1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير ألماني: اهتمام الإخوان المسلمين ينصب على عدم انعزال مصر دولياً

٦ أبريل ٢٠١٢

يرى الخبير الألماني شتيفان رول أن ترشيح الإخوان لخيرت الشاطر يشير إلى رغبتهم في عدم انعزال مصر دولياً، بشكل يصعب أي تعاون مع العالم الغربي، وأن أغلبية الشعب المصري ترغب في رئيس له توجهات إسلامية إلى حد ما.

صورة من: rtr

دويتشه فيله: سيد رول، خيرت الشاطر كان له في أواخر ستينات القرن الماضي وجهات نظر اشتراكية، إن لم تكن شيوعية. ويُقال إنه بعد حرب الأيام الستة عام 1967 بين إسرائيل من جانب ومصر والأردن وسوريا من جانب آخر أصبحت له توجهات إسلامية. كيف تنظرون إلى مثل هذا التغير؟

شتيفان رول:بشكل ما فإن للإخوان المسلمين توجه اشتراكي أيضاً. وبحسب رأيي فإن الأمر لا يعد غريباً على الإطلاق. خيرت الشاطر ينتمي بالتأكيد إلى جناح في حركة الإخوان المسلمين، لا يمثل الحرس القديم فيها. ولم تكن للكثير من المنطوين في هذا الجناح توجهات سياسية، وإنما انصب تركيزهم على القضايا الدينية. على العكس من ذلك ينتمي الشاطر إلى ذلك الجناح، الذي كانت له في الماضي نشاطات سياسية كبيرة. ولهذا السبب يبدو لي أن الأساس الاشتراكي ليس بعيداً عما يمثله الناشطون السياسيون في حركة الإخوان المسلمين- لكن بمفهوم إسلامي.

هل يمكن القول إذاً إن هذا الجناح يتمتع بقدر من البراغماتية؟

نعم، بالتأكيد، فمنذ سبعينات القرن الماضي وثمانيناته اتبع الإخوان المسلمون نهج التبدل التدريجي. إنهم ليس بثائرين، ولا يطالبون بتغيير راديكالي، إنما تبدلوا ليصبحوا سياسيين معتدلين. لذلك فإن هذا الجانب البراغماتي الذي ينص على تغيير النظام بالنظام، يبدو واقعياً للغاية. لكن انتقادات النشطاء الشباب لهذا المبدأ واتهامهم للإخوان المسلمين بعدم الشفافية يجب تفهمها أيضاً، وكذلك انتقاد الشباب للإخوان بأن لديهم صفقات سياسية مع الساسة الحاكمين. بيد أن الإخوان المسلمين أرادوا تغيير النظام من داخله.

شتيفان رول: "اختلف مع تحليلات بعض المراقبين، حتى مع بعض المصريين أيضاً، الذين يقولون بأن هذه الخطوة تفتح باب المواجهة بين الإخوان المسلمين والجيش"صورة من: SWP

هل بات النشطاء المدنيون في الثورة المصرية في خيبة أمل من هذا الآن؟

مصر بلد إسلامي محافظ، ولذلك يعكس الإخوان رغبات أغلبية الشعب المصري. ويجب علينا ألا نتجاهل ذلك. لكني أعتقد أنه لا يجب أن تكون لنا كل هذه المخاوف من الإخوان المسلمين، إذ إنهم سوف لن يحاولون فرض التعاليم الإسلامية على مصر في ليلة وضحاها، كما أنهم سوف لا يقومون بهذا ضد إرادة الشعب أيضاً. إضافة إلى ذلك فإنهم سوف يضعون في اعتبارهم دائماً صورة مصر على الصعيد الدولي. اهتمام الإخوان المسلمين ينصب على عدم انعزال مصر دولياً، بشكل يصعب أي تعاون مع العالم الغربي.

كيف تقيمون قرار الإخوان بتقديم مرشحهم للانتخابات الرئاسية القادمة؟

أختلف مع تحليلات بعض المراقبين، حتى مع بعض المصريين أيضاً، الذين يقولون بأن هذه الخطوة تفتح باب المواجهة بين الإخوان المسلمين والجيش. أنا لا أرى الأمر على هذا النحو. انطباعي أن خطوة ترشيح خيرت الشاطر تمت باتفاق الجانبين فعلاً، فقد تفاجأ الجيش والإخوان المسلمين من ترشح بعض الشخصيات التي لها شعبية كبيرة، ويبدو أنهم يتمتعون بتأييد كبير بين أوساط الشعب.

"وقد يكون من الصعب على الجيش والإخوان أيضاً، إذا ما وصل رئيس يتمتع بشعبية والاستقلالية ولا يخضع للتأثيرات"صورة من: AP

وقد يكون من الصعب على الجيش والإخوان أيضاً، إذا ما وصل رئيس يتمتع بشعبية والاستقلالية ولا يخضع للتأثيرات، مثل عبد المنعم أبو الفتوح أو حازم أبو إسماعيل مرشح السلفيين. هذا الأمر لا يناسب الجيش ولا الإخوان المسلمين. ولذلك واتتهم الآن فرصة لمواجهة ذلك والتأكد من أن كل الأطراف الأخرى يمكنها القبول بالرئيس الجديد.

هل يمكن اعتبار خيرت الشاطر بالتالي مرشحاً توافقياً؟

اعتقد أن المشكلة كانت تكمن في أنه لم يكن ممكناً الاتفاق مع الجيش على مرشح "حيادي" إذا جاز التعبير. وبالأخص ليس على مرشح، يتمتع بالكثير من الشعبية أيضاً، لدرجة أنه يمكن أن يُنتخب بالفعل. كانت شكوكي أو انطباعاتي تشير إلى أنه على الرغم من بحث الجانبين عن مثل هذا المرشح، لكنهما توصلا إلى نتيجة مفادها أن الشخصيات التي ينطبق عليها ذلك لم تكن تتمتع بالشعبية كثيراً، حتى في حالة دعمه من قبل الإخوان والجيش. ففي الأسابيع المنصرمة بدا يتضح بشكل متزايد أن أغلبية الشعب المصري ترغب في رئيس له توجهات إسلامية إلى حد ما. في الوقت ذاته فإن هذه الأغلبية تولي أهمية كبيرة لمسألة أن الرئيس القادم لمصر يجب ألا تكون له أي انتماءات للنظام السابق.

أجرت الحوار: كيرستن كنب

ترجمة: عماد غانم

مراجعة:طارق أنكاي

شتيفان رول: يعمل في مؤسسة العلوم والسياسة في مركز أبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا منذ عام 2010. كما يشغل مقعداً تدريسياً في جامعة فريدرش-ألكسندر ايرلانغن-نورنبيرغ الألمانية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW