1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران

٢٦ أبريل ٢٠٢٤

لسنوات، تشن إسرائيل غارات داخل سوريا لضرب أهداف مرتبطة بإيران أو حزب الله، وهي غالبا لا تؤكد أو تنفي ذلك. ولاحظ مراقبون أن هذه الضربات زادت حدتها منذ بداية حرب غزة، ما قد يجعل سوريا ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران.

حرائق وركام مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق عقب تعرضه لقصف نُسب لإسرائيل (1/4/2024)
حملت إيران إسرائيل مسؤولية قصف قنصليتها في دمشق، وعلى غثر ذكل شنت غارات على الدولة العبرية.صورة من: Firas Makdesi/REUTERS

بعد أسبوع واحد فقط من الهجوم الذي نُسب إلى إسرائيل باستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، خرج الرئيس السوري بشار الأسد إلى شوارع العاصمة حيث أدى صلاة عيد الفطر.
ويقول مراقبون إن الأسد بدا وكأنه رابط الجأش رغم قيام دولة أجنبية قبل أيام قليلة بشن هجوم أسفر عن مقتل عسكريين كبار داخل عاصمة بلاده. وفي ذلك، يرى حايد حايد، الباحث في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمركز "تشاتام هاوس" البحثي في ​​لندن، أن الرئيس السوري كان متعمدا في الظهور علنا بهذا الشكل.
وخلال حلقة نقاشية نظمها المركز قبل أيام، قال حايد إنه لم يتم "التقاط صور للأسد (خلال العيد) بشكل عرضي لأن الأمر يعد جزءاً من حملة أوسع لإظهار أن العمل يسير كالمعتاد. الأسد رغب في بعث رسالة مفادها أن سوريا لن تكون جزءا من أي رد انتقامي على  الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية وأيضا للتأكيد على أن الأراضي السورية لن تكون مسرحا لهذا الرد".
وأشار الباحث إلى أن أسلوب الأسد ليس مفاجئا، مضيفا "ظل الرئيس السوري منذ بداية الحرب في غزة ينأى بنفسه عن التصعيد الإقليمي ويصور نفسه على أنه طرف محايد".
ويعزو الباحث ذلك إلى عدة اسباب أبرزها عدم جاهزية الجيش السوري للرد بسبب الحرب الأهلية المستمرة منذ عام 2011 وأيضا بسبب الوضع الاقتصادي المتردي في سوريا. ويقول الباحث إن الحياد السوري المزعوم يمكن أن يخدم أجندة الأسد الخارجية.

سوريا ممر إيران إلى لبنان

ويأتي موقف دمشق هذا رغم الهجمات المنسوبة لإسرائيل ضد مواقع داخل الأراضي السورية منذ أكثر من عشر سنوات عقب انخراط إيران في الأزمة السورية بداية من عام 2021 لترجيح كفة النظام السورية في مواجهة المعارضة.
 في المقابل، استفادت طهران من انخراطها في القتال بسوريا حيث باتت الأخيرة بمثابة ممر بري لنقل المعدات والمقاتلين إلى لبنان، حيث يتمركز حزب الله. ويقول خبراء إن ميليشيا حزب الله باتت الآن تلعب دور وكيل إيران الرئيسي في لبنان.

وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني -أو جناحه العسكري- منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
وإسرائيليا، آثار الوجود الإيراني  المتزايد في سوريا قلق الجيش على وقع مخاوف من تمركز عناصر وبنية تحتية إيرانية قرب الحدود الإسرائيلية وهو ما دفع إسرائيل إلى استهداف مواقع داخل سوريا بانتظام.

وفي تعليقها، قالت مجموعة الأزمات الدولية إن "مصلحة إسرائيل الأساسية في سوريا تتمحور في منع تحول النفوذ الإيراني إلى وجود عسكري استراتيجي في جميع أنحاء سوريا بما في ذلك إنشاء بنية تحتية عسكرية. لقد نفذت إسرائيل أكثر من 100 غارة على قوافل ومستودعات تخدم خطوط الإمداد السورية إلى حزب الله"، حسب مجموعة الأزمات. وأشارت مجموعة الأزمات إلى أنه منذ عام 2017، تزايدت وتيرة الهجمات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية فيما رجح بعض المراقبين حدوث هجمات إسرائيلية بشكل شبه أسبوعي.

ونادرا ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنّها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا. 

لماذا لا ترد سوريا؟

ويقول مراقبون إن النظام السوري ليس في وضع يسمح له بالرد على إسرائيل بسبب استمرار الحرب الأهلية واهتمام النظام أكثر ببقاء الأسد على سدة الحكم.
وذهب بعض المحللين إلى أنه حتى في حالة قيام النظام السوري بالرد، فإن الأمر لم يكن ليتعدى إطلاق صواريخ على أرض فارغة فيما يبدو أن إسرائيل تستهدفأهدافا إيرانية  في سوريا بمعنى أنها لا تستهدف في الغالب مواقع تابعة للنظام السوري.

 

بيد أنه عقب هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي، تزايدت وتيرة الضربات الإسرائيلية في سوريا، حيث كانت إسرائيل تتجنب في السابق بشكل رئيسي قتل عناصر إيرانية أو أخرى تابعة لحزب الله، لكن الأمر تغير الآن، بحسب حايد هايد.
وأضاف الباحث أن التغير تحول من "استهداف شركات تابعة لإيران إلى القضاء المباشر على قيادات إيرانية في سوريا فيما كان الأمر مدفوعا بسبب  هجوم حماسوالاستياء الإسرائيلي من إخفاقات استراتيجيتها". 
يذكر أن حماس وهي جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة تصنها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

الجدير بالذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، قد أشار أواخر الشهر الماضي إلى احتمالات اتساع دائرة التصعيد مع حزب الله، قائلا: "أينما كان حزب الله نذهب، وينطبق هذا على بيروت وبعلبك وصور وصيدا والنبطية وكامل القطاع، وينطبق أيضا على أماكن أبعد بكثير مثل دمشق وغيرها، حيثما نحتاج إلى التحرك.. سنتحرك".
ويقول مراقبون إن الأمر بلغ ذروته مع قصف القنصلية الإيرانية في دمشق مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصا بينهم سبعة قادة عسكريين كبار في الحرس الثوري الإيراني. وألقت إيران باللوم في هذا الهجوم على إسرائيل  رغم أن الأخيرة لم تؤكد أو تنف قيامها بالهجوم. وبعد الهجوم بأسبوعين، شنت إيران هجوما بمسيرات وصواريخ على إسرائيل .


ورغم التصعيد الأخير، إلا أن خبراء يرجحون استمرار الهجمات غير المباشرة بين إسرائيل وإيران.

وفي تعليقها، قالت دارين خليفة، المحللة البارزة للشأن السوري في مجموعة الأزمات الدولية، إن "الحكمة السياسية التقليدية تشير إلى أن الهجمات في سوريا منخفضة التكلفة"، في إشارة إلى حقيقة مفادها أن النظام السوري لا يقوم بالرد. وأضافت "اعتقد أننا سنستمر في رؤية سوريا كمنصة انطلاق لشن هجمات ينفذها وكلاء إيران في سوريا التي ستظل بمثابة قاعدة خلفية، فيما ستستمر إسرائيل  في استهداف المواقع الإيرانية في سوريا".

وحذرت الخبيرة من خطورة تحويل سوريا إلى ساحة معركة بين إيران وإسرائيل، مشيرة إلى أن الأمر قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي. وفي ذلك، قالت "ما نشهده يتمثل في تصعيد تدريجي على المستوى الإقليمي. لقد قام كل طرف بزيادة هجماته على الطرف الآخر سواء بالكم أو بالكيف. الاعتقاد بأن مثل هذه [الهجمات] ستظل منخفضة التكلفة، لا يعني أن الطرف الأخر يرى ذلك أيضا فضلا عن أن هناك احتمالات بحدوث هامش ضئيل للخطأ أو سوء التقدير".

أعده للعربية: محمد فرحان

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW