1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"أوروبا لا تلعب دورا في حل الخلاف المغربي الجزائري"

٨ نوفمبر ٢٠١٨

بدت بعض دول أوروبا مؤخرا مهتمة بتطوير علاقاتها مع الدول المغاربية مدفوعة بهاجس الخوف من موجات الهجرة. لكنها لا تجد طريقا للعب دور إيجابي لحل النزاع بين المغرب والجزائر مثلا، كما تعتقد الخبيرة الألمانية إزابيل فيرينفيلز.

Grenzgebiet Marokko - Algerien in Saidia
صورة من: Getty Images/AFP/F. Senna

وضع الاقتراح، الذي جاء به ملك المغرب، محمد السادس، خلال خطابه بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، الخاص باستعداد بلاده للدخول في حوار مباشر مع الجزائر، وضع الأخيرة في موقف محرج، كما ترى إيزابيل فيرينفيلز، رئيسة قسم شمال افريقيا والشرق الأوسط في مؤسسة العلوم والسياسية في برلين، في حوارها التالي مع DW عربية. 

سيدة فيرينفيلز، من وجهة نظرك ، كيف يبدو لك اقتراح ملك المغرب، محمد السادس، اطلاق لجنة للحوار مع الجزائر. هل تعتقدين أن يكون لأوروبا دور في تقارب وجهات النظر بين المغرب والجزائر؟

أعتقد أنها مناورة ذكية من قبل ملك المغرب، محمد السادس، لأنه بهذا يضع الجزائر في موقف حرج، لأنه يعلم جيداً أن الجزائر من غير المحتمل أن تتحرك. ويحاول أيضاً، تحسين موقف المغرب التفاوضي في المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف في أوائل كانون الأول/ ديسمبر. من خلال هذا الاقتراح، يبعث الملك أيضاً إشارة إلى المجتمع الدولي بأن المغرب يتحرك لكن من دون التحرك فعلا في جوهرالقضية الأساسية، وهي قضية الصحراء الغربية. لكن ما إن كان اللاعبون الأوروبيون ذوي التأثير على المغرب ـ وبالأخص فرنسا ـ قد شجعوا الملك المغربي على هذه الخطوة، لا أستطيع الجزم بذلك. لكن المملكة المغربية متأكدة من أن مقترحها سيلقى قبولاً في أوروبا.

لحد الآن لم يصدر من الجانب الجزائري أي رد فعل رسمي، كيف تنظرين  للموقف الجزائري بهذا الخصوص؟

هناك اختلاف في ردود الفعل. فقد كانت هناك بعض المقالات التي حللت النقاط الجديدة في الخطاب الملكي، مثل أن الملك لم يقوم بمهاجمة الجزائر فقط، كما كان الحال في الخطابات السابقة. بعض الأصوات الأخرى تنتقد بشدة محاولة فصل الجزائر عن جبهة البوليساريو قبيل المحادثات في جنيف وتعزيز الموقف التفاوضي المغربي. وقد أعرب آخرون عن أملهم في أن يتحرك شيء ما بالفعل في هذا الصراع. من المحتمل أن يلقى الخطاب تعاطفاً من اللاعبين الجزائريين الذين يطالبون بأن لا تهيمن مسألة الصحراء الغربية على العلاقة الجزائرية المغربية وأن يشجعوا الأصوات من قطاع الاقتصاد والمجتمع المدني، التي تدعو إلى فتح الحدود، كما كان الحال في خريف عام 2018 مع رئيس  أكبر حركة إسلامية، حماس.

ما مسؤولية أوروبا إزاء هذا النزاع بين المغرب والجزائر؟ هناك من يرى أن هناك تضارب استراتيجيات لدى الدول الأوروبية فيما يخص العلاقة بين المغرب والجزائر، تساهم في جعل هذين البلدين يشعران بوجود ضغط عليهم بالتقارب. في المقابل هناك من يرى أن بعض الدول الأوروبية ربما تحاول الاستفادة أو استغلال الصراع بين المغرب والجزائر؟

إيزابيل فيرينفيلز رئيسة قسم شمال افريقيا والشرق الأوسط في مؤسسة العلوم والسياسية في برلين

بطبيعة الحال، هناك دور تلعبه علاقات فرنسا الوثيقة مع المغرب وتقاسمها الموقف المغربي في قضية الصحراء الغربية، وهذا لا يجعل من حل نزاع الصحراء الغربية، أمراً سهلاً. لكن الصراع بين الجزائر والمغرب له أبعاد أخرى، والتي تتمحور حول التفوق الإقليمي وحول المنافسة بين البلدين الجارين من أجل التأثير الاقتصادي والسياسي في جنوب الصحراء. وبالطبع تلعب المصالح الاقتصادية والجيوسياسية الأوروبية، وبشكل خاص الفرنسية، دورًا في هذا النزاع، لكنه لا يكون دائمًا بشكل إيجابي. لكم مع ذلك أعتقد أن هناك اهتماماً عاماً  في أوروبا بالتقارب بين الدول المغاربية، وذلك لأن أوروبا تأمل من خلال الازدهار الاقتصادي في المنطقة المغاربية إلى تقليل موجة الهجرة المنطلقة من دول المغرب العربي، وهو ما يصب في اهتمام فرنسا أيضاً.

 في الآونة الأخيرة بدت ألمانيا مهتمة بشكل متزايد وملحوظ بالعلاقة بين الدولة المغاربية والأوروبية، هل هذا الاهتمام الألماني من دافع الهجرة والأمن فقط، أم أنه يحمل رؤية استراتيجية كاملة لمستقبل العلاقة بين هذه الدول المغاربية وأوروبا؟

ألمانيا ليس لديها استراتيجية مغاربية. لقد اهتمت بشكل كبير بتونس منذ الثورة التونسية، ولديها علاقات شراكة تبادلية مع تونس والمغرب وهي في تطلع مستمر إلى علاقات أوثق. ألمانيا لديها اهتمام كبير بالتنمية الاقتصادية في هذه الدول، لأنها بهذا ستضمن الأمن وتحد من الهجرة. لكن لا أرى رؤية استراتيجية ألمانية شاملة للعلاقات الأوروبية المغاربية. كما لا أعتقد أن هذا الطموح موجود.

خلال السنوات الماضية تعاقب الكثير من مبعوثي الأمم المتحدة على ملف الصحراء الغربية، الآن هناك مبعوث أممي ألماني، وهو هورست كولر، ماهي حظوظه في أن ينجح فيما فشل آخرون قبله؟

يمكن اعتبار جولة المحادثات، التي ستجري في كانون الأول / ديسمبر وتشارك فيها أطراف الصراع، المغرب وجبهة البوليساريو وكذلك البلدان المجاورة والجزائر وموريتانيا، كإشارة إيجابية. كما أن قبول مبعوث الأمم المتحدة الألماني، من جميع الأطراف، واعتباره محايداً، على خلاف أسلافه، ينظر إليه كذلك بإيجابية. المزيد سوف يظهر بعد هذه الجولة.

 إيزابيل فيرينفيلز، رئيسة قسم شمال افريقيا والشرق الأوسط في مؤسسة العلوم والسياسة في برلين

أجرت الحوار: إيمان ملوك

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW