خبراء في علم النفس: مشاهدة مباريات كأس العالم تطيل العمر
٥ ديسمبر ٢٠٢٢
أكد خبراء في علم النفس أن تشجيع الفرق خلال مباريات كرة القدم يعود بمنافع كثيرة على صحة الإنسان النفسية والجسدية كما أنه يخلق لدى الإنسان شعوراً بالهوية ويعد فرصة رائعة للتواصل مع الآخرين.
إعلان
لا شك أن بطولة كأس العالم هذا العام في قطر تزخر بالإثارة والمتعة، وسواء كنت من مشجعي كرة القدم أو لا، فأنت تشعر بالقطع بالحماسة وأنت ترى منتخب بلادك يتقدم في التصفيات وصولاً إلى الأدوار النهائية، أو ينتابك شعور بالحسرة عندما ترى فريقك المفضل يخرج من المونديال إثر هزيمة مفاجأة في اللحظات الأخيرة من المباراة أو حتى بفارق الأهداف بفعل حسابات المكسب والخسارة في ختام أدوار المجموعات.
ورغم أن السفر آلاف الأميال لمشاهدة مباريات المونديال من المدرجات مسألة بالغة الصعوبة بالنسبة للغالبية العظمى من الناس، يؤكد خبراء طب النفس أن هناك أسباباً علمية جيدة تدعوك إلى مشاهدة مباريات كأس العالم على شاشات التليفزيون، بل ويسردون العديد من الفوائد الصحية التي تنجم عن تشجيع فريقك المفضل في البطولة.
فرصة للتواصل
وتقول كاري ويلاند استاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة تولان في ولاية نيو أورليانز الأمريكية إن البشر بطبعهم كائنات اجتماعية، وبطولة كأس العالم هي فرصة رائعة للتواصل مع الآخرين وإيجاد أرضية اجتماعية مشتركة.
وتوضح، في تصريحات للموقع الإلكتروني "بوبيولار ساينس" الأمريكي المتخصص في الأبحاث العلمية أن تشجيع منتخب كرة قدم يجعلك تشعر بالارتباط بشيء أكبر منك، كما يخلق لدى الإنسان شعوراً بالهوية.
وتشير خبيرة طب النفس إلى أهمية الفرح الجماعي الذي يشعر به الإنسان أثناء مشاهدة مباريات كأس العالم سواء مع أفراد العائلة أو حتى برفقة أشخاص غرباء في مكان عام مثل المقهى أو غيرها، لاسيما إذا ما سجل الفريق الذي تشجعه هدفا أو أكثر خلال المباراة، وتقول: "عندما تتشارك في هذه الانفعالات الإيجابية مع آخرين، فإن ذلك يؤدي إلى تعزيز هذه المشاعر الجماعية وخوض تجربة انفعالية أفضل".
وتضيف أن مشاهدة لحظات الهزيمة تعتبر أيضاً تجربة جماعية تعزز الروابط الاجتماعية مع الآخرين، على حد قول ويلاند، التي ترى أن الصلات الاجتماعية تتوطد كذلك أثناء التعليق على المباراة بعد انتهائها على مواقع التواصل الاجتماعي وتحليل الأسباب التي أدت إلى الهزيمة.
التشجيع يرفع من تقدير الذات
وخلصت دراسة نشرتها الدورية العلمية "كوميونيكشن أند سبورت" المتخصصة في طب النفس الرياضي عام 2019 إلى أن تشجيع الفرق الرياضية الفائزة يرفع من درجة احترام أو تقدير الذات للمشجعين لمدة يومين بعد المباراة.
ورغم أن هذه المعلومة تحتاج إلى مزيد من التوثيق العلمي، تؤكد ويلاند وجود مفهوم في طب النفس يسمى "الانغماس في المجد الناجم عن انجازات الآخرين"، ويقصد به أن "يرتبط شخص ما بانتصار غيره على اعتبار أنهما ينتميان إلى نفس المجموعة"، وتقول إن الاستغراق في التشجيع يجعل الجمهور يشعر كما لو كان جزءا من الفريق ومشاركا في الفوز.
وتسرى هذه القاعدة على حد قولها على جماهير الفرق الموسيقية أو أنصار الأحزاب السياسية أو مشجعي الفرق الرياضية، حيث يشعرون أن تشجيعهم ساعد في انتصار الفريق الذي يناصرونه.
.. ويطيل العمر لكن بشروط!
وتقول ويلاند إن تشجيع الفرق في مباريات كأس العالم يطيل العمر، ولكن ذلك يتوقف على طريقتك في التشجيع سواء كنت تجلس على الأريكة طوال المباراة وأنت تحدق في الشاشة أمامك، أو انك تتقافز وتتفاعل حركيا مع كل فرصة أو هجوم خلال المباراة، وتوضح أنه بالرغم من أن هذا النوع من التشجيع الحماسي لا يرقى إلى حد ممارسة التدريبات البدنية، تجعل هذه الحركات الصغيرة الجسم في حالة حركة مستمرة وتجدد نشاطه.
ويضيف الخبراء أن التواصل الاجتماعي في حد ذاته له تأثير إيجابي على إطالة عمر الإنسان، فالعلاقات الاجتماعية والشعور بالانتماء أثناء مشاهدة الفعاليات الراضية يقترن بتحسن الصحة البدنية والنفسية، ويرتبط مشاهدة المباريات الرياضية بتخفيف أعراض الاكتئاب التي أثبتت بعض الدراسات أنها تقلل عمر الإنسان بواقع 10 إلى 12 عاما في المتوسط. وبالتالي فعندما تحصل على الدعم الاجتماعي النابع من تشجيع مباريات المونديال، فهناك دلائل علمية على أنك تقلل مخاطر الوفاة المبكرة.
التشجيع يخفف من توترات الحياة
ويرى باحثون أن الانغماس في متابعة مباريات كأس العالم يساعد في تخفيف التوتر وصرف الذهن مؤقتا عن متاعب الحياة اليومية. ويقول إيريك زيلمر اخصائي طب النفس العصبي بجامعة دريكسل بولاية فيلادلفيا الأمريكية إن "مشاهدة الفرق التي تحتفل بالفوز في كأس العالم قد يكن ملاذا مؤقتا من الواقع"، مشيرا إلى أن لعبة رياضية مثل كرة القدم لها قواعد وقوانين منظمة قد يكون لها تأثير علاجي لمن يشكون من تقلبات الحياة ومتغيراتها.
ويقول زيملر في تصريحات لموقع "بوبيولار ساينس" إن "الرياضة تجعلنا نشعر أننا على قيد الحياة، وهي أيضا عنصر محفز كي نجد في أنفسنا صفات لا نراها"، بمعنى أن الرياضة تتعلق أساسا بالتغلب على العقبات، وإذا كان ذلك ممكنا في عالم الرياضة، فمن الممكن أن يتحقق في الواقع.
وترى ويلاند أن مباريات كأس العالم قد تكون أيضا حافزاً لدى البعض لممارسة الرياضة، وقد تلهم الأطفال الصغار من أجل الاشتراك في رياضات معينة من منطلق الاعجاب ببعض نجوم كرة القدم مثل ليونيل ميسي أو كيليان مبابي.
وينصح زيلمر بالاستفادة من مباريات المونديال كعامل محفز أو كمكافأة للقيام ببعض الأنشطة الثقيلة على النفس، فإذا لم تكن تحب ممارسة التريض على سبيل المثال رغم اهميته للصحة، فيمكنك أن تعتبر في قرارة نفسك أن مشاهدة المباراة المقبلة لفريقك المفضل في المونديال هي مكافأة لنفسك في حالة إذا ما خرجت للتريض.
ع.ح./ (د ب ا)
بالصور.. تعرف على ملاعب بطولة كأس العالم قطر 2022
بين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول تستضيف قطر مباريات مونديال 2022 لكرة القدم. وتقام البطولة على ثمانية ملاعب، سبعة منها بُنيت خصيصاً للحدث العالمي الذي يقام مرّة كل أربع سنوات.. فما هي تلك الملاعب؟
صورة من: Qatar's Supreme Committee for Delivery and Legacy/AFP
إستاد لوسيل - استدامة مع نقوش إسلامية
يعكس هيكله وواجهته النقوش بالغة الدقة على أوعية الطعام والأواني، وغيرها من القطع الفنية التي وجدت في أرجاء العالم العربي والإسلامي. روعي في تشييده توظيف مجموعة من ممارسات الاستدامة، بما فيها سقف مصنوع من مادة متطوّرة تساعد في توفير الحماية من الرياح الساخنة والأتربة، والسماح بنفاذ قدرٍ كافٍ من ضوء الشمس لنمو العشب في الملعب مع توفير الظل.
صورة من: Mohammed Dabbous/AA/picture alliance
ملعب نهائي المونديال
يقع إستاد لوسيل على بعد 16 كلم شمال الدوحة، وسيستضيف ملعبه 10 مباريات حتى نصف النهائي والنهائي المنتظر. وسيتحوّل الملعب، البالغة سعته 80 ألف متفرج، إلى مركز حيوي يستفيد منه سكان مدينة لوسيل الحديثة بعد انتهاء المونديال: "مدارس، ومتاجر، ومقاهٍ، ومرافق رياضية، وعيادات صحية". واشتُق اسم المدينة من "الوسل" وهي نبتة نادرة تعتبر منطقة لوسيل موطنها الأصلي.
صورة من: Mohammed Dabbous/AA/picture alliance
إستاد البيت - بيت سكان البادية
افتتح في 9 أيلول/ سبتمبر 2022 بمباراة بين الزمالك بطل مصر والهلال بطل السعودية. استوحي تصميم استاد البيت من بيت الشّعر أو الخيمة التقليدية التي سكنها أهل البادية في قطر ومنطقة الخليج على مرّ التاريخ الذين عاشوا مرتحلين في صحراء قطر بحثاً عن الكلأ والماء. سعته 60 ألف متفرج ويقع على مدخل مدينة الخور على بعد 43 كلم من وسط المدينة. شهد هذا الاستاد تسجيل رقم قياسي في فرش الأرضية العشبية.
صورة من: Xinhua News Agency/picture alliance
ملعب القمة النارية بين ألمانيا وإسبانيا
بدأت الحديقة العامة في المنطقة المحيطة بإستاد البيت في استقبال الجمهور منذ شباط/فبراير 2020. وإستاد البيت مجهز بسقف قابل للطي بالكامل وسيستضيف 9 مباريات بينها الأولى لقطر أمام الإكوادور وقمة ألمانيا-إسبانيا في دور المجموعات، حتى الدور نصف النهائي. صُمّمت مقاعد الجزء العلوي من المدرجات بشكل قابل للتفكيك بعد انتهاء كأس العالم.
صورة من: MB Media Solutions/imago
إستاد الجنوب من تصميم زها حديد
شُيد في أحد أقدم أحياء قطر المأهولة بالسكان. يقع في مدينة الوكرة الجنوبية على بعد 23 كلم من وسط الدوحة وبسعة 40 ألف متفرج سيتم تخفيضها بعد المونديال. صمّمته المهندسة المعمارية العراقية الراحلة زها حديد، مستلهمة فكرته من أشرعة المراكب التقليدية، في تخليد لتراث مدينة الوكرة الساحلية العريقة التي عُرفت عبر التاريخ كمركز للصيد والبحث عن اللآلئ.
صورة من: Igor Kralj/Pixsell/picture alliance
من الوكرة إلى الجنوب
إستاد الجنوب مجهّز بتقنية تبريد مبتكرة وسقف قابل للطي. سيستضيف 7 مباريات من دور المجموعات حتى دور الـ16. أُعلن عن جاهزيته في 16 أيار/مايو 2019 خلال استضافته نهائي كأس الأمير وفوز الدحيل على السد، وتم تغيير اسمه من الوكرة إلى الجنوب.
صورة من: picture alliance / M.i.S.-Sportpressefoto
إستاد أحمد بن علي
يطلق عليه أيضاً اسم (الريان)، ويقع في واحدة من أكثر المدن التقليدية في قطر. بُني الملعب الذي يتسع لأربعين ألف متفرج في موقع إستاد كان يحمل الاسم نفسه ويقع على مشارف الصحراء، على بُعد 20 كلم غرب وسط الدوحة. تتزيّن واجهته الخارجية المتموجة برموز تمثل الثقافة القطرية. تعكس المرافق المحيطة بالاستاد طبيعة قطر، حيث تأخذ شكل الكثبان الرملية. ومن المقرر أن يستضيف 7 مباريات في المونديال حتى دور الـ16.
صورة من: picture alliance/dpa
إستاد خليفة الدولي
شاهد على تاريخ كرة القدم وألعاب القوى في البلاد. تمّ تجديده وإضافة 12 ألف مقعد جديد لاستضافة كأس العالم. أصبح أول استادات المونديال جاهزية في 19 أيار/مايو 2017، عندما استضاف نهائي كأس الأمير بحضور أكثر من 40 ألف متفرج. يقع الإستاد التاريخي الذي تم تشييده عام 1976 في قلب مؤسسة "أسباير زون" وعلى مقربة من مستشفى "سبيتار" في منطقة الريان.
صورة من: picture alliance / GES/Markus Gilliar
متحف قطر الرياضي
سيستضيف خلال المونديال 8 مباريات حتى دور الـ16 إضافة إلى مباراة تحديد المركز الثالث. استضاف الإستاد الذي يبعد 13 كلم عن وسط الدوحة العديد من الفعاليات مثل دورة الألعاب الآسيوية 2006، كأس آسيا 2011، بطولة العالم لألعاب القوى 2019، بطولة كأس الخليج 24 وكأس العالم للأندية 2019. يعلو سقفه قوسان ويتصل من خلال ممر مشاة قصير بمتحف 3-2-1 قطر الأولمبي والرياضي.
صورة من: Christian Charisius/picture alliance/dpa
إستاد الثمامة - تصميم قطري
هو الملعب المونديالي الوحيد من أصل ثمانية غير مجهّز بتقنية التبريد. يمتاز بتصميمه المستوحى من "القحفية" أو قبعة الرأس التقليدية التي يرتديها الرجال والأطفال في أنحاء العالم العربي. صمّمه المعماري القطري إبراهيم الجيدة، وسيستضيف 8 مباريات من دور المجموعات وحتى الدور ربع النهائي. يتسع لأربعين ألف متفرج ويقع على بعد 13 كلم جنوب وسط الدوحة.
صورة من: picture alliance / GES/Markus Gilliar
إستاد المدينة التعليمية - مقر منتخب السيدات
تتميز واجهته بالمثلثات التي تشكل زخرفات هندسية متشابكة تعكس نور الشمس، وتبدي تغيراً في ألوانها كلما تغيرت الزاوية التي تطل منها أشعة الشمس. يقع في قلب مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع على بُعد 12 كلم من وسط المدينة. سيتحول الملعب الذي يتسع لأربعين ألف متفرج بعد المونديال إلى مقرّ لمنتخب قطر الوطني للسيدات. سيستضيف 8 مباريات بين دور المجموعات وربع النهائي.
صورة من: picture alliance / NurPhoto
إستاد 974 - أول إستاد قابل للتفكيك
يدخل في بنائه 974 حاوية للشحن البحري ووحدات مستقلة من الصلب، مستوحياً تصميمه من الإرث البحري والتجاري لقطر. كان مقرراً أن يُطلق عليه اسم (راس أبو عبود) حيث يتناغم مع اسم ميناء يقع على مقربة منه. يُعدّ أول استاد قابل للتفكيك بالكامل في تاريخ المونديال
صورة من: Igor Kralj/Pixsell/picture alliance
أهلا بكم في كورنيش الدوحة
تتسع مدرجات إستاد 974 إلى 40 ألف مشجع ويطلّ على كورنيش الدوحة وناطحات السحاب في منطقة الخليج الغربي وبالإمكان الوصول إليه عبر محطة مترو تبعد مسافة 800 متر. سيستضيف 7 مباريات حتى دور الـ16، ويقع على مقربة من مطار حمد الدولي على بعد 10 كلم شرق وسط الدوحة. إعداد: عماد حسن
صورة من: Qatar's Supreme Committee for Delivery and Legacy/AFP