قالت وزارة المالية الألمانية اليوم الجمعة ( 20 مارس/آذار) إن انكماش الاقتصاد الألماني تسارع في الربع الأول من العالم الحالي. وقالت الوزارة في تقريرها لشهر مارس/آذار إن "معظم المؤشرات الاقتصادية الراهنة تظهر مزيداً من التدهور في الوضع قياساً إلى الربع الأخير من عام 2008 والعلامات تشير إلى تسارع في تراجع الناتج الإجمالي المحلي في الربع الأول من عام 2009." وأشارت الوزارة إلى أن توقعات الإنتاج الصناعي سيئة جداً، مضيفة أنها تتوقع ارتفاع البطالة على مدى الشهور القادمة. وأضافت أن حصيلة الضرائب تراجعت بنسبة 6 بالمائة في فبراير/شباط من هذا العام.

وكان الاقتصاد الألماني – وهو الأكبر في أوروبا – قد انكمش بنسبة 2.1 بالمائة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2008 وهو أسوأ أداء له منذ إعادة توحيد البلاد في عام 1990. يذكر أن الفترة من أكتوبر/تشرين الأول إلى ديسمبر/كانون الأول هي الربع الثالث على التوالي الذي يشهد فيه الاقتصاد الألماني انكماشاً. وكانت المرة السابقة التي يحدث فيها هذا الأمر بين أواخر عام 2002 وأوائل عام 2003.

تخفيض التوقعات بشأن الأداء الاقتصادي

وكان بيير شتاينبروك وزير المالية الألماني قد اعترف أمس الخميس، باحتمال أن تضطر حكومته مرة أخرى إلى تخفيض توقعاتها بشأن الأداء الاقتصادي الألماني لهذا العام. الجدير بالذكر أن توقعات الحكومة الألمانية تشير إلى الآن إلى انكماش الاقتصاد الألماني هذا العام بنسبة 2.25 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي.

يذكر أن العديد من مؤسسات الأبحاث الاقتصادية الكبرى في ألمانيا توقعت أن يصل الانكماش الاقتصادي الألماني هذا العام إلى 4 بالمائة. وجاء على رأس هذه المؤسسات معهد "آر دبليو آي" الألماني لأبحاث الاقتصاد، ومقره مدينة إيسن غرب ألمانيا، والذي خفض توقعاته بشأن النمو الاقتصادي الألماني للعام الجاري. ونقلت صحيفة "دي فيلت " الألمانية الصادرة أمس أن تقديرات كريستوف شميت رئيس المعهد وأحد حكماء الاقتصاد في ألمانيا تشير إلى أن الاقتصاد الألماني سينكمش العام الجاري بنسبة تصل إلى 4 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي، بينما كانت تقديراته السابقة تشير إلى حدوث ركود اقتصادي بنسبة 2 بالمائة فقط.

"2009 سيكون عاماً سيئاً"

كذلك أشارت توقعات بعض الخبراء الاقتصاديين في ألمانيا إلى تباطؤ وتيرة تعافي الاقتصاد الألماني في حال انتهاء الأزمة الاقتصادية العالمية، نظرا للتراجع الذي شهده بفعل تداعيات هذه الأزمة. وأكد كاي كارستنزن المدير المالي بمعهد "إيفو" الألماني للدراسات الاقتصادية بميونيخ، أمس أن العام الجاري 2009 سيكون "بالقطع عاما سيئا" فضلا عن أن العام المقبل لن يشهد نموا اقتصاديا سريعا وقويا من شأنه أن يكون قادرا على تعويض الخسائر التي مني بها الاقتصاد الألماني. من جانبه قال هانز فيرنر سين رئيس المعهد أن اقتصاد ألمانيا -التي وصفها بأنها عنصر استقرار هام في الاقتصاد العالمي- سينكمش هذا العام بما يزيد عن 4 بالمائة.

(س.ك/ ع.ج.م /د.ب.أ/رويترز)