خبير ألماني: إدلب لم تكن سوى حجة لتوجيه ضربة عسكرية أمريكية
٧ أبريل ٢٠١٧
الضربات الصاروخية الأميركية لمطار الشعيرات العسكري السوري هي أيضا إشارة إلى طهران وموسكو، كما قال الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط ميشائيل لودز في مقابلة مع DW ، نورد هنا مقتطفات منها.
إعلان
DW: قامت الحكومة الأمريكية برد فعل على وقوع هجوم يعتقد أنه جرى بغاز سام في إدلب ونسبت الهجوم إلى نظام الأسد. من وجهة نظرك ما مدى التأكد من أن نظام الأسد كان وراء هذا الهجوم فعلا؟
ميشائيل لودرز: "ليس لدينا معرفة مؤكدة حول ما حدث فعلا في إدلب وما لم يحدث. وكل التفسيرات ممكنة. ونحن ببساطة نفتقد إلى الحقائق المؤكدة. لكن من الواضح أن إدلب كانت مجرد مناسبة، كانت الذريعة لهذه الضربة العسكرية، التي لها خلفيات أخرى من الناحية الجيواستراتيجية. والأمر يتعلق بأن الولايات المتحدة ليست مستعدة لقبول المطالب الروسية والإيرانية الخاصة بالسلطة في سوريا. وما زالت حكومة ترامب لا ترضى بقبول إيران كعامل قوة في المنطقة".
ما هو أسوأ شيء يمكن أن ينجم عن هذه الضربة العسكرية؟
ميشائيل لودرز: "الولايات المتحدة ترى في روسيا أكبر عدو لها من الناحية الجيوسياسية في هذه اللحظة، وأنها تقود بطريقة مُبَطّنة حربا على اثنين من مسارح الحرب: في أوكرانيا، ولكن خصوصا في سوريا. ونظام الأسد قد استعاد كل المدن الكبرى، وكان آخرها شرق حلب في ديسمبر/ كانون الأول 2016. وإذا أردتَ، فيمكنك أن تقولَ إن الأمريكان خسروا هذه الحرب، هذه المواجهة مع روسيا مرة أخرى في سوريا. والآن هناك مراكز نفوذ في السلطة في واشنطن لديها على ما يبدو استعداد لإعادة هذا التطور إلى الوراء من خلال المواجهة في سوريا. وعلينا ألا ننسى أنه بعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية في تركيا في 16 أبريل/ نيسان، تريد الولايات المتحدة البدء بهجوم بري بالقوات الخاصة الأمريكية. وهناك بالفعل 400 جندي أمريكي متمركزون في سوريا، في اتجاه الرقة، عاصمة "الدولة الإسلامية" في شرق سوريا، وسينجحون في فتح الرقة. وماذا إذن؟ وماذا سيحدث بعد ذلك؟ ومن الذي سيمارس السلطة هناك؟ وماذا ستكون المطالب القادمة؟ هل هناك إرادة في إقامة منطقة حظر جوي؟ وسيكون ذلك بمثابة تكتيك تدريجي لن يوافق عليه الروس، لأن فرض منطقة حظر جوي يعني أن الطائرات الروسية أو السورية لن تعود قادرة على الانطلاق. وبالتالي فإن هذا سيعني المواجهة على أي حال. ولا يمكننا في الوقت الحالي أن نتوقع الطريق، الذي يمكن أن يسير فيه ذلك التطور، ولكن على كل حال فمستوى الإنذار هنا باللون الأحمر (أي: أقصى حالات التأهب)".
**ميشائيل لودرز هو باحث سياسي ومتخصص في الشؤون الإسلامية ومؤلف وناشر. كما أنه رئيس الجمعية العربية الألمانية ويعمل مستشارا أيضا لدى وزارة الخارجية الألمانية.
أجرى المقابلة: مارك ساها/ ترجمة: صلاح شرارة
في صور- المواقع السورية التي استهدفتها الضربة الأمريكية بالصواريخ
نفذ الجيش الأمريكي بأوامر من الرئيس ترامب ضربة جوية بصواريخ توماهوك استهدفت مطار الشعيرات العسكري السوري "المرتبط ببرنامج" الأسلحة الكيميائية السوري ردا على الهجوم الأخير الذي يرجح أنه كيماوي في خان شيخون.
صورة من: picture-alliance/dpa/ria novosti/M. Voskresenskiy
قال مسؤول في البيت الأبيض إن 59 صاروخا موجها من طراز توماهوك أطلقت ليلة اليوم الجمعة (السابع من نيسان/أبريل 2017) واستهدفت مطار الشعيرات العسكري قرب حمص. المطار"مرتبط ببرنامج" الأسلحة الكيميائية السوري.
صورة من: Reuters/Robert S. Price/Courtesy U.S. Navy
أطلقت الصواريخ الموجهة من سفينتي "يو أي أس بورتر" و "يو أس أس روس" المتمركزتان في شرق البحر الأبيض المتوسط. وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها الولايات المتحدة قوات النظام السوري منذ اندلاع الحرب في البلد. وكانت الضربات السابقة للولايات المتحدة في سوريا تستهدف فقط تنظيم "داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/US Navy/F. Williams
قتل أربعة عسكريين بينهم ضابط برتبة عميد ولحق دمار "شبه كامل" بقاعدة الشعيرات العسكرية في وسط سوريا بعد الضربة الأميركية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الجمعة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن مطار الشعيرات الذي يعد ثاني أكبر مطار عسكري في سوريا، يضم "طائرات سوخوي 22 وسوخوي 24 وميغ 23"، لافتا إلى ان "المطار أقلعت منه طائرة السوخوي التي قصفت خان شيخون".
صورة من: 2017 Google Maps
في خطابه الموجه للأمة قال الرئيس ترامب :" شن الديكتاتور السوري بشار الأسد هجوما مروعا بأسلحة كيميائية على مدنيين أبرياء... الليلة أمرت بتنفيذ ضربة عسكرية محددة الهدف في سوريا على المطار الذي شن منه الهجوم الكيميائي. إن من مصلحة الأمن القومي الحيوية للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الأسلحة الكيميائية القاتلة".
صورة من: Reuters/C. Barria
وأتت الضربة العسكرية الأميركية بعيد فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على مشروع قرار ردا على "الهجوم الكيميائي" في خان شيخون. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي في اجتماع لمجلس الأمن بشأن سوريا "عندما تفشل الأمم المتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي... فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا".
صورة من: Reuters/S. Stapelton
وكان هجوم يرجح أنه كيماوي قد استهدف يوم الثلاثاء الماضي (الرابع من نيسان/أبريل 2017) مدينة خان شيخون في محافظة إدلب شمال غرب سوريا الواقعة بالكامل تحت سيطرة فصائل معارضة. وأودى الهجوم بحياة 86 شخصا بينهم 30 طفلا. ونفت الحكومة السورية قصفها بمواد "كيميائية". وأكدت دمشق وحليفتها موسكو أن الطيران الحربي السوري استهدف صباح الثلاثاء مستودعا للفصائل المعارضة يحتوي "مواد سامة".
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
بقايا طائرة حربية سورية في قاعة الشعيرات بعد أن احترقت جراء الضربة الأمريكية بصاروخ أطلق من البحر المتوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/M. Voskresenskiy
تحديد الهدف من الجو لمخابئ الطائرات في قاعدة الشعيرات في سوريا
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
اجزاء من طائرة سورية دمرت تماما بعد سقوط الصواريخ الأمريكية على قاعدة الشعيرات الليلة الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/M. Voskresenskiy