ترى الخبيرة الألمانية في الشؤون السورية بيترا بيكر أن اتفاق مؤتمر ميونيخ لن يساهم في تخفيف حدة الصراع في سوريا. بالعكس من ذلك سيؤدي إلى توسيع النزاع ويحمل إشارات بأن حصار حلب أصبح وشيكا.
إعلان
تحتضن مدينة ميونيخ الألمانية مؤتمر الأمن هذا العام في وقت تدخل فيه الأزمة السورية منعطفا خطيرا، حيث تشتد المعارك بين قوات النظام المدعومة بروسيا وقوات المعارضة في ظل استمرار نفوذ تنظيم "داعش" الإرهابي في عدة مناطق. هذا الوضع المعقد انعكس على مباحثات ميونيخ الصعبة التي أسفرت على اتفاق لوقف إطلاق النار ينظر إليه بكثير من الحذر بسبب غموض الموقف الروسي، بعد أن أعلنت موسكو أن قرار وقف العمليات العسكرية لن يطبق على تنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة.
وإلى جانب وقف إطلاق النار، تم الاتفاق أيضا على تسريع عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين داخل البلاد. DWعربية أجرت حوارا مع الخبيرة الألمانية في الشؤون السورية بيترا بيكرا التي لا تعطي أهمية كبيرة لاتفاق ميونيخ، موضحة أن مقترحات المؤتمر أسفر عن "إجراءات تجميلية لحل روسي عسكري". وفيما يلي نص الحوار:
DWعربية: بعد هذا الاتفاق، هل هناك أمل أن لا يتم تجويع سكان حلب حتى الموت أو شن هجوم عليهم؟
بيترا بيكر: لا أعتقد أننا نملك ما يجعلنا متأكدين من ذلك، فحتى الآن لم يلتزم النظام السوري بأي وعود أو اتفاقيات، وبالتالي فكل شيء وارد. لا نعلم ما الذي تخطط له روسيا حاليا.
ما حجم الخطر في اتساع النزاع عوض حلحلته؟
أعتقد أن احتمال اتساع النزاع كبير جدا لأن روسيا ستسعى لاستخدام الاتفاق الحالي لمواصلة قصف المناطق التابعة للمعارضة، لكونها أعلنت أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يشمل جبهة النصرة وهذه الأخيرة منتشرة بشكل كبير في مناطق المعارضة. ما يعني أن روسيا ستواصل قصف كل مناطق المعارضة خاصة في غياب الدعم الكافي من الأطراف المساندة لقوى المعارضة.
وكيف يمكن أن يساهم الاتفاق على تسريع إيصال المساعدات الإنسانية لتحسين أوضاع المدنيين؟
روسيا والدول الكبرى اتفقت على تزويد المناطق المحاصرة بالمواد الاغاثية بشكل سريع بسبب وجود ضغط كبير من المجتمع الدولي في هذا الاتجاه. لكن هذا لن يؤثر على الوضع العسكري ومن الوارد أن تتم محاصرة مناطق أخرى كحلب. للأسف هذا القرار هو مجرد إجراءات تجميلية لحل عسكري روسي وسيتسع النزاع لأن المعارضة لن تستسلم. وبالتالي قد تتحول سوريا إلى عراق جديد تهزه الحرب الأهلية والأحزمة الناسفة والتفجيرات.
مأساة اللاجئين السوريين على الحدود التركية
يواجه آلاف اللاجئين ظروفا صعبة جدا على الحدود السورية - التركية، بعد هروبهم من المعارك الدائرة في حلب، وهم ينتظرون أن تسمح لهم السلطات التركية بالدخول. ويعاني اللاجئون في منطقة أعزاز من البرد والجوع .
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
يحتشد عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين على الجانب السوري من الحدود التركية المغلقة في العراء رغم البرد القارس، بعد هروبهم من المعارك الدائرة في حلب، بانتظار السماح لهم بدخول تركيا.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
وصل نحو ثلاثين ألف سوري، معظمهم من النساء والأطفال يحملون بعض الأمتعة التي جمعوها على عجل إلى الحدود، وتجمعوا في بلدة باب السلامة الحدودية حيث عملت منظمات غير حكومية على تنظيم توجيههم إلى بعض المخيمات الموجودة في منطقة أعزاز.
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
مع امتناع الحكومة التركية عن السماح بدخول اللاجئين إلى أراضيها، وسعت المنظمات غير الحكومية التركية والسورية والدولية قدرات الاستقبال في المخيمات الثمانية المنتشرة حول أعزاز.
صورة من: picture alliance/AA/M. Etgu
كل يوم تجتاز شاحنات مؤسسة الإغاثة الإسلامية، المقربة من حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، والهلال الأحمر التركي الحدود مع سوريا لتوزيع الخيام والأغطية والماء والأغذية على النازحين من محافظة حلب.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
"نحن نعاني من الجوع والبرد، الناس يموتون على الطريق" هكذا صرحت لوكالة الأنباء الفرنسية عائلات سورية في منطقة أعزاز.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/IHH
مؤسسة الإغاثة التركية قالت إنها أقامت مخيما جديدا، يمكنه استيعاب عشرة آلاف شخص. وقال سركان نرجيس المتحدث باسم المؤسسة لوكالات الأنباء "هدفنا هو توفير المساعدات للناس داخل الأراضي السورية. نحن نوفر يوميا الطعام لعشرين ألف سوري".
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
نائب رئيس الهلال الأحمر التركي كريم كينيك صرح لوكالة الأنباء الفرنسية "انهم مدنيون يخشون أن يذهبوا ضحية مجزرة"، مشيرا إلى القصف الجوي الروسي الكثيف والهجوم الذي ينفذه الجيش السوري. وأضاف "الخوف ينتشر بسرعة كبيرة بين السكان".
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
رغم البرد القارس، لم تتمكن سوى مجموعة صغيرة من عبور مركز اونجو بينار التركي، بعد قصف استهدف بلدة أعزاز على بعد بضعة كيلومترات من المركز الحدودي.
صورة من: Imago/Zuma
رغم الجهود الدولية، لا يزال اللاجئون يواجهون ظروفا شديدة الصعوبة، الأمر الذي دفع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى الإعراب عن "صدمتها" خلال زيارتها لأنقرة الاثنين.