1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبراء: الأزمة مع كندا تعكس تشددا في السياسة السعودية

٧ أغسطس ٢٠١٨

تعبّر الإجراءات المفاجئة التي اتخذتها السعودية ضد كندا عن نهج جديد في السياسة الخارجية للمملكة التي عرف عنها التحفظ، حسب خبراء. السياسة الجديدة تقوم على التشدد في مواجهة أي انتقادات خارجية لسجل المملكة في حقوق الإنسان.

Samar Badawi
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Wiklund

يتّفق خبراء في السياسة الخليجية على أن الإجراءات السعودية ضد كندا مبالغ فيها، خصوصا أن المملكة دائما ما تتعرض لانتقادات بشأن سجلها الحقوقي، إلا انهم يرون فيها محاولة جديدة من قبل الرياض لاستخدام نفوذها الاقتصادي والدبلوماسي في قمع أي انتقاد خارجي. ويقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط جيمس دورسي لوكالة فرانس برس "إنها محاولة واضحة لتخويف الدول بهدف تخفيف حدة انتقاداتهم للسعودية".

وبعيد التصعيد المفاجئ في العلاقات الثنائية، أكّدت كندا أنها لن تنحني أمام الضغوط السعودية، التي تضع اتفاقا لشراء مدرعات كندية بقيمة 15 مليار في مهب الريح ما قد يؤدي إلى خسارة آلاف الكنديين لوظائفهم. وقالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاد رداً على الإجراءات السعودية "ستدافع كندا على الدوام عن الحقوق الإنسانية سواء أكان في كندا أم في بقية أنحاء العالم". وأضافت رداً على سؤال حول مصير عقد المدرعات الخفيفة الذي تم توقيعه في العام 2014 أن هذا السؤال "سابق لأوانه" وأنه يجب أن يُطرَح على الرياض.

وكانت السعودية قد اتّخذت الإجراءات الدبلوماسية بعدما دعت السفارة الكندية في تغريدة على موقع تويتر إلى "الإفراج فورا" عن نشطاء في المجتمع المدني أوقفوا في إطار موجة جديدة من الاعتقالات في المملكة.

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأسبوع الماضي إن السعودية أوقفت مؤخرا الناشطة المعروفة دوليا سمر بدوي، شقيقة المدون المسجون رائف بدوي، والناشطة في المنطقة الشرقية في المملكة نسيمة السادة.

وجاءت التوقيفات بعد أسابيع على حملة اعتقالات طالت أكثر من 12 ناشطة وناشطا في مجال حقوق الإنسان، اتهمتهم صحف مقربة من الحكومة بـ "الخيانة"، بينما قالت السلطات إنهم عملوا على "تقويض استقرار المملكة".

"تحول نحو التشدد في السياسة الخارجية"

وكتبت كريستين ديوان من "معهد دول الخليج العربي" في واشنطن "بعد تأديب المنتقدين في الداخل من خلال التحذيرات والتوقيفات، تسعى (السعودية) إلى استخدام قوتها الاقتصادية لتأديب المنتقدين في الخارج أيضا". وكندا هي أول دولة تتخذ السعودية إجراءات بحقها على خلفية انتقادات.

وفي آذار/ مارس  2015 استدعت الرياض سفيرها في ستوكهولم بسبب انتقادات وجهتها وزارة خارجية السويد إلى السعودية، تتعلق بسجلها الحقوقي.  ونقلت وكالة "بلومبرغ" المالية هذا العام أن السعودية تقلل من تعاملاتها التجارية مع ألمانيا بسبب خلافات دبلوماسية. وجاء ذلك بعد تصريحات وزير الخارجية الألماني السابق زيغمار غابرييل حول قطر ولبنان.

ويقول خليل حرب الخبير في شؤون الخليج ومدير تحرير موقع "جورنال" المتخصص بالسياسات الخليجية "السعودية عرفت تاريخيا بتأنيها دبلوماسيا". ويرى أن "القرار السعودي الصادم في حدته واستعجاله (...) يعكس تحوّلا نحو التشدد في السياسة الخارجية للمملكة يرسم معالمه ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان".

 وفي هذا السياق أكّد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عبر تويتر أن "المملكة لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى ولن تقبل أي محاولة للتدخل في شؤونها الداخلية"، مضيفا "نتعامل مع ذلك بكل حزم".

وحظيت قرارات حكومته بتأييد سعودي واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تجرّأ عدد قليل من المستخدمين السعوديين على دعم موقف أوتاوا الداعي إلى الإفراج عن ناشطين حقوقيين. وكتبت صحيفة "الجزيرة" السعودية على صفحتها الأولى اليوم الثلاثاء (السابع من آب/ أغسطس): "السيادة خط أحمر"، بينما كتبت صحيفة "الرياض" بخط عريض "إلا الوطن".

وكانت السعودية قد طلبت من السفير الكندي مغادرة أراضيها وقررت استدعاء سفيرها في كندا وتجميد التعاملات التجارية معها ردا على تغريدة السفارة حول توقيف ناشطات بارزات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة. كما قررت وقف إرسال الطلاب إلى كندا والعمل على نقل هؤلاء الطلاب إلى دول أخرى، بينما أعلنت الخطوط الجوية السعودية عن إيقاف رحلاتها من وإلى تورونتو اعتبارا من الاثنين المقبل.

ص.ش/ أ.ح (أ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW