يعقد اليوم الجمعة (05 نوفمبر/ تشرين الثاني) في بروكسل خبراء في الأمن الجوي والمتفجرات جلسة مغلقة لبحث سبل مواجهة التهديدات الإرهابية الجديدة الناتجة عن إرسال طرود مفخخة. ويأتي هذا الاجتماع إثر أسبوع شهد العثور على طرود مفخخة، اثنان منها كانا مرسلين من اليمن إلى معابد يهودية في الولايات المتحدة وآخر من اليونان إلى مكتب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.، وسبق لمسؤولين أوروبيين وضمنهم ألمان أن أشاروا إلى عدم وجود رابط مباشر على الأقل بين الطرود التي ارسلت من اليونان وتلك التي أرسلت من اليمن.

وقد فجر موضوع الطرود المفخخة جدلا في ألمانيا حول الضوابط القانونية المعول بها في ألمانيا في مجال مكافحة الإرهاب، حيث تباينت آراء الأطراف السياسية حول كيفية التعامل مع مثل هذه التهديدات. وفي الوقت الذي اقترح فيه البعض إسقاط طائرات تحمل طرودا مفخخة، عارضت وزيرة العدل الألمانية، زابينا لويتهويزر شنارينبرغر، بشدة هذا الاقتراح. وقالت الوزيرة في تصريحات لصحيفة "هانوفرشه ألغماينة تسايتونغ" الصادرة اليوم الجمعة إن "استهداف طائرات شحن وما يترتب عليه من قتل أبرياء مسألة غير قابلة للنقاش والمحكمة الدستورية تنظر للأمر على هذا النحو أيضا". ويأتي تصريح الوزيرة تعقيبا على اقتراح وزير داخلية ولاية سكسونيا السفلى أوفيه شونمان بشأن إسقاط الطائرات التي تحمل مواد شديدة الانفجار. وشددت الوزيرة بالقول:"نحن بحاجة للمزيد من عناصر الشرطة واستعدادات أفضل".

اليونان تستأنف الخدمات البريدية الخارجية

وعلى صعيد آخر، استأنفت اليونان شحن البريد والطرود إلى الخارج بعد منتصف ليل الخميس إثر انتهاء أجل تعليق لحركة الشحن فرضته لمدة 48 ساعة في أعقاب اكتشاف عدد من الطرود المفخخة أرسلت إلى سفارات أجنبية في أثينا وإلى مكاتب حكومية أوروبية. وقال مسؤول بقطاع الطيران المدني، طلب عدم نشر اسمه لرويترز "حسبما تم الاتفاق مع الشرطة سيجري نقل الشحنات الجوية بشكل طبيعي اعتبارا من منتصف الليل لكن في ظل إجراءات أمنية مشددة."

واتهمت السلطات اليونانية متشددين بالوقوف وراء الطرود المفخخة، التي اكتشفت على مدى الأيام الماضية. وقال مسؤول بمحكمة إنه تم توجيه اتهامات ليونانيين في العشرينات من العمر ألقي القبض عليهما مطلع الأسبوع بالانتماء لجماعة متشددة، وهما متهمان بإرسال طرود مفخخة إلى السفارتين المكسيكية والبلجيكية وإلى ساركوزي ووكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول).

وانفجرت قنابل صغيرة في السفارتين السويسرية والروسية في أثينا يوم الثلاثاء واكتشف طرد ملغوم في مكتب المستشارة الألمانية واشتعلت النار في طرد مرسل إلى رئيس الوزراء الإيطالي لدى فحصه. كما عثرت الشرطة أيضا يوم الاثنين على طرد ملغوم كان مرسلا إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي واكتشفت طردين ملغومين في السفارتين التشيلية والبلغارية. واكتشفت الشرطة يوم الخميس متفجرات مخبأة في كتاب موجه إلى سفارة فرنسا.

وفي سياق متصل، أعلن متحدث بإسم شركة الاتحاد للطيران الإماراتية ومقرها أبو ظبي، ان الشركة أوقفت نقل الشحنات من اليمن والصومال في ذلك سياق الإجراءات التي اتخذت في عدد من دول العالم لتشديد الإجراءات الأمنية على الرحلات الجوية. وكانت ألمانيا قد منعت رحلات الطيران (الركاب والشحن) القادمة من اليمن.

وتشتبه أجهزة الأمن الغربية في وقوف تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"الذي يتركز وجوده في اليمن، وراء عمليات إرسال الطرود المفخخة التي عثر عليها في دبي وبريطانيا وكانت موجهة إلى معابد يهودية في الولايات المتحدة الأميركية. ومن جهته شدد اليمن إجراءاته لتعقب عناصر تنظيم القاعدة، وكان التنظيم قد أعلن في وقت سابق مسؤوليته عن هجوم فاشل لتفجير طائرة ركاب متجهة إلى الولايات المتحدة الأميركية في يوم عيد الميلاد من العام الماضي، غير أنه لم تعلن أي جهة لحد الآن مسؤوليتها عن مؤامرة الطرود المفخخة.

(ش.ع / د.ب.أ / رويترز)

مراجعة: منصف السليمي