رغم كل الإمكانات المتاحة لحياة أكثر صحة ونمط حياة أفضل بالنسبة للألمان، إلا أن تلك الإمكانات غير مستغلة. وتظهر دراسة أن الألمان يجلسون فترات أطول مما سبق ويسترخون بشكل أقل. لكن الأمر يختلف من منطقة ألمانية لأخرى.
إعلان
حذر تقرير صادر عن شركة التأمين الصحي الألمانية (DKV) وجامعة كولونيا الرياضية من أن الألمان يزدادون كسلا أكثر فأكثر. فوفقا لدراسة، كتب عنها موقع "تي أونلاين الألماني" اليوم الثلاثاء (15 آب/ أغسطس)، يقضي كل مواطن ألماني في المتوسط 9.2 ساعة جالسا في اليوم الواحد من أيام العمل. وهذا يعني نصف ساعة أطول مما كان عليه الحال في عام 2021، عندما كان وباء كورونا منتشرا. بل حتى الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عامًا، يقضون أكثر من 10 ساعات يوميًا جالسين في العمل أو أمام شاشة الكمبيوتر.
وجاءت تلك النتائج بناء على مسح أجراه معهد أبحاث الرأي "إبسوس" في الفترة من 13 فبراير/ شباط إلى 16 مارس/ آذار، بسؤال 2800 شخص في أنحاء ألمانيا عن أسلوب حياتهم.
زيادة أوقات جلوس الألماني عن الماضي
يحتاج كل مواطن ألماني يوميا إلى الجلوس لحوالي ساعة في وسيلة نقل من أجل الانتقال من مكان إلى آخر. ويقضى خلال دوامه في العمل 3.5 ساعة جالسا. كما يقضي 1.75 ساعة جالسا أمام شاشة التلفزيون وحوالي 1.5 ساعة أمام الكمبيوتر أو الأجهزة المحمولة مثل التابلت، علاوة على 1.75 ساعة يقضيها جالسا في أوقات فراغه الأخرى.
وبشكل عام، زاد وقت الجلوس اليومي للمواطن الألماني بأكثر من 1.5 ساعة يوميا في المتوسط خلال سبع سنوات.
اختلاف بين مناطق ألمانيا؟
وتبعا للدراسة التي تحدث عنها موقع "تي أونلاين" فإن الناس في مناطق شرق ألمانيا يجلسون ساعات أقل من الذين يعيشون في المناطق الأخرى. وأقل الناس جلوسا هم سكان براندنبورغ القريبة من برلين، حيث يجلس الواحد منهم يوميا 8.4 ساعات.
أما سكان ولاية شمال الراين وستفاليا، التي يقطنها 17.9 مليون نسمة وتعتبر أكبر ولايات ألمانيا من حيث عدد السكان، فإن سكانها يحملون الرقم القياسي في طول ساعات الجلوس يوميا، حيث يجلس الواحد منهم في المتوسط ما يقرب من 10 ساعات في يوم العمل.
أما استراتيجيات التعامل مع الإجهاد، مثل أخذ فترات راحة إيجابية من العمل أو القيام بتدريبات التنفس السليم فلا تستخدم إلا من قبل أقلية. فـ 23 في المائة فقط يتحكمون بوعي في تنفسهم في مواقف محددة. وللتعافي من ضغوطات العمل اليومي، يذهب 19 في المائة للمشي، و5 في المائة يمارسون التمارين الرياضية، و4 في المائة فقط يستخدمون غالبا تقنيات الاسترخاء.
أفضل ولايات ألمانيا في نمط الحياة
وتظهر المقارنة بين كافة الولايات الألمانية أن الناس في جنوب غرب ألمانيا لديهم أنماط حياة صحية أكثر من غيرهم. وتشترك ولايتا راينلاند- بفالتس وسارلاندفي المركز الأول، بينما جاءت شمال الراين ويستفاليا في المرتبة الأسوأ. فهناك، واحد فقط من كل ثمانية يعيش حياة صحية.
نقطة إيجابية
ورغم هذه النتائج إلى أن الدراسة أظهرت نقطة إيجابية وهي تراجع عدد المدخنين في ألمانيا.
وترى شركة التأمين الصحي "DKV" الكثير من الإمكانات غير المستغلة من أجل حياة أكثر صحة وبالتالي حياة أفضلفي نمط حياة الألمان. وعلى وجه الخصوص، فإن تقليل مقدار الوقت الذي تجلس فيه كل يوم والتعامل مع التوتر بوعي أكبر يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا، بحسب ما كتب "تي أونلاين".
ص.ش/و.ب
ولاية سارلاند التي يحبها الناس لعشرة أسباب
سارلاند الصغيرة تبقى جميلة. جغرافيا هي الولاية الاتحادية الأصغر في ألمانيا، ومع ذلك تحدها دولتا فرنسا ولوكسمبورغ. ويجد زوارها متعا كبيرة في مشاهدة مدنها التاريخية وطبيعتها المتنوعة ونصبها الصناعية العملاقة المدهشة.
صورة من: picture alliance/robertharding/M. Lange
اسم الولاية الاتحادية مأخوذ من اسم النهر، نهر السار (Saar). وفي كافة أرجاء الولاية تمتد طرقات التنقل بالدراجات ومسارات المشي في الطبيعة، فيتاح للمرء أن يمتع نظره بمشاهد الأنهار والطبيعة الساحرة، كما الجبل الظاهر في الصورة وسفحه الغارق في ضباب الفجر. إنه موقع سياحي شهير يسمى "سار شلايفه".
صورة من: tourismus.saarland.de
في سارلاند ينال عشاق المشي منيتهم، فهناك 60 طريقا تشق أراضي الولاية وتُطل على تنوع طبيعي خلّاب. من أكثر المناطق شعبية فيها "سار-هنزرك-شتايغ" (Saar-Hunsrück-Steig)، التي باتت منذ بضعة أعوام أجمل مناطق ألمانيا لرياضة المشي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Hunsrück-Touristik
تجتذب المدينة القديمة في ساربروكن الزائرين في بداية رحلتهم، وهي التي سمح أمير ناساو- ساربروكن بتوسيعها في القرن الثامن عشر لتضم مسكنه الباروكي. وهناك جوهرة حقيقية أخرى ترصع المدينة القديمة هي الكنيسة اللوثرية، ويعتبرها كثيرون معلما بارزا في عاصمة الولاية.
صورة من: Fotolia/wolfgangstaudt
بقيت صناعات الصلب والفحم أهم مظاهر اقتصاد الولاية لمدة 250 عاما، حتى انهارت هذه الصناعات في ثمانينات القرن الماضي، فأغلقت أغلب مناجم الفحم ومصانع الصلب فيها. اليوم بوسع المرء أن يزور آثار تلك المرحلة، وأشهرها "فولكلنغر هوته" (Völklinger Hütte)، الذي أضافته اليونسكو عام 1996 إلى الميراث الإنساني العالمي.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/Knoll
تتصف قدرات أهل سارلاند بالإبداع في مجال إعادة الحياة إلى المصانع القديمة، فقد حولوا أغلب تلك الورش والمصانع إلى مواقع تضم مشاهد ثقافية وفنية، وتقام فيها معارض واحتفالات هامة منوعة. ومن أشهرها بينالي الفن الحضري في أكبر معرض شارع ثقافي في العالم في "فولكلنغر هوته".
صورة من: picture-alliance/dpa/Dietze
تعد منطقة "بليزغاو" واحدة من 15 منطقة في ألمانيا ترعاها منظمة اليونسكو. وتضم حقولا وغابات وبساتين ومراع ساحرة تجعل منها صاحبة أكبر تنوع بيئي يسود المحيط الطبيعي في عموم المنطقة.
صورة من: S. Renk/TZS/E. Bock
ومن منطقة "بليزغاو" يأتي كثير من الخضار والفواكه المزروعة بطريقة عضوية صحية في المنطقة إلى مطابخ الولاية. ويظهر أثر ذلك في الأطباق الشهية. كما يظهر تأثير المطبخ الفرنسي المجاور في أطباق ولاية سارلاند بحكم الجوار.
صورة من: S. Renk/TZS/E. Dubois
في منطقة هومبورغ يمكن زيارة أهم كهوف الرمال اللامعة في أوروبا. العروق المرتسمة في سقوف الكهوف تلونها ترسبات الرمال في الصخور فتشع باللون الأحمر والأصفر.
صورة من: picture-alliance/dpa
في وقت مبكر أدرك الرومان جمال منطقة زارلاند ، فتركوا أثارهم في كل أروقتها. المتحف الروماني في فيلا بورغ بمنطقة بيرل أعيد أعماره وفق طراز الفيلا الرومية من القرن الثاني للميلاد.
صورة من: S. Renk/TZS
تجتذب بحيرات منطقة "بوستالزيه" (Bostalsee)، في شمال شرق سارلاند، السائحين من عشاق السباحة وصيد السمك والتزلج على الماء والتجوال في البراري. واحد من معالم هذه المنطقة هو مخيم العطلات الذي يضم 500 بيتا سياحيا وبركة ماء استوائية يعشقها السائحون، وقد أنشئ المشروع عام 1979.