1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Interview mit Nahostexperte Guido Steinberg

١٧ يونيو ٢٠١١

منذ اندلاع الثورات العربية تتوجه الأنظار إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه الغرب. لكن الخبير غيدو شتاينبيرغ لدى المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمن في برلين، يقول في حوار مع دويتشه فيله إن المصالح تلعب الدور الأكبر في ذلك.

غيدو شتاينبيرغ:خبير شؤون الشرق الأوسطصورة من: DW

دويتشه فيله: اقترب الربيع العربي من النهاية. ومع حلول فصل الصيف نرى أوضاعا شبيهة بالحرب الأهلية في كل من ليبيا وسوريا ونتائجها غير واضحة. بصفتكم خبيرا في شؤون الشرق الأوسط، أين تتوقعون قيام "ثورات عربية" خلال السنوات الخمس القادمة؟

غيدو شتاينبيرغ: من الصعب جدا إعطاء توقعات، لاسيما أن كل ما نعرفه في المنطقة يتغير. لكن المنطقة لن تعود كما كانت عليه قبل 2011 فالأنظمة الاستبدادية ستواجه مشاكل بشكل متزايد في السنوات القادمة. رغم ذلك، فإنني لا أعتقد أن الكثير من الأنظمة سوف تسقط على المدى القصير. هذا يعتمد بشكل حاسم على مدى تحول مصر إلى نموذج ناجح. لقد كانت مصر حتى سبعينيات القرن الماضي بمثابة قوة رائدة بين الدول العربية على كافة الأصعدة. وقد ظلت تتبوأ بشكل محدود هذه المكانة فقط على الصعيد الثقافي.

وهناك بالتأكيد أمل في أن تنجح هذه الدولة في أن تصبح نموذجا، بالذات لأنها الأولى من ناحية الكثافة السكانية بين الدول العربية، فضلا عن أنها كانت في الماضي مركزا للإشعاع الثقافي. ورغم ذلك، يخشى الكثير من العرب، وبسبب الأحداث في ليبيا وتجارب العراق وخوفا من نشوب حرب أهلية، من انتشارهذه الأوضاع في بلدانهم. وأنا أعتقد أن نواة هذه الأحداث ستزداد اتساعا في السنوات الخمس القادمة، بيد أنها لن تجد تقبلا من قبل عدد كبير من الأنظمة. وهذا بالذات بالنسبة للملكيات المحافظة في الخليج التي اتضح أنها مستقرة بشكل كبير، لكن كذلك بالنسبة لدول أخرى كالمغرب. الأكثر الدول المهددة هنا ربما الجزائر.

كيف ترون التطورات في دول الخليج ذات الأهمية الإستراتيجية، على وجه الخصوص السعودية والبحرين؟

بشكل عام أعتقد أن النزاع في منطقة الخليج سوف يكتسب أهمية متزايدة لثلاثة أسباب: أولا بسبب احتياطات الغاز والنفط والتي ستزداد أهميتها في السنوات القادمة بحيث يتم هنا إدراج البعد الدولي. لدى الولايات المتحدة الأمريكية مصلحة كبيرة في استقرار دول مثل البحرين أو السعودية. ثانيا تلعب هنا إيران دورا مهما. أعتقد أن النظام الإيراني سيظل أيضا موجودا لبضع سنوات أخرى تقريبا على شكله الحالي. ثالثا للنزاع بين السنة والشيعة دور أيضا.

ويبدو ذلك واضحا اليوم في حالة البحرين، وهذا ما يفسر الاهتمام الكبير الذي يحظى به هذا البلد من قبل السعوديين والإيرانيين والأمريكيين. وبدخول إيران في حلقة هذا الصراع، سوف تزداد أهمية هذا الصراع في السنوات القادمة. مقارنة مع تداعيات انهيار أنظمة في منطقة الخليج، فإن كل ما نعايشه في تونس وليبيا ومصر لن يبقى في واجهة الأحداث، لأن تلك المنطقة هي بوصلة الأحداث السياسية العالمية.

ما الذي ينبغي على السياسة الخارجية الألمانية والأوروبية والأمريكية فعله؟ وما هي الأشياء التي يتعين على المسؤولين السياسيين التهيؤ لها؟

حيث يمكننا أن نقوم بدور مؤثر وفي الدول التي تعيش مرحلة التغيير علينا أن نحاول أن نقدم الدعم. هذا يعني على سبيل المثال أنه ينبغي علينا الآن وباستمرار التقرب من المصريين. علينا أن نسألهم كيف يمكننا أن نساعدهم في توطيد المكتسبات التي حققوها، لاسيما فيما يتعلق بالقطاع الاقتصادي، لأن البلد يشكو من تراجع اقتصادي كبير بعد مرحلة طويلة من الديكتاتورية. إنها ستكون مهمة ضخمة وصعبة للغاية. وفي الدول الأخرى علينا كذلك أن نواكب الإصلاحات وأن ندعم الحركات المعارضة وأن نصغي بشكل أكبر لما يجري في المجتمع، حيث أظهرنا في السابق اهتماما قليلا جدا في هذا الاتجاه.

بالنسبة للسياسة الألمانية فإنها ستقوم في بادئ الأمر أولا بتوضيح الأهداف التي ينبغي متابعتها في المنطقة. الإخفاق الذريع للسياسة تجاه ليبيا بداية عام 2011 كان مؤشرا واضحا على أنه داخل الحكومة الألمانية لم يكن هناك تحديد واضح لمصالحنا وكيفية متابعتها في المنطقة. وهذه حالة مستمرة منذ بعض الوقت. ورغم أن هذه الحالة ازدادت سوءا بشكل كبير في الفترة التشريعية الحالية، فإن ذلك ربما يكون مؤشرا على أن هذه المنطقة لا تهمنا في الأساس كثيرا، خلافا لما يتم ادعاؤه في خطابات الأحد (رسالة المستشارة الألمانية الأسبوعية المتلفزة على الإنترنت كل يوم أحد). بالنسبة لألمانيا يتضح إذا أنه ينبغي علينا أولا بلورة سياسة تجاه الشرق الأوسط.

بالنسبة لأوروبا فإنه ينبغي في بادئ الأمر أن تلتئم انقسامات الماضي. وأنا لا أتوقع أن يحدث هذا في السنوات القادمة. إن النزاع حول السياسة تجاه ليبيا بين الفرنسيين والبريطانيين والإيطاليين من جهة، والألمان من جهة أخرى أظهر جليا أنه لا وجود لسياسة خارجية أوروبية موحدة وأن أوروبا لا تؤخذ على محمل الجد كفاعل على مستوى السياسة الخارجية. وهذا الوضع سيستمر أيضا خلال السنوات الخمس القادمة. وهذا يعني أنه سيتم الاعتماد كثيرا على الأمريكيين.

والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو، إلى أي مدى ستكون لإدارة أوباما – ولنفترض أن الرئيس أوباما سيتم إعادة انتخابه في السنة القادمة- طاقة لتحمل ذلك. هناك الكثير من المشاكل الأخرى الملحة كالعلاقة مع الصين وكوريا الشمالية على سبيل المثال. إيران وترسانتها النووية ستشكل أيضا أحد هذه المواضيع. أخشى أن تفقد الأحداث في شمال إفريقيا والشرق الأوسط أهميتها في ضوء ذلك. فقط حينما تصبح دول مثل السعودية والبحرين موضع اهتمام يمكننا أن نترقب سياسة أمريكية هادفة ونشطة في المنطقة. بيد أنها على الأرجح قد تأتي متأخرة.

أجرت الحوار: بريغيت غوتز

ترجمة: طارق أنكاي

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW