1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"انتكاسة دبلوماسية" للجزائر بعد القرار الأممي بشأن الصحراء

علاء جمعة أ ف ب
٧ نوفمبر ٢٠٢٥

يرى خبراء أن الدبلوماسية الجزائرية تواجه اختبارا صعبا بعد تبني مجلس الأمن الدولي قرارا لصالح المغرب في قضية الصحراء، يضاف العلاقات المضطربة مع جيرانها ومع فرنسا والإمارات، ورفض انضمامها إلى "بريكس". لكن هناك نجاحات أيضا.

رقابة جزائرية على مخيم الداخلة للاجئين عند نقطة تفتيش يديرها أفراد من قوات الأمن الصحراوية خارج مخيم الداخلة للاجئين، على بُعد حوالي 170 كيلومترًا جنوب شرق مدينة تندوف الجزائرية، في 14 يناير/كانون الثاني 2023.
يرى خبراء أن الدبلوماسية الجزائرية تواجه اختبارا صعبا بعد تبني مجلس الأمن الدولي قرارا لصالح المغرب في قضية الصحراء الغربية (أرشيف)صورة من: Ryad Kramidi/AFP/Getty Images

تواجه الدبلوماسية الجزائرية اختبارًا معقدًا بعد تبني مجلس الأمن الدولي قرارًا يعتبر أنمقترح الحكم الذاتيالذي يطرحه المغرب يمكن أن يشكّل "الحلّ الواقعي" لنزاع الصحراء الغربية، في خطوة تعكس تحولًا لافتًا في موازين المواقف داخل المجلس الدولي.

القرار الذي دُفع به بدعم من الولايات المتحدة، حظي بموافقة أحد عشر عضوًا، فيما امتنعت روسيا والصين وباكستان عن التصويت، وهي دول تُعدّ من أبرز حلفاء الجزائر، التي لم تصوت على مشروع القرار.

وقال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطّاف عقب التصويت إن "المغرب لم ينجح في فرض الحكم الذاتي كخيار وحيد لحل القضية الصحراوية"، مؤكدًا استمرار موقف الجزائر الداعم لحق تقرير المصير للصحراء.

لكن محللين يرون أن تبنّي القرار يشكّل "انتكاسة سياسية للدبلوماسية الجزائرية"، التي تسعى منذ سنوات إلى تثبيت حضورها في ملفات المنطقة.

تقول الباحثة سابينا هينبيرغ من معهد واشنطن إن "جهود المغرب في تسويق مبادرته بدأت تؤتي ثمارها، في وقت تواجه فيه الجزائر تحديات داخلية وإقليمية متزايدة".

وتعتبر الأمم الصحراء الغربية – المستعمرة الإسبانية السابقة حتى عام 1975 – من بين "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي" في ظل غياب تسوية نهائية. وهي الإقليم الوحيد فيالقارة الإفريقية، الذي لا يزال وضعه معلقًا بعد انتهاء الاستعمار، ويشهد نزاعا بين الرباط و جبهة بوليساريو  المدعومة من الجزائر، والتي تطالب باستفتاء لتقرير المصير.

 

توترات إقليمية وحدود مفتوحة على الأزمات

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه علاقات الجزائر مع محيطها توترات متعددة خاصة مع مالي والنيجر وبوركينا فاسو، عقب حادثة إسقاط طائرة مسيرة ماليّة داخل أجوائها في مارس/آذار الماضي، وما تبعها من تصعيد دبلوماسي متبادل.

كما تواصل الجزائر انتقاداتها لفرنسا بسبب ما تصفه بـ"ازدواجية المواقف"، وللإمارات بسبب دعمها لأطراف في ليبيا والساحل الإفريقي لا تتوافق مع مصالحها.

ويرى الباحث الجزائري حسني عبيدي أن السياسة الخارجية الجزائرية أنه "لا يمكن للجزائر أن تتحمل البقاء في خلاف دائم مع فرنسا"، القوة الاستعمارية السابقة، مشيرا إلى أزمة غير مسبوقة تجسدت في دعم فرنسا لخطة المغرب بشأن الصحراء الغربية. ويضيف "تحتاج (الجزائر) إلى إعادة ضبط أولوياتها" في ظل متغيرات سريعة بالمنطقة، مشيرًا إلى أن "هيمنة المؤسسة العسكرية على القرار السياسي تجعل الدبلوماسية الجزائرية بطيئة في الاستجابة للتحولات الدولية".

ومع تصاعد الدور المغربي داخل الاتحاد الإفريقي وتنامي علاقاته الاقتصادية مع أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء، تواجه الجزائر تحديًا استراتيجيًا مزدوجًا: الحفاظ على نفوذها التقليدي في القارة، وتفادي العزلة الدبلوماسية المتزايدة التي فرضها التوازن الجديد في مجلس الأمن.

رغبة في العودة للعب دور نشط على الساحة الدولية

انتهجت الجزائر تاريخيا مسار عدم الانحياز، لكن دبلوماسيتها شهدت تراجعا كبيرا منذ تعرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لسكتة دماغية في العام 2013. حينها، اختفت الجزائر إلى حد كبير من الساحة الدولية والإقليمية والعربية والأفريقية.  وسعت لاحقا إلى استعادة مكانتها على الساحة الدولية.

إلى جانب ثرواته النفطية، يُعرف البلد بخبرته في مقاومة المجموعات الإرهابية بعد أن شهد عقدا من الحرب الأهلية ضد الجماعات المتشددة.

وتوضح سابينا هينبيرغ "لقد أظهرت الجزائر في السنوات الأخيرة رغبتها في لعب دور أكثر نشاطا على الساحة العالمية، وخصوصا من خلال انتخابها في مجلس الأمن الدولي" كعضو غير دائم.  كما اتخذت "خطوات محدودة لتعميق علاقتها الثنائية مع الولايات المتحدة".

الصحراء الغربية.. ساحة صراع خفي بين القوى العظمى؟

30:04

This browser does not support the video element.

وبفضل الحرب في أوكرانيا، تمكن هذا البلد من أن يطرح نفسه كبديل لتوريد الغاز الطبيعي والنفط للدول الاوروبية التي تسعى الى الإقلال من اعتمادها على روسيا على صعيد الطاقة. وأرست تبعا لذلك علاقات قوية وخصوصا مع إيطاليا.

وعلى الصعيد الأفريقي، وقعت الجزائر في شباط/فبراير مع نيجيريا والنيجر اتفاقيات لتسريع تنفيذ مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء.

 ومع ذلك، "للسياسة الدبلوماسية الجزائرية حدود"، على ما يقول حسني عبيدي، مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسطي. ومن الأمثلة على ذلك، فشل ترشح الجزائر للانضمام إلى مجموعة بريكس في صيف العام 2023. ويوضح عبيدي أن "الرئيس عبد المجيد تبون تلقى رفضا شبه مهين من روسيا"، الحليف التاريخي الذي يزود الجزائر معظم أسلحتها.

تحرير: ع.ج.م

علاء جمعة صحافي وخبير اعلامي يعمل في DW وله مقالات متعددة عن الشأن الألماني والشأن الأوروبي
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW