1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبراء: تعليق استقدام طلاب أجانب يضر بسمعة واقتصاد أمريكا

ماثيو وارد أغيوس
٣٠ مايو ٢٠٢٥

في ظل توترات بين إدارة ترامب ومؤسسات التعليم العالي، وخاصة جامعة هارفارد، علقت الخارجية الأمريكية النظر في مقابلات منح التأشيرات للطلاب الأجانب. هذا الأمر سينعكس على الولايات المتحدة على مختلف الأصعدة، وفق خبراء.

طلاب أمام تمثال جون هارفارد في حرم جامعة هارفارد يناير/كانون الثاني 2024، في كامبريدج.
الطلاب الدوليون الراغبون في الالتحاق بالجامعات الأمريكية متشككون في قرارهم بعد التغييرات التي أجرتها إدارة ترامب على تأشيرات الطلاب.صورة من: Steven Senne/AP/picture alliance

أوقفت وزارة الخارجية الأمريكية معالجة تأشيرات الطلاب بناءً على أوامر من وزير الخارجية ماركو روبيو، وهو أحدث إجراء ضمن سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها إدارة ترامب بهدف تشديد إجراءات الهجرة.

يأتي هذا القرار، الذي يُلزم البعثات الدبلوماسية الأمريكية بتعليق مواعيد المقابلات لطلبات تأشيرات الطلاب الجدد، في ظل توترات مستمرة بين إدارة ترامب ومؤسسات التعليم العالي، وخاصة جامعة هارفارد.

وذكرت البرقية، التي نشرتها بوليتيكو، أن: "الوزارة تُجري مراجعة للعمليات والإجراءات الحالية لفحص وتدقيق طالبي تأشيرات الطلاب والتبادل، وبناء على هذه المراجعة، يتم التخطيط لإصدار توجيهات بشأن توسيع نطاق التدقيق على وسائل التواصل الاجتماعي لجميع هؤلاء المتقدمين".

ويتوافق نهج وزارة الخارجية مع الجهود المبذولة مع سياسة تشديد إجراءات البحث حول الأفراد الذين يدخلون الولايات المتحدة.

منذ تنصيب دونالد ترامب في يناير/كانون الثاني، طبّقت الإدارة إجراءات شاملة لاحتجاز وترحيل المهاجرين، ومنع دخول بعض المسافرين، بمن فيهم السياح، مما دفع العديد من الدول إلى تحديث تحذيراتها بشأن السفر.

تأتي هذه الخطوة في أعقاب جهود الحكومة لتحديد هوية الطلاب المشاركين في أنشطة جامعية، وربما اعتقالهم أو ترحيلهم، وخاصة الاحتجاجات ضد الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة على غزة. وقد قوبلت محاولات المؤسسات التعليمية للرد على إجراءات إدارة ترامب بتجميد المنح وخفض التمويل.

في مارس/آذار، ألغت الحكومة الأمريكية أكثر من 300 تأشيرة، حيث صرّح روبيو بأن الطلاب شاركوا في "أنشطة تتعارض مع مصلحتنا الوطنية وسياستنا الخارجية".

الطلاب الدوليون.. محرك اقتصادي رئيسي

استقبلت الولايات المتحدة أكثر من 1.1 مليون طالب دولي في العام الدراسي 2023-2024، حيث شكّل الطلاب من الهند حوالي 30% منهم، بينما شكّل الطلاب من الصين حوالي 25%.

لكن من المحتمل أيضا أن تتأثر المساهمة المالية الرئيسية التي يقدمها الطلاب للاقتصاد الأمريكي بوقف المقابلات. ووفقا لرابطة المدرسين الدوليين (NAFSA)، ضخ الطلاب الدوليون 43.8 مليار دولار (42.8 مليار يورو) في الاقتصاد الوطني خلال العام الدراسي 2023-2024.

وفي بيان لها، وصفت فانتا أو، المديرة التنفيذية والرئيسة التنفيذية لـ NAFSA، وقف المقابلات بأنه "هجوم آخر مقلق للغاية ضد الطلاب الدوليين، يُضاف إلى قائمة طويلة تشمل الاعتقالات، وإلغاء التأشيرات، وإنهاء نظام معلومات الطلاب والزوار المتبادلين (SEVIS)، وتهديد قدرتهم على الالتحاق ببعض المؤسسات الأمريكية".

وأثارت حملات التأشيرات السابقة قلق الطلاب الدوليين، وصار بعضهم يرى أن فرص العمل أو التعليم في الولايات المتحدة قد لا تستحق المخاطرة.

وقال مايكل كليمنس، الخبير الاقتصادي في شؤون الهجرة بجامعة جورج ماسون في ولاية فرجينيا الأمريكية، إن وقفا مؤقتا لطلبات تأشيرات الطلاب قد يكون له آثار سلبية كبيرة في جميع أنحاء البلاد.

وقال كليمنس في تصريح لـ DW: "هذا التوقف مُضر للغاية، فهو يسبب توجسا للطلاب الذين يُفكّرون في استثمار مبالغ طائلة للدراسة في الولايات المتحدة، خاصة أنه في العديد من الولايات، يُعدّ النظام الجامعي إما أكبر جهة توظيف، كما هو الحال في ولاية ألاباما، أو من أبرزها".

وحذر المتحدث من أن انخفاض أعداد الطلاب الدوليين قد يُقوّض إمكانات المشاريع الجديدة ويخنق الابتكار الأمريكي. وقال: "إن 15% من الشركات الناشئة الممولة برأس المال الاستثماري في أمريكا، مع كل ما تُوفّره من فرص عمل واستثمارات وتطور تكنولوجي، تعتمد على الطلاب الأجانب".

كما أن توقف تأشيرات الطلاب قد يُلحق ضررا بالغا بالاقتصاد المحلي، سواء أكان ذلك بسبب توفير فرص عمل صيفية، أو دعم الوظائف المحلية والشركات الصغيرة. ويُعرب كليمنس عن قلقه من أن الجهود المبذولة لخفض أعداد الطلاب الدوليين ستشلّ المدن الأمريكية الصغيرة.

إن الآثار الدائمة لفقدان أمريكا مكانتها كوجهة عالمية رائدة لأجيال قادمة، ستشعر بها كل زاوية من زوايا المجتمع، فهم جوهر الديناميكية والنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، ولن ينجو أحد من عواقبها.

فقدان الثقة في التعليم الأمريكي

روحام منظور، الذي درس في الولايات المتحدة، ويعمل الآن كمدير عام لشركة MACES، وهي شركة استشارات تعليمية في بنغلاديش تُقدّم المشورة للطلاب حول خيارات الدراسة حول العالم، يقول: "لقد قضيت وقتا رائعا هناك، أعتبر الولايات المتحدة موطني. لديّ شغف كبير بالتعليم الأمريكي، وأعتقد أنه من بين الأفضل في العالم". وأضاف: "إنه لأمر مُحزن أن نرى هذا يحدث".

وقال: "أعداد الطلاب الذين يأتون إلينا الآن بغرض الذهاب إلى الولايات المتحدة انخفضت بشكل كبير، ومع هذا، سيُحجم عدد كبير جدًا من الطلاب عن التقديم إلى الولايات المتحدة".

طلاب هارفارد قلقون من ترحيل زملائهم

آشيش مالك واحد من ملايين الطلاب الدوليين الذين استفادوا من الدراسة في الولايات المتحدة، وقد وصل إليها بالتأشيرة التي تُمنح عادة للطلاب الذين يزورون الولايات المتحدة ضمن برامج التبادل مثل الزمالات.

يتابع مالك زمالته في جامعة إدنبرة، وقد صرّح لـ DW قائلا: "هذه الخطوة ستجعل العديد من الطلاب الدوليين في حيرة بشأن ما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة لهم". وأضاف: "إذا فكرت في الذين خططوا للدراسة أو العمل في أمريكا، فستجد أن مستقبلهم على المحك".

وأضاف أن الجهود التي تبذلها إدارة ترامب لخفض المنح، ستجعل الطلاب الدوليين الذين يعتمدون على التأشيرات غير متأكدين من الآفاق داخل الولايات المتحدة على المدى الطويل. وأوضح مالك: "العديد من زملائي ليسوا متأكدين مما إذا كانت منحهم ستُمدَّد".

وبالنسبة لكليمنس، بصفته أستاذا في جامعة أمريكية، يأمل أن تُعيد إدارة ترامب النظر في سياساتها قبل أن يلحق ضرر دائم بالتعليم الدولي.

وقال: "إن الثقة التي يكنّها الطلاب الدوليون والمواهب المتميزة من جميع أنحاء العالم للولايات المتحدة تتزعزع بشكل ممنهج. وإلى أن تبدأ الحكومة الأمريكية بمحاولة إصلاح هذا الضرر، سيكون من الصعب أن أنصح الطلاب بمواصلة القدوم إلى الولايات المتحدة. وهذا أمرٌ محزنٌ للغاية بالنسبة لي".

أعدته للعربية: ماجدة بوعزة

تحرير: عبده جميل المخلافي

 

ماثيو وارد أغيوس يكتب ماثيو مختلف التقارير عن التاريخ والعلوم والصحة والمناخ والبيئة.
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW