خبراء يضعون سيناريوهات بعضها "كابوسي" لضربة أمريكية لسوريا
١٠ أبريل ٢٠١٨
في حوار مع DW عربية، رسم خبيران أحدهما أمريكي والآخر روسي مشهداً كابوسياً حيال ما يمكن أن تنتج عنه ضربة أمريكية "قوية" لسوريا في حال وقوعها، كرد على ما قيل إنه هجوم بالغاز السام على مدنيين في مدينة دوما.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Syrian Civil Defense White Helmets
إعلان
مسائيةDW : كيف سترد روسيا على الرد الأمريكي المحتمل؟
24:55
This browser does not support the video element.
تسود حالة من الترقب الأجواء الدولية عقب تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرد على ما قيل إنه استهداف لمدنيين سوريين بأسلحة كيميائية في مدينة دوما السورية،أسفرت عنمصرع العشرات أغلبهم من الأطفال. الهجوم المزعوم تسبب في حالة من الغضب الدولي، خصوصاً بعد ظهور مشاهد مؤلمة نشرتها وسائل الإعلام الدولية لأطفال، قال مسعفون إنهم لفظوا أنفاسهم الأخيرة بسبب الاختناق بالغاز السام.
أهداف محتملة
وفي لقاء لــ DW عربية قال فيكتورليتوفكين، المحلل العسكري الروسي بوكالة تاس الروسية، إن الرد الأميركي، في حال وقوعه يمكن أن يشمل عدداً من الأهداف، من ضمنها مقر هيئة الأركان العامة السورية، إضافة إلى قواعد ومطارات عسكرية، ولم يستبعد تعرض قصور الرئيس السوري نفسها للقصف.
أما الدكتور دانيال سيروير، الأستاذ بكلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة والباحث بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن فقد أضاف إلى هذه الأهداف، إمكانية التدمير الشامل للقوة العسكرية للجيش السوري، مبدياً خشيته من احتمال مقتل الرئيس السوري نفسه، إذا ما تم استهداف أحد القصور الرئاسية بشكل مفاجئ ودون تحذيره مسبقاً وهو ما رأى أنه سيؤدي إلى أزمة كبرى قد لا تستطيع الولايات المتحدة التعامل مع آثارها.
مخاوف من طبيعة الرد الروسي
واتفق الخبيران على أن روسيا ستقوم بالرد إذا ما قصفت الولايات المتحدة أهدافاً في سوريا واختلفا حول طبيعة الرد. فيكتورليتوفكين، المحلل العسكري الروسي قال إن رئيس هيئة الأركان في الجيش الروسي، فاليري غيراسيموف حذر الولايات المتحدة من تعرض مواطنين روس للقصف الأمريكي، وفي حال تعرضهم لأذى فسيقوم الجيش الروسي باعتراض هذه الصواريخ وقصف مصادرها، مشيراً إلى أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة جداً. واعتبر أن تعرض قاعدة حميميم للقصف سيُعد إعلان للحرب على روسيا ما قد يسبب اندلاع حرب عالمية ثالثة.
ولا يمكن التنبؤ بمستوى التصعيد، كما يرى الدكتور دانيال سيروير الباحث بمعهد الشرق الأوسط. وأضاف أنه لا يمكن التنبؤ بشكل كامل حول طبيعة المواجهة التي قد تحدث بين الولايات المتحدة وروسيا، مشيراً إلى أن طبيعة الرد الروسي ستعتمد على حجم الضربة العسكرية الأمريكية واحتمالات سقوط ضحايا من العسكريين الروس. وأكد على أن وجود خطط واستراتيجيات عسكرية دون وجود استراتيجيات سياسية لإنهاء الحرب سيكون أمراً سخيفاً.
تغير في موازين القوى
وفيما يتعلق، بما يمكن أن تسفر عنه الضربة الأمريكية المتوقعة على سوريا ومدى إمكانية تغيير موازين القوى على الأرض كنتيجة لها، أوضح الخبير الروسي فيكتورليتوفكين أنه لا يتوقع أن تؤثر الضربة - لو وقعت - على توازن القوى في سوريا، لأن المعارضة السورية مشتتة ولا تملك أي قوة على الأرض تقريباً، وفي حال نشوب الحرب بين روسيا وأمريكا، فإن دور اللاعبين الإقليميين سيقتصر فقط على المشاهدة والأمل على عدم الانجرار إليها.
بدوره يرى الخبير الأمريكي الدكتور دانيال سيروير أن الأمر سيختلف بحسب قوة الضربة وطبيعة الأهداف، وتوقع ألا يتغير المشهد كثيرا إذا ما كانت الضربة العسكرية محدودة التأثير، أما أن كانت الضربة قوية ولأهداف حساسة، فإنه يعتقد أن توازن القوى على الأرض سيتغير وكذا المساحات التي يتحكم فيها كل طرف، لكنه ربط كل النتائج بقوة الضربة وحجمها ومدى تأثيرها الموجع.
ع. ح/ س.آ/ ع.خ
هجوم كيماوي جديد في سوريا ..هذه المرة في دوما ومدنيون ضحايا بالعشرات
نددت واشنطن وعواصم أوروبية بالهجوم المفترض بـ"غازات سامة" في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. سوريا وروسيا تنفيان استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. منظمات إنسانية ونشطاء يؤكدون سقوط عشرات الضحايا في صفوف المدنيين.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
أثارت تقارير حول هجوم مفترض بـ"غازات سامة" استهدف السبت الماضي (السابع من نيسان/أبريل 2018) مدينة دوما في الغوطة الشرقية تنديداً دولياً. وطلبت 9 دول، بمبادرة من فرنسا، عقدَ اجتماع عاجل لمجلس الأمن الاثنين لبحث تقارير عن الهجوم الكيميائي المفترض في دوما.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "21 حالة وفاة جراء الاختناق وإصابة 70 آخرين" من دون أن يتمكن من "تأكيد أو نفي" استخدام الغازات السامة. إلا أن الحصيلة التي أوردتها منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) تراوحت بين 40 و70 قتيلاً جراء القصف بـ"الغازات السامة"، وفق قولها.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Syrian Civil Defense White Helmets
فيما تحدثت المنظمة والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) عن وصول "500 حالة" إلى النقاط الطبية. وأشارتا إلى أعراض "زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور".
صورة من: picture-alliance/AA/M. Bekkur
أدان الرئيسان الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون "الهجمات الكيميائية التي وقعت في 7 نيسان/أبريل ضد سكان دوما". وكتب ترامب على تويتر "قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا"، مضيفا "الرئيس بوتين وروسيا وايران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظا". فيما قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن "ملابسات استخدام الغاز السام هذه المرة تشير إلى مسؤولية نظام الأسد".
صورة من: Reuters/Y. Gripas
يأتي تصريح ترامب بعد عام ويوم على ضربة أمريكية استهدفت قاعدة عسكرية للجيش السوري رداً على هجوم كيماوي في خان شيخون أودى بالعشرات في شمال غرب البلاد. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "قلقه البالغ"، مؤكداً أن بلاده "ستتحمل مسؤولياتها كاملة باسم الكفاح ضد انتشار الأسلحة الكيماوية".
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
دمشق اعتبرت أنّ الاتهامات الموجهة لها في هذا السياق هي "أسطوانة مملة غير مقنعة"، فيما وجهت روسيا تحذيرا لواشنطن من تدخل عسكري "بذرائع مختلقة" نافية استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
وتزامن الاستخدام المفترض لـ"غازات سامة" قبيل إعلان دمشق أمس الأحد اتفاقًا لإجلاء فصيل جيش الإسلام "خلال 48 ساعة" من دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
يذكر أن محققي جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة وثقوا في السابق 33 هجوما كيماويا في سوريا ونسبوا 27 منها إلى الحكومة السورية التي نفت مرارا استخدام هذا النوع من الأسلحة. وفي عام 2013 قتل 1429 شخصا من بينهم أطفال في هجوم كيميائي بغاز السارين في الغوطة الشرقية، بحسب الولايات المتحدة. كما تم رصد غاز السارين في هجوم في أبريل 2017 على بلدة خان شيخون أدى إلى مقتل اكثر من 80 شخصا.