خبير ألماني: خطورة الألغام تتزايد مع مرور الوقت
٤ أبريل ٢٠١٤DW: لقد شاركت مؤخرا في عملية تفكيك الألغام والمتفجرات في ليبيا، ماذا كانت مهمتك هناك بالضبط؟
غروندر بيتسكه: كان الأمر يتعلق بتدابير وإجراءات أمنية في مطار العاصمة طرابلس، حيث كانت توجد ألغام صغيرة جدا دون محتوى معدني مع كتلة متفجرة تقدر بحوالي 50 غراما. وقد كانت عبارة عن ألغام أرضية موجهة ضد الأشخاص، تم زرعها حول المطار للحيلولة دون الوصول إليه. ولم يتم قياس أو حتى تحديد منطقة الألغام، فعندما يتعلق الأمر بالحروب الأهلية، فغالبا ما يتم استخدام بعض الأنواع من الذخيرة التي يحظرها القانون الإنساني الدولي.
كيف استطعت تحديد مكان البحث عن الألغام؟
في البداية، يتم تحديد مناطق يشتبه في وجود ألغام فيها، حيث تصل معلومات إلى ما يسمى بمركز مكافحة الألغام تفيد بأنه قد تم اكتشاف شيء ما. عندها نتوجه إلى عين المكان ونقوم بالتحريات والفحوصات اللازمة. ولكن يجب دائما توخي الحيطة والحذر، لأنك لا تعرف أين تبدأ منطقة الألغام بالضبط. وبعد ذلك يتم وضع ما يسمى بالخط الأمني، ثم ينطلق البحث الذي يكون في البداية بصريا. وفي حالة اكتشاف شيء مثير للشك مثل مواد تغليف الألغام، عندها يبدأ قياس وتأمين المنطقة بأكملها.
كيف تتم عملية تفكيك الألغام؟
نستخدم إبر البحث عن الألغام أو أجهزة البحث عن المعادن بهدف فرز المواد الخطرة. ثم يتم استخراجها وفحصها من أجل التعرف على نوع الألغام. ثم يتم فحص شكل بنائها وكمية الكتلة المتفجرة فيها. بعد ذلك تبدأ عملية نقل المتفجرات الواحدة تلو الأخرى،لأنه إذا تم تفجير واحدة منها في نفس المكان، فإن ذلك قد يتسبب في تفجير بقية الألغام. وفي هذه الحالة ينبغي بدء عملية البحث من جديد. ولهذا يتم نقل الألغام بعيدا، ثم يتم تفجيرها في نهاية اليوم.
ما مدى صعوبة اكتشاف الألغام؟
الألغام، التي تستخدم حاليا، تحتوي على نسبة ضئيلة من المواد المعدنية قد تصل إلى الصفر تقريبا، أي حوالي 0.3 في المائة، التي تمثل الفتيلة المسؤولة عن الشرارة الأولى. ولهذا، فعندما تكون هناك معادن أخرى ملقاة على الأرض في منطقة البحث، مثل الشظايا أو المسامير أو أشياء معدنية أخرى، فيصعب العثور على الألغام، حيث يجب عليك فحص كل العناصر المعدنية قبل العثور حقا على الألغام.
هل تفقد الألغام قدرتها على العمل بمرور الوقت ؟
على العكس من ذلك، فخطورة الألغام تزيد مع مرور الوقت. لأن الألغام، بغض النظر عن نوعها، تحتوي على نسبة من مادة تي.أن.تي المتفجرة أو خليط أر. دي.إكس (RDX). وهذه المتفجرات تفقد مرونتها مع مرور السنوات وتصبح بالتالي غير مستقرة، وأحيانا قد يكفي احتكاك بسيط لتفجيرها. هذه الألغام قد تبقى 80 أو 90 سنة في الأرض دون أن تفقد خطورتها، مثال على ذلك فردان في فرنسا التي كانت ساحة للمعركة في الحرب العالمية الأولى، حيث ما تزال الألغام فيها فعالة وخطيرة. وحتى لو كانت الفتيلة قد تعرضت للصدأ ولم تعد تعمل، فإن ذلك لا يمنع إمكانية تفجيرها.
عملك هذا خطير جدا. ما مدى المخاطر التي قد تتعرض إليها ؟
بطبيعة الحال، تقع دائما بعض الحوادث الخطيرة. وهي في الحقيقة أشياء لا نرغب في التحدث عنها، فأنت قد تفقد أشخاصا قد عاشرتهم أو عملت معهم. وأحد الأمثلة التي عايشتها في أفغانستان، حيث انفجر لغم تحت قدمي زميل أمريكي كان بصدد البحث عن الألغام بجهاز خاص. وهناك عدة حوادث مماثلة. إنه بالفعل أمر سيء، فالمخاطر تبقى دائما قائمة.
غروندر بيتسكه: كان نقيبا في صفوف الجيش الألماني. و كان يعمل حتى عام 2008 كمدرس للجنود في مدرسة الجيش الألماني في مدينة ميونيخ في مجال تفكيك الأسلحة. وقد شارك بيتسكه في عملية تفكيك الألغام في ليبيا وأفغانستان والبوسنة و قدم دورات تدريبية للقوات المحلية هناك.
أجرى الحوار: كريستوف ريكنيغ