خبراء: منصات محادثة الذكاء الاصطناعي قد تزيد الأمراض العقلية
خالد سلامة د ب أ
١٢ أكتوبر ٢٠٢٥
على عكس حديث البعض عن فوائد نفسية للذكاء الاصطناعي، حذر خبراء من مخاطر التشويش النفسي والعقلي. كيف تعمل تلك المنصات كجزء من "حلقة تغذية استرجاعية" مع المرض النفسي بما قد يعزز أوهام المريض؟
أظهرت دراسات مختلفة نشرت مؤخراً أن منصات الدردشة يبدو أنها تشجع الأشخاص الذين يتحدثون معها عن الانتحار على الإقدام عليه.صورة من: Jaap Arriens/NurPhoto/picture alliance
إعلان
حذر خبراء الصحة من عدة جامعات رائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي، من أن الذكاء الاصطناعي لا يؤدي إلى تشويش أفكار وعقل المستخدمين نتيجة المعلومات المضللة فقط، وإنما يخلق لديهم شعوراً بالتشويس النفسي.
واكتشفت العديد من الدراسات المنشورة مؤخراً أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تغيير تصورات الواقع كجزء من "حلقة تغذية استرجاعية" بين منصات محادثة الذكاء الاصطناعي والمرض النفسي، مما يعزز أي معتقدات وهمية قد تكون لدى المريض.
"علاقة عاطفية" مع منصات دردشة الذكاء الاصطناعي
وذكر فريق من جامعة أكسفورد وكلية لندن في ورقة بحثية لم تنشر بعد: "بينما يتحدث بعض المستخدمين عن فوائد نفسية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، تظهر حالات مثيرة للقلق، بما في ذلك تقارير عن حالات انتحار وعنف وأفكار وهمية مرتبطة بعلاقات عاطفية يسقط فيها المستخدم مع منصة الدردشة". وحذر فريق الباحثين من أن "الاعتماد السريع على منصات الدردشة كرفقاء اجتماعيين شخصيين" لا يخضع لدراسة كافية.
وأشارت دراسة أخرى، أجراها باحثون في كلية كينغز لندن وجامعة نيويورك، إلى 17 حالة تشخيص بالذهان بعد التفاعل مع منصات دردشة مثل تشات جي.بي.تي وكوبايلوت.
هل تشجع منصات دردشة الذكاء الاصطناعي على الانتحار؟
وبحسب مجلة نيتشر العلمية يمكن أن تتضمن حالة الذهان "الهلوسة والضلالات والمعتقدات الخطأ... ويمكن أن تنجم هذه الحالة عن الاضطرابات العقلية مثل انفصام الشخصية والاضطراب ثنائي القطب (اضطراب نفسي يسبب نوبات من الاكتئاب ونوبات أخرى من الابتهاج غير الطبيعي) والضغط الشديد وتعاطي المخدرات".
وأظهرت دراسة مختلفة نشرت مؤخراً أن منصات الدردشة يبدو أنها تشجع الأشخاص الذين يتحدثون معها عن الانتحار على الإقدام عليه.
وأصبحت منصات محادثة الذكاء الاصطناعي مشهورة بـ"الهلوسات"، حيث تقدم إجابات غير دقيقة أو مبالغ فيها على الاستفسارات والمطالبات من المستخدمين، في حين تشير أبحاث أحدث إلى استحالة استئصال هذه السمة من منصات الدردشة الآلية.
تحرير: عارف جابو
ابتكار ألماني يساعد على إخماد حرائق الغابات بالذكاء الاصطناعي
تزايد حرائق الغابات، بات يستدعي التصرف على وجه السرعة. لهذا يتم حاليا اختبار طائرات بدون طيار للكشف عن الحرائق وإخمادها في ولاية براندنبورغ الألمانية. فكيف تخمد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي حرائق الغابات؟
صورة من: RALF HIRSCHBERGER/AFP
طائرات بدون طيار لمكافحة حرائق الغابات
تمثل حرائق الغابات مشكلة في براندنبورغ منذ سنوات بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ. في المستقبل، تريد إحدى الشركات في برلين استخدام طائرات بدون طيار للمساعدة في اكتشاف الحرائق ومكافحتها. في 27 مارس/ آذار 2025، أقلعت طائرة بدون طيار من شركة "Dryad Networks GmbH" في رحلتها الأولى بالقرب من بلدة إبرسفيلده.
صورة من: RALF HIRSCHBERGER/AFP
الأمل الأخضر في وسط براندنبورغ
على شكل كرة غولف كبيرة الحجم، يعد هذا المجسم بمثابة عنبر للطائرة بدون طيار "Silvaguard" والتي يتم التحكم فيها عبر الذكاء الاصطناعي. يعد هذا أول نظام بدون طيار مستقل يعتمد على الذكاء الاصطناعي. ويأمل مطورها أن يتمكن يومًا ما من اكتشاف الحرائق الجديدة وإطفائها في غضون دقائق.
صورة من: RALF HIRSCHBERGER/AFP
تكنولوجيا استشعار الحرائق
بمجرد أن يكتشف جهاز الاستشعار حريقاً في الغابة، تنطلق الطائرة بدون طيار نحو جهاز الاستشعار بشكل مستقل بهدف تحليل الوضع، وفق متحدث باسم الشركة. وبفضل الصور المرسلة لحجم وموقع الحريق، يتمكن قسم الإطفاء من إرسال خدمات الطوارئ إلى هناك حسب الحاجة.
صورة من: RALF HIRSCHBERGER/AFP
طرق إخماد حرائق "لا يمكن إيقافها"
وقال ليندون برونتو، خبير مكافحة حرائق الغابات في معهد الغابات الأوروبي، إن حرائق الغابات وصلت إلى مرحلة "لا يمكن إيقافها بشكل أساسي". ولذلك، يجب اتخاذ تدابير جديدة، سواء في منع الحرائق أو مكافحتها.
صورة من: RALF HIRSCHBERGER/AFP
أهمية التدخل السريع
وقال كارستن برينكشولته، المدير الإداري لشركة Dryad الألمانية، خلال عرض التكنولوجيا لوكالة فرانس برس: "تنتشر الحرائق بشكل أسرع بكثير وبقوة أكبر مما كانت عليه في الماضي. وهذا يعني أيضاً أنه يتعين علينا التدخل بسرعة أكبر". يذكر أن نظام الطائرات بدون طيار المبتكر تم دعمه بأموال الاتحاد الأوروبي.
صورة من: RALF HIRSCHBERGER/AFP
إخماد النيران عبر الموجات الصوتية
وتأمل شركة Dryad ألا تكون طائرتها بدون طيار قادرة على اكتشاف الحرائق بفضل التكنولوجيا الجديدة فحسب، بل قادرة أيضاً على إخمادها. وبدلاً من استخدام الماء أو مسحوق الإطفاء، يجب إطفاء الحرائق المشتعلة بمدافع الصوت، وبالتالي تجنب الآثار السلبية لعوامل الإطفاء الكيميائية، بحسب الشركة. يصدر ما يسمى بـ "مدفع الصوت" موجات صوتية منخفضة التردد تعمل على "إخماد" النيران.
صورة من: RALF HIRSCHBERGER/AFP
أول استخدام خارج أوروبا
من المقرر أن يتم طرح الطائرة بدون طيار عام 2026 للبيع في الأسواق لاستخدامها لأول مرة خارج أوروبا. وقال برينكشولته: "لا تزال هناك حاجة إلى تهيئة ظروف الإطار القانوني للتشغيل التجاري". ومن المقرر انتشارها على مستوى أوروبا في السنوات المقبلة. وحتى ذلك الحين، هناك عدد من التحديات التقنية التي يتعين التغلب عليها.