خبير ألماني: بعض العرب في أوروبا متورطون في الجهاد الإعلامي
١٢ مارس ٢٠٠٧بعد أن أعلنت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم "كتائب سهام الحق" تهديدها بقتل اثنين من الرهائن الألمان المختطفين في العراق في حال عدم قيام الحكومة الألمانية بسحب قواتها من أفغانستان، قامت جماعة أخرى تطلق على نفسها "صوت الخلافة" في شريط مصور بُث على الانترنت بالإعلان عن عزمها شن هجمات ضد المصالح الألمانية والنمساوية، إذا لم يتحقق شرط سحب الجنود الألمان والنمساويين من هناك. وعلى خلفية هذه التهديدات عادت الى دائرة الضوء مجدداً المخاوف من ان تقع ألمانيا ضحية لهجمات إرهابية كتلك التي وقعت في مدريد ولندن. ورغم عدم وجود أي مؤشر على خطر فعلي في ألمانيا، إلا أن وزير الداخلية الألماني فولفغانغ شويبله يعتقد ان بلاده يمكن ان تكون هدفاً لهجمات إرهابية. ولا يقف الوزير الألماني وحيداً في إبداء هذا الرأي، فالكثير من الخبراء الأمنيين ينظرون الى هذه التهديدات بجدية. فعلى خلفية بث هذه التهديدات على شبكة الإنترنت، أكد الخبير ألماني في مجال مكافحة الإرهاب غيدو شتاينبيرغ على وجود مؤشرات على تورط إسلامويين عرب يعيشون في أوروبا في بث الشريط الثاني. ففي مقابلة له مع صحيفة كولنر شتادت أنتسايغر الألمانية الصادرة اليوم الاثنين 12مارس/ آذار قال الخبير الألماني ان بعض العرب في أوروبا يشاركون فيما أسماه بـ"الجهاد الإعلامي".
تقنية عالية
ومن القضايا التي أثارت دهشة الخبراء في شؤون الأمن هي التقنية العالية والحرفية الإعلامية الكبيرة التي اتسم بها الشريطان وطريقة إعدادهما، الأمر الذي يسلط الضوء، كما يرى الخبير الألماني، على "عنصر تكتيكي جديد" أخذت تنتهجه الجماعات الإرهابية في تهديد بعض الحكومات. ومن جانب آخر فقد أتفق خبير شؤون الإرهاب رولف توبهوفن مع شتاينبيرغ على ضرورة الفصل بين الشريطين، إذ يعتقد الخبيران ان الشريطان تم إعدادهما من قبل جماعتين منفصلتين عن بعضهما. فالجماعة الأولى عمدت، بحسب الخبيران الألمانيين، الى إعطاء شكل سياسي لعملية الاختطاف من خلال طرح مطالب سياسية بغية "ابتزاز الحكومة الألمانية والحصول على فدية أكبر"، بينما حاولت الجماعة الأخرى من خلال بث شريطها استغلال مطالب الخاطفين سياسياً عن طريق تصعيد الضغط على الحكومة الألمانية لسحب قواتها من أفغانستان.
برلين ترفض إستراتيجية التصعيد
في سياق متصل رفضت الحكومة الألمانية اليوم الاثنين الدخول في أية "استراتيجية للتصعيد" مع المجموعة العراقية التي تحتجز الرهينتين الألمانيين. ففي تصريح له قال الناطق بإسم وزارة الخارجية الألمانية مارتين ييغر ان الرسالة التي نقلها الشريطان "تندرج تحت محاولات لتصعيد الوضع". وأكد ييغر على ان حكومة بلاده "سوف لن تخطئ من خلال الدخول الى مثل هذه الاستراتيجية". وفي هذه الأثناء ما يزال فريق متابعة أزمة اختطاف الرهينتين يواصل جهوده من أجل اطلاق سراحهما. فقد صرح المتحدث بإسم الحكومة الألمانية أولريش فيلهلم ان وزارتي الداخلية والخارجية تقومان بتحليل شريطي الفيديو وتقويمهما بشكل دقيق.