خبراء: خليفة باخ يحتاج إلى التحلي بالهدوء لمواجهة العواصف
١٨ مارس ٢٠٢٥
سيحتاج من يحالفه الحظ بخلافة الألماني توماس باخ على رأس اللجنة الأولمبية الدولية إلى التحلي بالهدوء والدبلوماسية لمجابهة العواصف التي تفرضها التغيرات الجيوسياسية، في ظل التحديات الوجودية التي تُواجه الحركة الأولمبية.
سيحتاج من يحالفه الحظ بخلافة الألماني توماس باخ على رأس اللجنة الأولمبية الدولية إلى التحلي بالهدوء لمجابهة العواصف.صورة من: Volker Essler/SvenSimon/picture alliance
إعلان
يتنافس سبعة مرشحين الخميس (19 آذار/مارس 2025) للفوز برئاسة الهيئة الرياضية الأعلى في العالم ولخلافة توماس باخالذي يترك موقعه بعد فترة عصيبة دامت 12 عاماً، تخللتها جائحة كوفيد-19، فضيحة منشطات روسية والغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال مايكل باين الرئيس السابق للتسويق في اللجنة الأولمبية الدولية لوكالة فرانس برس: "أعتقد أن هذه الانتخابات الأولمبية هي الأكثر أهمية منذ ما يقارب نصف قرن". وتابع: "حتى إن بعض أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية يتوقعون بأن المستقبل القريب للحركة الأولمبية أصبح على المحك".
إعلان
تحديات جيوسياسية
وقال باين الذي عمل في اللجنة الدولية لنحو عقدين وهو صاحب الفضل بتجديد علامتها التجارية ومواردها المالية من خلال صفقات الرعاية، بأن اللجنة: "لم تكن في وضع أقوى قط" بفضل "الألعاب الأعظم على الإطلاق" التي أقيمت في باريس العام الماضي. إلا أنه أضاف بأن "التوقعات المستقبلية محفوفة بالمخاطر".
وقال الإيرلندي البالغ من العمر 66 عاماً: "لم تواجه اللجنة الأولمبية الدولية مثل هذه التوقعات الجيوسياسية المضطربة منذ سنوات عديدة". وتابع: "إن كيفية تعامل اللجنة الأولمبية الدولية مع عالم سياسي ممزق بشكل متزايد، والحفاظ على عالميتها، وكيفية تعاملها مع سوق التسويق والبث المتغير بسرعة، كل ذلك سيحدد مستقبل الحركة".
بدوره، رأى مارتن سوريل الذي أسس الشركة العملاقة في صناعة الدعاية "دبليو بي بي"، وترأس لجنة التواصل في الأولمبية الدولية بأن الرئيس المقبل يحتاج إلى مهارة محددة "حيث أن هناك "تقلبات هائلة في العالم" على حد تعبيره.
صورة من: AP/dpa/picture alliance
ماذا عن العلاقة مع ترامب؟
ويتعين على الرئيس الجديد التعامل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، خلال أولمبياد 2028 في لوس أنجليس. وقال سوريل لوكالة فرانس برس: "يتعين على رئيس اللجنة الأولمبية الدولية المقبل أن يتمتع بالذكاء السياسي واللباقة والطباع القوية واليد الثابتة". وأضاف: "يتعين على الرئيس المقبل أن يتمكن من الذهاب إلى البيت الأبيض وإظهار الاحترام". وتابع: "ويتعين عليه أو عليها التحلي بالهدوء تحت وطأة النيران في ظل ثلاثة تحديات جغرافية وجيوسياسية كبيرة تنتظره ــ روسيا/أوكرانيا، والصين، والشرق الأوسط مع إيران".
كذلك، يعتبر المدير السابق للجنة التسويق في الأولمبية الدولية، تيرينس بيرنز، بأن الرئيس المقبل يتعين عليه أن يواجه تحدي "ميل السياسيين إلى استخدام الألعاب الأولمبية كأداة سياسية". وتابع في حديثه لوكالة فرانس برس "أعتقد أن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية المقبل يجب أن يجتاز ما أسميه "اختبار المؤتمر الصحفي المشترك"، أي من الذي يمكنك أن تتخيله يجلس مقابل أو بجانب زعماء العالم اليوم ويدافع عن موقفه؟" وتابع "يجب أن تبقى اللجنة الأولمبية الدولية مستقلة، وأعتقد أن هذا الأمر سيشكل تحدياً أكبر فأكبر".
التكنلوجيا والذكاء الاصطناعي
وفيما رأى باين بأن ترامب سيكون "داعماً كبيراً" لألعاب لوس أنجليس 2028، يتوقع أن يواجه الرئيس المقبل "ليال بلا نوم". وقال باين إن "السياسة الخارجية لترامب والقرارات التنفيذية المفاجئة التي أصدرها قبل انطلاق الألعاب قد تؤدي إلى التسبب بمشاكل". "سوف يتطلب الأمر مهارات دبلوماسية وسياسية خاصة ومرونة لضمان مشاركة جميع الدول الـ 205 في لوس أنجليس في عام 2028 وحماية عالمية الحركة الأولمبية".
ورأى سوريل أن "العاملين الكبيرين هما الجغرافيا السياسية والتكنولوجيا"، مضيفاً "نحن نشهد ذلك بوضوح هنا". وتابع الإنكليزي البالغ 80 عاماً: "لا أستطيع التقليل من شأن التحولات السياسية والتكنولوجية التي سيتعين على الرئيس الجديد التعامل معها".
ويتفق بيرنز، الذي أصبح منذ مغادرته اللجنة الأولمبية الدولية عضواً في ست ملفات ناجحة لاستضافة الألعاب الأولمبية، مع هذا الرأي. وقال "من المرجح أن يقلب الذكاء الاصطناعي كل شيء رأساً على عقب، بدءا من التعليم وحتى الحوكمة". وأضاف: "قبل بضع سنوات، كانت التركيبة الاقتصادية والجيوسياسية المستقرة التي أدت إلى ظهور العالم الحديث المسالم أمراً "مسلماً به"، أما الآن فلم تعد كذلك".
ويجزم بيرنز أن هذه العوامل تزيد من التحديات التي تنتظر خليفة باخ. وأضاف: "كل هذا يعني أن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية المقبل سيواجه تحديات ووتيرة لم يكن من الممكن أن يتخيلها أسلافه". وتابع: "لذا، نعم، هذه الانتخابات لها أهمية كبيرة في العالم الأولمبي والرياضة العالمية بشكل عام".
ويتقدم الإسباني خوان أنتونيو سامارانش جونيور والبريطاني سيباستيان كو والزمبابوية كيرستي كوفنتري على أربعة مرشحين آخرين في الانتخابات المقررة الخميس في اليونان.
خ.س/ع.ش (أ ف ب)
عندما تصطدم السياسة بالرياضة
أثار دعم اللاعب الدولي الألماني مسعود أوزيل أقلية الإيغور في الصين وانتقاده صمت الدول الإسلامية على اضطهادها موجة من ردود الفعل السياسية. فيما يلي نظرة على بعض الاحتجاجات السياسية في عالم الرياضة.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Stansall
أوزيل يدعم أقلية الإيغور
تحول لاعب أرسنال الإنجليزي مسعود أوزيل والفائز بكأس العالم مع المنتخب الألماني إلى شخصية سياسية في السنوات الأخيرة. لقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان أدى إلى نهاية مسيرته الكروية مع منتخب المانشافت. صانع الألعاب أثار الانتقادات في بكين بعد تعليق نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتقد خلاله صمت المسلمين إزاء تعرض أقلية الإيغور المسلمة للاضطهاد في الصين.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Stansall
نضال إميلي دافيسون القاتل
أوائل الأمثلة على الاحتجاج من عالم الرياضة تعود إلى عام 1913، يومها انتصرت الحركة المنادية بحق المرأة في الاقتراع بفضل الاحتجاج القاتل لإميلي دافيسون. في يوم سباق الخيل "دربي" في إبسوم دخلت دافيسون المضمار ليصدمها حصان الملك جورج الخامس "أنمر". كانت دافيسون تقاتل من أجل حق المرأة في الحصول على التصويت، وهو ما حدث بعد خمس سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/empics/S&G
محمد علي يرفض تجنيد الجيش
رفض محمد علي التجنيد للقتال من الجيش الأمريكي في حرب فيتنام عام 1967. وأرجع نجم الملاكمة قراره إلى معتقداته الإسلامية ومعارضته للحرب. وألقي القبض على "كلاي" وأُدين لاحقًا بتهمة التهرب وجُرِّد من ألقابه، وجرى تعليق رخصة قتاله. وبقي كلاي، خارج الحلبة لمدة ثلاث سنوات حتى ألغيت إدانته في عام 1971.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Press
تحية "بلاك باور"
كانت واحدة من أكثر الاحتجاجات شهرة في عالم الرياضة عام 1968، عندما هز تومي سميث وجون كارلوس الأولمبياد في المكسيك بتحية "بلاك باور" على منصة التتويج بنهائي سباق 200 متر رجال. ونحى اللاعبان رأسيهما ورفعا القبعات السوداء على المنصة بينما يُعزف النشيد الوطني الأمريكي في خطوة أثارت غضب ملايين الأميركيين.
صورة من: AP
عبدالرؤوف يحتج على النشيد الأمريكي
احتّل لاعب كرة السلة الأمريكي محمود عبد الرؤوف عناوين الصحف في عام 1996 عندما رفض الوقوف للنشيد الوطني قبل المباريات، معتبرا أن العلم الأمريكي كان رمزًا للقمع. وقال أيضًا إن هذا الموقف يتعارض مع معتقداته الإسلامية. أوقفه الدوري الاميركي للمحترفين وفرض عليه غرامة أكثر من 31 ألف دولار لكل مباراة فاتته بسبب الإيقاف. غير أنه توصل بعد أيام من الخلاف إلى حل وسط مع الدوري.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Spencer Green
كاثي فريمان ترفع العلمين
في دورة ألعاب الكومنولث عام 1994، احتفلت كاثي فريمان بانتصاراتها في سباق 200 متر و400 متر من خلال
رفع علم إستراليا الوطني وعلم السكان الأصليين احتفاءً بأصولها. ووجه منظمو اللعبة للعداءة عقوبة اللوم، لكن فريمان احتفلت بالميدالية الذهبية في منزلها في سيدني عام 2000 بحملها كلا العلمين مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/EMPICS
بواتينغ ضد الهتاف العنصري
اتخذ لاعب كرة القدم الغاني المولد في ألمانيا كيفن برينس بواتينغ موقفًا ضد الهتافات العنصرية في عام 2013 من خلال الخروج من الملعب في مباراة ضد فريق الدرجة الرابعة الإيطالي برو باتريا. توقفت المبارة بعد 26 دقيقة عندما استهدف جزء من مشجعي فريق برو باتريا لاعب خط وسط ميلان الذي كان هو آنذاك، وكان رد فعله على الإيذاء بالتقاط الكرة وركلها عند الحشد في المدرجات خلفه.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Pizzoli
"لا استطيع التنفس"
تحتل حركة "حياة الأشخاص السود" موقع الصدارة في العديد من الاحتجاجات والحملات في السنوات الأخيرة بالولايات المتحدة. كان من أبرزها عام 2014 عندما ارتدى ليبرون جيمس وزملاؤه في دوري السلة الأميركي للمحترفين كيري إيرفينغ وجاريت جاك وكيفن جارنيت قمصان "لا أستطيع التنفس" في إشارة إلى الكلمات الأخيرة لإريك غارنر، وهو أمريكي أسود غير مسلح توفي بعدما وضعه ضابط الشرطة في مخبأ.
صورة من: imago/UPI Photo
احتجاج عند خط النهاية
صنع صاحب الميدالية الفضية الأوليمبية فيسا ليليسا اسمًا له في أولمبياد 2016 في ريو دي جانيرو - لكن هذا لم يكن بالضرورة لأدائه في الماراثون. حينما وصل العداء الإثيوبي خط النهاية في المرتبة الثانية وضع ذراعيه فوق رأسه تضامناً مع نشطاء "الأورومو" الذين نظموا احتجاجات في إثيوبيا طلبا للجوء.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Morin
ركوع كوبرنيك على الركبة
ركع لاعب كرة القدم الأمريكية كولن كوبرنيك على ركبته خلال النشيد الأمريكي في عام 2016، مما أدى إلى حملة "اركع على الركبة" احتجاجا على التمييز والعنف العرقي في الولايات المتحدة. انتقد الرئيس دونالد ترامب بشدة كوبرنيك والحركة الشهيرة مما أدى إلى غضب اللاعبين والعديد من المواطنين الأمريكيين على حد سواء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. J. Sanchez
"يجب أن ندعو إلى التغيير"
جوين بيري وريس إمبودين أظهرا أيضا غضبهما من القضايا الاجتماعية في الولايات المتحدة. قبل عام من التنافس أمام جماهير ضخمة في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، حيث احتج الاثنان على سياسات دونالد ترامب بعدما ركع أحدهما على ركبته في اللقطة التي اشتهر بها كولن كوبرنيك، وقام الآخر برفع يده على غرار تومي سميث وجون كارلوس قبل عقود.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Lima 2019 News Services/J. Sotomayor