خبيرة تربوية لـ DW: الأطفال لا يتعلمون أسرع من البالغين
٣٠ مارس ٢٠١٨
يحمل الآباء أبناءهم أحيانا أمورا فوق طاقتهم، بدعوى أن الأطفال يتعلمون أسرع من البالغين. لكن خبيرة متخصصة في التربية والصحة النفسية أكدت في حوار مع DW أن الأطفال يتعلمون بشكل أبطأ من البالغين، فكيف ذلك؟
إعلان
هناك فكرة شائعة بأن الأطفال يتعلمون أسرع من البالغين، غير أن هذه الفكرة خاطئة من الناحية العلمية حسب ما صرحت به البروفيسورة بريجيت روليت، المتخصصة في التطور السيكولوجي وعلوم التربية لـ DW. وتقول الأخصائية النفسية إن "هذا هراء مطلق. الأطفال يتعلمون أبطأ من البالغين بكثير، إذ لا تزال أدمغتهم في طور النمو وليست مرتبة كما هي عند البالغين". وتضيف بأن "الروابط المهمة بين مناطق الدماغ لدى الأطفال الذين تبلغ أعمارهم ثلاث سنوات على الخصوص، لم يتم بعد تطويرها بشكل كامل. فعلى سبيل المثال، التمييز بين اليمين واليسار يستغرق بعض الوقت لدى الأطفال".
كذلك يعتقد الكثيرون أن الأطفال الصغار قادرون على تعلم اللغات أسرع وأفضل من البالغين، هذا أيضا تنفيه روليت التي ترى أن بطء التعلم ينطبق أيضا على تعلم اللغات وتقول بهذا الصدد "هناك مركزان للغة في الدماغ، حيث لا يتشكل اتصال مستقر بينهما إلا بمرور الوقت. الشيء الوحيد الذي يتعلمه الأطفال بشكل أفضل وأسرع هو النطق الصحيح. عندما يتعلم الأطفال لغة، فإنهم غالباً ما يتعلمونها مثل المتحدثين الأصليين. وهذا أمر صعب بالنسبة للبالغين".
وحسب الأخصائية النفسية فإن دماغ البالغين لا يتوقف عن التعلم بشكل جيد على عكس الشائع، إذ تستدل البروفيسورة بدراسة "سائقي سيارة الأجرة في لندن"، إذ درس أطباء الأعصاب في بريطانيا كيفية تغير دماغ سائق سيارة الأجرة خلال السنوات الأربع الأولى في هذه المهنة.
الدراسة تعود لسنة 2011، عندما لم تكن أنظمة الملاحة شائعة. في ذلك الوقت وجد الأطباء أن منطقة التوجيه في الدماغ بعد أربع سنوات كانت أكبر بكثير لدى سائقي التاكسي مقارنة بالناس العاديين.
وتنصح البروفيسورة روليت الآباء بإدخال أطفالهم للمدرسة في سن السادسة، لأن إدخالهم للمدرسة قبل تلك السن قد يجعلهم يصابون بالإحباط من التعلم، في حال واجهوا صعوبات في سن مبكرة. لكنها تنصحهم بإدخالهم رياض الأطفال في سن مبكرة، التي توفر الفرصة للطفل لإقامة علاقات مع الآخرين وتطوير المهارات الاجتماعية وقيم التعاون مع الآخرين. وتنصح الخبيرة بالانتباه لرغبات الطفل نفسه في التعلم، لأنها تختلف من طفل لآخر.
العالم بعد 50 عاما في عيون الأطفال
بخطوطهم العفوية رسم الأطفال كيف سيصبح كوكبنا بعد 50 عاما. بعضهم يرى اختفاء الشمس وغرق الأرض بالمياه والبعض الآخر يرى أن هناك حياة جديدة على المريخ . بعض الأطفال تخيلوا غزو الكائنات الفضائية للكرة الأرضية !
صورة من: DW/I. Banos
هل هو آخر شروق للشمس ؟
في حين يحب دانيال-7سنوات- التفكير في الشمس، فإنه يتساءل عما إذا كانت ستظل موجودة بعد 50 عاما. يأمل دانيال في ألا يتغير الوضع كثيرا ويظل لغروب الشمس وشروقها نفس الألوان والمنظر البديع والذي يبعث البهجة للكبار والصغار على حد سواء. دانيال يحث والديه دوما على إعادة تدوير وتكرير النفايات في المنزل ففي النهاية مستقبل الأرض مربوط بمستقبله.
صورة من: DW/I. Banos
احبس أنفاسك
في المستقبل القريب، ستصبح السيارات الطائرة مصدرا للتلوث مثل السيارات في الوقت الحاضر. ونادرا ما ستبدو السماء زرقاء بسبب التلوث، وسوف تنسى البشرية تماما أهمية الطبيعة – حتى أن آخر الأشجار سيتم إزالتها. والأخطر هو حدوث حالات جفاف شديدة في بعض الأماكن لدرجة أن السفن ستتقطع بها السبل. ولهذا، يقول طفل آخر يدعى بالوما -10سنوات - نحن لسنا بحاجة إلى الانتظار 50 عاما لنرى التلوث، 15 عاما تكفي لحدوث ذلك.
صورة من: DW/I. Banos
الهروب من موجات الحرارة
عندما سافرت إيما -7 سنوات- عبر جنوب شرق آسيا في الأشهر الأخيرة كانت تشعر بالحر الشديد. وعندما سألت والدتها عن السبب قالت لها إن درجات الحرارة العالمية تتزايد سنويا . لذلك ليس غريبا كيف تتخيل إيما كوكب الأرض في المستقبل: سوف تحترق الشمس تقريبا، وسوف يضطر الناس إلى ترك الأرض مستخدمين الصواريخ!
صورة من: DW/I. Banos
منزل جديد على المريخ
الحياة على كوكب آخر هو بالضبط ما يتصوره لينوس -12 عاما - و بشكل أكثر تحديدا، على المريخ. فخلال 50 عاما، سوف تكون الأرض مغمورة بمثل هذه الفوضى التي تدفعنا للبحث عن مكان أفضل. ولكن حتى هناك، لن نتعلم الدرس وسنقوم بنفس السلوكيات من سوء الاستهلاك والدمار للكوكب.
صورة من: DW/I. Banos
سيطرة التكنولوجيا
وبدلا من الطبيعة، سوف تهيمن التكنولوجيا على حياتنا اليومية،كما أوضح يان -12 عاما-. ولكن بالنسبة له، فإن هذا يعد أمرا جيداً، حيث سيكون هناك تكنواوجيا متطورة والكثير من الأجسام الطائرة. هذه هي الصورة التي سوف يبدوعليها كوكبنا، وفقا ليان: مدينة مستقبلية مليئة بالآلات والأجهزة الثورية.
صورة من: DW/I. Banos
"بصمة" الكربون
أستريد -6 سنوات- لديها فكرة مجردة جدا عن الأرض. إنه مكان تتأثر فيه تدفقات الأنهار والهواء والناس في نفس الوقت. كما تواجه البشرية بالتهديد نفسه وهو كميات الكربون الهائلة الموجودة في الجو، وهي ما أطلقت عليها "بصمة" الكربون . تعلمت أستريد في مدرستها : كلما كانت "بصمة" الكربون أكبر في الجو، كلما كان تأثيرها أسوأ على البشر.
صورة من: DW/I. Banos
البقاء على قيد الحياة
هؤلاء الفنانون الصغار لا يعطون تفسيرا واضحا لقطعهم الفنية. في هذه الحالة، ميغل -10 سنوات- يعطي خيارين رئيسيين لتفسير لوحته: الروبوت يمثل تغير المناخ المدمر. والخيار الثاني هو أن الذكاء الاصطناعي سيخرج عن السيطرة ويصبح أكثر قوة من البشر.
صورة من: DW/I. Banos
غزو الكائنات الفضائية
جوديث -7 سنوات - جادة جدا عند الحديث عن المستقبل، وهي مقتنعة أن عام 2067 هو عام فناء البشرية والحيوانات أيضا. ولن ينجو أحدا تقريبا من الدمار: وسوف تغزو الكائنات الفضائية كوكب الأرض.
الكاتب: إيرين بانوس رويس/ س.م