1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير ألماني: قيام دولة حلم يراود سكان جنوب السودان منذ عقود

٤ يناير ٢٠١١

تتصدر مساعدة اللاجئين وإعادة تأهيل المقاتلين السابقين، برامج التعاون التي تنفذها الوكالة الألمانية للتعاون التقني في جنوب السودان. عمل الوكالة الألمانية في جنوب السودان الذي يستعد للاستفتاء لا يخلو من الصعوبات والتحديات.

مساعدة اللاجئين تتصدر برامج التعاون التي تنفذها الوكالة الألمانية للتعاون التقنيصورة من: GTZ

قال مانفريد فان إيكيرت مدير مكتب الوكالة الألمانية للتعاون التقني GIZ في جنوب السودان، إن المساعدات التي تقدمها المؤسسة الألمانية تتركز في ميادين اللاجئين وإعادة إدماج المقاتلين السابقين للجيش الشعبي لتحرير السودان(المسلحين المتمردين سابقا). وأوضح فان إيكيرت في حوار لموقع دويتشه فيله أن برامج الوكالة، كهيئة تقنية متخصصة تعمل برعاية الحكومة الألمانية، تشمل دعم وبناء المؤسسات وفي مقدمتها "تأهيل الشرطة"، مبرزا أن هذه المساعدات "تساهم في تحقيق التنمية وترسيخ السلام والاستقرار في جنوب السودان".

وحول مدى مساهمة الوكالة في عملية تنظيم استفتاء تقرير مصير جنوب السودان، الذي ينطلق يوم السبت المقبل، أوضح فان إيكيرت أن" الوكالة الألمانية ليس لها مساهمة مباشرة في عملية الاستفتاء بجنوب السودان. فنحن وكالة تقنية متخصصة ونعمل تحت رعاية الحكومة الألمانية ومؤسسات أخرى". واستدرك قائلا: "ربما يكون لدورنا تأثير غير مباشر". وأوضح في هذا الصدد أن الوكالة الألمانية تساهم في "تأهيل الشرطة في جنوب السودان ومساعدتها على القيام بمهام تأمين عمليات الانتخابات في المرحلة المقبلة"، مشيرا إلى أن الوكالة ساعدت مصالح الشرطة في بناء شبكة اتصالات في مجموع مناطق جنوب السودان. وهو برنامج أسسته وزارة الخارجية الألمانية وتم إطلاقه بتعاون وثيق مع الأمم المتحدة، وذلك إثر توقيع اتفاقية السلام بين جنوب السودان وشماله عام 2005.

مساعدة اللاجئين على العودة

مانفريد فان ايكيرت مدير مكتب الوكالة الألمانية للتعاون التقني في جنوب السودانصورة من: privat

وتعمل وكالة التعاون التقني الألمانية في أربعة مجالات أساسية في جنوب السودان يتصدرها موضوع مساعدة اللاجئين العائدين إلى جنوب السودان، وتشمل هذه الميادين، كما يؤكد مدير مكتب الوكالة الألمانية للتعاون التقني بجنوب السودان، والذي يوجد مقره في مدينة جوبا، في دعم إعادة تأهيل قطاع المياه في المدن وبلدات أخرى، ويستفيد آلاف من سكانها من برامج التعاون والدعم التي تقدمها المؤسسة الألمانية.

وأبرز فان إيكيرت أن المؤسسة الألمانية تتولى "مساعدة السكان على العودة والاستقرار إلى بلدهم وذلك بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين"، مشيرا إلى أن برنامج مساعدة اللاجئين يشمل 65 ألف من اللاجئين العائدين من أوغندا وكينيا على الاستقرار في ويكاونتي وميكري في جنوب السودان. وهو برنامج تدعمه أيضا وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين، ويشمل برامج تعليمية وثقافية واجتماعية.


وحول ظروف عودة اللاجئين من شمال السودان إلى مناطقهم الأصلية في جنوب السودان، قال فان إيكيرت إن "عملية العودة متواصلة وتساهم الوكالة الألمانية في هذه العملية عبر برنامج مساعدة يمتد لسنتين وذلك من خلال تهيئة أماكن استقبالهم في جنوب السودان ومساعدة أبنائهم على الانضمام إلى المدارس وتقديم دورات تدريبية في مجال التكوين والتربية ومساعدتهم على الاندماج في النظام الاجتماعي" إضافة إلى مساعدة اللاجئين العائدين على إقامة أنشطة اقتصادية مثل الزراعة وتوفير الغذاء، وهي مجالات يزخر بها السودان. كما تقدم الوكالة برامج تدريبية خاصة للمساعدة على تحقيق السلم وحل النزاعات.

ويبلغ عدد لاجئي جنوب السودان في شماله، حسب تقديرات وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين، حوالي 1,5 مليون شخص. ومن المنتظر أن تكتمل عودتهم إلى مناطقهم في غضون أربعة سنوات، وفق مراحل تشمل أولاها 300 ألف شخص.

تأهيل المقاتلين السابقين

وتشكل إعادة تأهيل المقاتلين السابقين في صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان، من أهم التحديات التي تواجه بناء مؤسسات جديدة في جنوب السودان، وتنفذ الوكالة الألمانية برنامجا لإعادة تأهيل المقاتلين السابقين بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في النظام الاجتماعي ودعم أوضاع حياتهم الجديدة.

ويهدف هذا البرنامج كما يوضح مانفريد إلى "المساهمة في تحقيق التنمية وترسيخ السلام والاستقرار في جنوب السودان". وتقدم الوكالة الألمانية في هذا الصدد، مساعدات على بناء المؤسسات وترشيد الإدارة وتحسين مستوى خدمات المؤسسات الحكومية بشكل يلائم متطلبات حياة فئات السكان، ووفق "رؤية لبناء مؤسسات لامركزية وحكم فيدرالي في جنوب السودان"، والكلام للخبير الألماني.

"شعور إيجابي"

قافلة من اللاجئين العائدين من شمال السودان إلى جنوبه.صورة من: picture alliance/dpa

وحول رأيه في الدور الذي تلعبه هيئات المجتمع المدني في جنوب السودان، ومدى جاهزيتها للاضطلاع بدورها في المشاركة السياسية والاندماج الاجتماعي، في حال قيام دولة جديدة في جنوب السودان، قال الخبير الألماني إن سكان جنوب السودان "يسودهم حاليا شعور إيجابي لكونهم يملكون بأيدهم الحق في تقرير مصيرهم. فهم يذهبون للاستفتاء ابتداء من يوم الأحد المقبل، وهنالك رغبة واضحة لديهم في التصويت لقيام دولة جديدة في جنوب السودان"، مشيرا بأن ذلك "يشكل حلم عقود من الزمن لدى الناس هناك كما ألاحظ عندما أتحدث إلى سكان الجنوب بمختلف مستوياتهم ومناطقهم".

ويعتقد فان إيكيرت أن هيئات المجتمع المدني في جنوب السودان واثقة من أنها تساهم بشكل أساسي في جعل المواطنين يمسكون زمام مستقبلهم بأيديهم، وهم يدركون أن السير في هذا الاتجاه سيكون صعبا ولكنهم مصممون على المضي على هذا الدرب حتى لو تطلب وقتا طويلا، كما قال.

وحول طبيعة التحديات التي تواجه عمل الوكالة الألمانية في جنوب السودان أشار مانفريد إلى وجود"تحديات كثيرة"، بسبب ضعف التجهيزات والبنيات التحتية، والعمل في بيئة صعبة، معربا عن أمله بأن تتطور الأمور إلى الأفضل في المستقبل. وأضاف أن قساوة المناخ وارتفاع درجة الحرارة تضاعف من صعوبة مهمة العاملين في الوكالة في إيجاد الكفاءات المناسبة التي تتوفر لديها الرغبة في العمل بجنوب السودان.

منصف السليمي

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW