يستطيع الفصل بين الحاضر والماضي.

المصابون بالزهايمر يفقدون القدرة على التكيف تدريجياصورة من: DW-TV

للخرف وجوه عديدة ومن أكثرها شيوعاًً فقدان الذاكرة والتغيرات في الشخصية، فالمصابون بالخرف يتصرفون بصورة تختلف عما اعتاده منهم أحباؤهم. وفي المراحل المتقدمة من المرض، لا يمكن للشخص المصاب أن يتعرف على شريكه في الحياة الزوجية ولا على أبنائه. وأحيانا ما ينظر خطأ إلى من يقوم بمهام الرعاية على أنه شريك الحياة الزوجية. تقول روزماري درينهاوس فاجنر، من منظمة "المبادرة من أجل أقرباء المصابين بمرض ألزهايمر" ومقرها برلين، إنهم يقيمون العلاقة بالشخص حسب السلوك، فحينما يقوم الأحباء بمهام الرعاية، فإنه ينظر إليهم على أنهم عاملو رعاية أو ممرضات، وقد يحدث العكس. والبروفيسور رولف هيرش، كبير الأطباء في أحد مستشفيات برلين، على دراية بمثل هذه المواقف. يقول هيرش: "كنت أعمل في وحدة بمستشفى، حينما جاءت زوجة لزيارة زوجها المريض، فلم يتعرف عليها وأشار إلى مريضة أخرى وقدمها على أنها زوجته".

فقدان تدريجي للقدرة على التكيف

فقدان الذاكرة هو احد الأوجه لمألوفة لمرض الزهايمرصورة من: ALZHEIMER FORSCHUNG INITIATIVE E.V.

وبالنسبة للأحباء، غالبا ما تكون التجربة مريرة حينما لا يتعرف عليهم الجد أو الجدة أو قريب آخر مسن. وتقول درينهاوس إن المرضى ينظرون غالبا إلى الأحفاد خطأ على أنهم أبناؤهم هم. وفي البداية، يجد مريض الخرف صعوبة في التقدير الصحيح للخط الزمني لحياته، وبعدها تتلاشى القدرة على التكيف مع الأماكن والمواقف والأشخاص الآخرين. وفي هذا السياق، يقول كلاوس كروسمان عضو مجلس إدارة الجمعية الألمانية لمرض ألزهايمر في هامبورج إن المريض يفقد حتى القدرة على إجراء حوار. ويضيف: "غالبا ما يعيش مرضى الخرف في عالمهم الخاص، الذي لا تكون له علاقة مع عالم أحبائهم".

أما هيرش، فيقول إنهم غالبا ما يتذكرون فترة الطفولة لكنهم لا يتذكرون شيئا من السنوات الثلاثين الأخيرة، ومن ثم فإنهم غالبا ما يعبرون علن رغبتهم في "العودة إلى البيت" الذي يكون بالنسبة لهم المكان الذي عاشوا فيه طفولتهم. ويشير هيرش إلى مريض قطع 10 كيلومترات سيرا على قدميه ليصل إلى البلدة التي ولد فيها بعد أن وجد نفسه يشعر بغربة موحشة في موقعه الحالي.

مجادلة المريض لا تقود إلى نتيجة

الخبراء في جامعة جوتينجن الألمانية استطاعوا أن يجعلوا الفئران أن تتذكر خلال تجربة علميةصورة من: Informationsdienst Wissenschaft e.V./ Fischer

ويعجز مرضى الخرف عن الفصل بين الحاضر والماضي، فتلقي تجارب وخبرات الماضي البعيد بظلالها على حاضرهم، مما يثير ضيق الأقرباء والأحباء حسبما تقول درينهاوس فاجنر. وتروي درينهاوس فاجنر قصة مريضة خرف كانت تصر على الذهاب إلى السرداب كلما سمعت صوت المكنسة الكهربائية، موضحة أن صوت المكنسة اختلط لدى هذه السيدة مع صوت صافرات الإنذار التي كانت تنطلق وقت وقوع الغارات الجوية إبان الحرب العالمية.

ويقول هيرش إنه في مثل هذه الحالات لا يفيد أن تحاول باستمرار إقناع الشخص بخطأ ما يتصوره. وأحيانا يخطئ الشخص المصاب باستمرار وضع شيء لا يحتاجه ويذكره شريكه في الحياة بذلك باستمرار أيضا، وحينما يحدث هذا لا يمكن تجنب الجدل. لكن حينما يتجادل المرء مع مريض خرف فإنه لا يمكن التغلب عليه. يقول كروسمان إن نمطا من سوء الفهم ينشأ بسبب الاعتقاد أن مريض الخرف يمكنه "تعلم" التذكر من جديد إذا جرى توجيهه إلى فعل الشيء مرة بعد مرة. يضيف قائلا لكن هذا لا يؤدي إلا إلى إثارة غضب المريض لأنه يشعر بالمضايقة من محدثه. إن الإشادة بالمريض لفعله شيئا بطريقة صحيحة هي دائما أفضل من توجيه اللوم له".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW